الرجال قوامون على النساء

الرجال قوامون على النساء


11-08-2004, 02:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1099919133&rn=0


Post: #1
Title: الرجال قوامون على النساء
Author: كبسيبة
Date: 11-08-2004, 02:05 PM

يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النساء: “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا”، (الآيتان 34 و35).

روى المفسرون روايات في سبب نزول قوله تعالى: “الرجال قوامون على النساء” أوثقها ما ذكره القرطبي من أنها نزلت في سعد بن الربيع حيث نشزت عليه امرأته حبيبة بنت زيد بن خارجة بن أبي زهير فلطمها، فقال أبوها: يا رسول الله: أفرشته كريمتي فلطمها، فقال صلى الله عليه وسلم: “لتقتص من زوجها” فانصرفت مع أبيها لتقتص منه، فقال عليه الصلاة والسلام: “ارجعوا هذا جبريل أتاني” فأنزل الله هذه الآية.
سببان للقوامة
ومعنى قوله “قوامون” أن الرجال يقومون على شؤون النساء بالحفظ والرعاية والنفقة والتأديب وغير ذلك مما تقتضيه مصلحتهن. وذكر سبحانه وتعالى سببين لهذه القوامة:

أولهما: أن حكمة الله اقتضت أن يكون الرجال قوامين على النساء بسبب ما فضل الله به الرجال على النساء من قوة في الجسم، وزيادة في العلم، وقدرة على تحمل أعباء الحياة وتكاليفها، وما يستتبع ذلك من دفاع عنهن إذا ما تعرضن لسوء.
والمراد بالتفضيل هو تفضيل الجنس على الجنس لا تفضيل الآحاد على الآحاد، فقد يوجد من النساء من هي أقوى عقلا واكثر معرفة من بعض الرجال.

وقال سبحانه: “بما فضل الله بعضهم على بعض” ولم يقل مثلا: بما فضلهم الله عليهن، للإشعار بأن الرجال من النساء والنساء من الرجال كما قال في آية أخرى “بعضكم من بعض” وللإشارة إلى أن هذا التفضيل هو لصالح الفريقين، فعلى كل فريق منهم أن يتفرغ لأداء المهمة التي كلفه الله بها بإخلاص وطاعة حتى يسعد الفريقان.

أما السبب الثاني للتفضيل فهو كسبيّ وقد بينه سبحانه بقوله: “وبما أنفقوا من أموالهم” أي ان الله تعالى جعل الرجال قوامين على النساء بسبب ما ألزم به الرجال من إنفاق على النساء ومن تقديم المهور لهن عند الزواج بهن، ومن القيام برعايتهن وصيانتهن.

أحوال النساء



ثم شرع الله سبحانه في تفصيل أحوال النساء وفي بيان كيفية القيام عليهن بحسب اختلاف أحوالهن فقسمهن إلى قسمين:

القسم الأول قال سبحانه وتعالى في شأنه: “فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله” أي فالصالحات من النساء من صفاتهن أنهن “قانتات” أي مطيعات لله تعالى ولأزواجهن عن طيب نفس واطمئنان قلب، ومن صفاتهن كذلك أنهن “حافظات للغيب بما حفظ الله”..

فالآية الكريمة تمدح النساء الصالحات المطيعات الحافظات لأسرار أزواجهن ولكل ما يجب حفظه من عرض أو مال أو غير ذلك.

أما القسم الثاني من النساء فقد قال سبحانه في شأنه: “واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن”.

والمراد بقوله “نشوزهن” عصيانهن وخروجهن عما توجبه الحياة الزوجية من طاعة الزوجة لزوجها.

والمعنى: هذا شأن النساء الصالحات القانتات الحافظات للغيب بسبب حفظ الله لهن.. أما النساء اللاتي تخافون “نشوزهن” أي عصيانهن لكم، وترفعهن عن مطاوعتكم، وسوء عشرتهن لكم “فعظوهن” بالقول الذي يؤثر في النفس ويوجههن نحو الخير والفضيلة.

وقوله “واهجروهن في المضاجع” أي وعليكم إذا لم تنفع الموعظة والنصيحة معهن أن تتركوهن منفردات في أماكن نومهن.

وقوله “واضربوهن” أي إن لم ينفع ما فعلتم من العظة والهجران فاضربوهن ضربا غير مبرح أي غير شديد ولا مشين فقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في حجة الوداع: “واتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح”.

نقلاً عن موقع دار الخليج