الصيام في الدول الاسكندينافية

الصيام في الدول الاسكندينافية


10-27-2004, 10:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1098911638&rn=0


Post: #1
Title: الصيام في الدول الاسكندينافية
Author: Ridhaa
Date: 10-27-2004, 10:13 PM



من عبق الفتوى وأريجها

د. عبد الناصر صبير/ماليزيا

بسم الله الرحمن الرحيم
العبق والأريج من أوصاف العطور، ففواح العطر هو أريجه، ولصوق العطر هوعبقه.

وإنَ من الفُتيا لما هو أشد تضوَعاً من عطرٍ فواح، وأطيب مما يتعطر به كثير من هواة العطور.

أنظر إلى تلك الفتوى التي أفتى بها أحد العلماء ذلك الرجل (التائب) الذي غلَ (سرق) من الغنيمة، ثم تاب بعد زمن، ثم جاء بما غلَه إلى أمير الجيش فأبى قائد الجيش أن يقبل منه غلوله، وقال له: كيف لي بإيصاله إلى الجيش وقد تفرقوا؟!

فذهب هذا التائب إلى عالم يُدعى حجاج بن الشاعر مستفتياً، فقال له حجاج: يا هذا إنَ الله يعلم الجيش وأسمائهم وأنسابهم، فادفع خمسه إلى صاحب الخمس، وتصدق بالباقي عنهم، فإنَ الله يوصل ذلك إليهم، ففعل، فلما أخبر معاوية، قال لأن أكون أفتيتك بذلك أحبَ إلى من نصف ملكي.

ومنطوق هذه الفتوى ومفهومها كما يقول الأصوليون أن على التائب-السارق من أناس أو من شركةٍ أو من غير ذلك- أن يرد ما سرق إلى أصحابه، فإن لم يجدهم، بحث عنهم قدر طاقته ووسعه، فإن لم يجدهم ولم يجد ورثتهم أو وكلائهم، فعليه أن يتصدق (بما سرق) نيابةً عنهم وينوي ذلك لهم ولو كانوا كفاراً، لأن الله يعطيهم في الدنيا ولا يعطيهم في الآخرة. ولك أن تتخيل كم تساهم هذه الفتوى في القضاء على الإضرار بالناس، كما يتجلى فقه هذه الفتوى في إيصال الحقوق وتمزيق القنوط.

وقد أعجبتني فتويان تتعلقان بما نحن فيه من صيام، وهما جواب عن من يصومون في الدول الاسكندينافية (Scandinavian) حيث يكون النهار في بعض أنحاء هذه الدول أطول من الليل بكثير على مدار السنة، فقد يكون الليل ثلاث ساعات فقط، في حين يكون النهار واحد وعشرين ساعة. والمستفتي يقول إذا ما صادف رمضان الشتاء فإن المسلمين يصومون ثلاث ساعات فقط، أما إذا كان رمضان في فصل الصيف فإن كثيرين يتركون الصوم لعدم قدرتهم عليه نظراً لطول النهار. وطلب المستفتون من اللجنة الدائمة تحديد مواعيد الإفطار والسحور، وقد يبدو الطلب معقولاً إلا أن اللجنة أجابت بوجوب الصيام على من شهد رمضان من المكلفين، سواء طال النهار أم قصر، فإن عجز المكلف عن إتمام صيام يوم وخاف على نفسه الموت أو المرض جاز له أن يفطر بما يسد رمقه ويدفع عنه الضرر، ثم يمسك بقية يومه وعليه قضاء ما أفطره في أيام أخر يتمكن فيها من الصيام. ودليل اللجنة في هذه الفتوى هو عموم قوله تعالى (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) فالدول الاسكندينافية داخلة في هذا العموم. وما أعطرها من فتوى! وما أجله من فقه واستدلال!

ولكن الأمر يختلف في بعض هذه الدول حيث يستمر النهار ستة أشهر وكذلك الليل، فكيف يصوم هؤلاء؟ وقد أفتى هؤلاء سماحة الشيخ الأنور عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، بأن عليهم أن يقدروا للصلاة والصيام قدرهما قياساً على يوم الدجال الذي كسنة. وعليه فلابد من تقدير وقت للإفطار والإمساك وضبط أوقات الصلوات. و الفتوتان عبقتان، فعلى المكلف أن يمسك عن سائر المفطرات إذا كان النهار يتمايز عن الليل، وكان مجموع زمانهما أربعاً وعشرين ساعة. أما إذا زاد النهار عن ذلك فعليه أن يقدر للصلاة والصوم قدرهما ليصوم و يصلي الصلوات كل أربع وعشرين ساعةً.



نقلا عن سودانايل