"مجد الشهادة ..عار التفاوض"، بيان من حق في ذكرى اكتوبر

مجد الشهادة ..عار التفاوض
بيان من حركة حق


بمناسبة الذكرى الأربعين لثورة 21 أكتوبر المجيدة، نتوجه بالتهنئة الحارة للشعب السوداني العظيم، والذي استطاع فيها الإطاحة بحكومة المرحوم الفريق إبراهيم عبود . وظل الشعب يقدم تضحياته الجسام في سبيل الحرية والديمقراطية.

عقب انقلاب الجبهة المشئوم في 30 يونيو 1989وفي ذكرى ثورة 21 أكتوبر تحديدا تم التوقيع على ميثاق التجمع الوطني داخل السودان من قبل الأحزاب والنقابات السودانية. وقد استقبلت الجماهير السودانية ذلك الحدث بارتياح بالغ باعتباره الشرارة التي سينطلق منها النضال ،في سبيل الإطاحة بنظام الجبهة الإسلامية، وقد مرت السنوات ولم يجني الشعب السوداني سوى الوعود والفشل الذريع..

وبعد مؤتمر أسمرة للقضايا المصيرية في مايو 1995 توفرت للتجمع الوطني كل إمكانيات هزيمة نظام الجبهة الإسلامية الفاشي،ومن ثم وضع الأسس لبناء سودان جديد،على معايير جديدة من العدل والتوازن والمساواة. ولكن قيادة التجمع بدأت تتنصل عن المواثيق التي صاغتها بيدها وتتراخى بحجج وأعذار واهية. ونتج عن هذه الخلافات الواهية خروج حزب الأمة من التجمع واقترابه من السلطة....ونتيجة للتشوه الذي لازم بنية التجمع الوطني،ذهبت كل شعاراته إدراج الرياح وظل التجمع كرأس بلا جسد ، كما انه ظل مغلقا أما بعض الشخصيات الوطنية المشهود لها بالمواقف الوطنية ، إضافة إلى بعض التنظيمات السياسية كحركتنا (حركة حق) .. وظل التجمع مكانا للدسائس والمؤامرات الصغيرة،حيث تسبق كل اجتماعاته الرسمية اجتماعات جانبية يتم فيها شراء الذمم و تحديد الموازنات والتوازنات والمساومات اللامبدئية..

ظل شعبنا يناضل طوال الأربعين عاما وفي الفترات الديمقراطية والديكتاتورية في سبيل انتزاع حقوقه المسلوبة. ولكن قياداته السياسية وبمجرد الوصول إلى دست الحكم فإنها تصم آذانها عن كل مطالبه المشروعة.

تمر علينا هذه الذكرى والشعب السوداني يمر بأسوأ الأوضاع في كافة مناحي الحياة.

تهل علينا هذه الذكرى وتجمع المعارضة المناط به إسقاط نظام الجبهة الإسلامية يجلس للتفاوض معه في نفس يوم ذكرى 21 أكتوبر والعميد عبد العزيز خالد احد قادته والذي كان من المفترض أن يكون مشاركا في المفاوضات معتقل بتخطيط من حكومة الجبهة الفاشية ، ويسود الصمت المخجل في أروقة التجمع عن أمر اعتقاله. ويدخل التجمع لهذه المفاوضات على خلفية اتفاق جدة الإطاري والذي وقعة الميرغني إنابة عن التجمع ، وبتوقيع هذا الاتفاق يكون التجمع ، قد قبل بالنهب والإفقار والتجويع الذي قامت به سلطة الجبهة الإسلامية، حيث يرزح أكثر من 96% من الشعب السوداني تحت خط الفقر.وأقر اقتصادا مشوها قائماً على استئثار فئة طفيلية مافوية، استولت على ثروات البلاد والعباد ، وتتصرف فيها باعتبارها ضيعة خاصة بهم، ولندلل على ذلك فان كل إيرادات البترول لا يتم إدراجها في الموازنة العامة، والضرائب الفادحة التي فرضوها، إضافة للزكاة، في مخالفة مفضوحة لشريعتهم المزعومة، وخصخصة لم تكن سوى نهب صريح، مما جعلهم يتطاولون في البنيان ويغرقون في نعيم لا نجده لدى حكام أغنى الدول، ويشترون النساء مثنى وثلاث ورباع، بينما يموت الملايين إما نتيجة للحرب أو الجوع..

يجيء أكتوبر الذي اقتلع الديكتاتورية والسلطة لا تملك سوى أجهزة الأمن والطغيان لفرض وجودها،وقد فقدت شرعيتها أمام نفسها، بعد انقسام صفها وتآكلها من الداخل، وهي التي ظلت فاقدة للشرعية الشعبية منذ يومها الأول..

ونحن نستقبل ذكرى ثورة أكتوبر والصمت المطبق ساد أوساط كل الأحزاب السودانية والتي لم تكلف نفسها بمجرد الإشارة لهذه الذكرى...... وما نود قوله الآن هو أن القضية الماثلة أمامنا هي العمل على إسقاط النظام من خلال صناديق الاقتراع بتحالف شعبي حقيقي بعيدا عما يسمي بالتجمع الوطني،الذي تخف أطرافه الآن للانضمام إلى السلطة بشروطها،ووفق تصوراتها وثوابتها،وفي حدود الصفقات الفردية المشينة التي ستبرمها مع رئيسه والذي تعوزه كل صفات الرئاسة..

إننا ننادي بتحالف شعبي يضم الحركات الجديدة في كل أقاليم السودان المهمشة ، وسكان المدن الذين فقدوا الثقة في كل الزعامات البالية بكل مشاربها. وان كانت هناك صعوبات هائلة في تكوين هذا التحالف،فتكوينه ليس مستحيلا، إذا تكاتفت الجهود وشمر أبناء وبنات السودان الجديد عن سواعدهم ، وأقاموا مؤتمراتهم للتشاور الواسع المفتوح، دونما وصاية من احد. ونداؤنا نوجهه إليهم جميعا... انهضوا ..انهضوا،فأعداؤكم يبدون كالعمالقة لأنكم ساجدون تحت أقدامهم..وستكتشفون حينها أنكم أنتم العمالقة ..

التحية و التجلّة لشهداء ثورة أكتوبر المجيدة والمجد للشعب السوداني البطل و الخزي و العار لأعداء الشعوب.


حركة القوى الجديدة الديمقراطية(حق).
أكتوبر 2004 المسئول الاعلامي عبد الوهاب همت
[email protected]

الى الامام

الاخ العزيز أمجد
الاخت هميمة

شكرا لاطلاعنا علي مواقف " حق" في القضايا السياسية المختلفة .

فهمت من مضمون البيان أن " حق" تدعو الي تكوين تحالف معارض جديد يتكون أساسا من الحركات الجديدة المعارضة في ما يسمي بالمناطق " المهمشة" و ضمنا فهمت أن هذا التحالف سيكون هو البديل للتجمع الوطني الديمقراطي الذي كما قال البيان انه أضحي مشتركا مع السلطة في نهب الشعب السوداني " اتفاق جدة الاطاري " .
صحيح ان البيان السياسي لايدخل في التفاصيل و لكنه يطرح الشعار و لذا أري انه يتعين عليكم في " حق" ان تشرحوا بشئ من التفصيل او اذا كان بالامكان الاجابة علي الاسئلة التالية :

ماهي آلية أو آليات التحالف الجديد المفترح لتغيير النظام ؟ انتفاضة , عمل مسلح , أم حل سياسي سلمي تفاوضي ؟؟ أم من " كل بستان زهرة "

هل التغيير القادم " اقتلاع من الجذور " أم " تفكيك" ؟؟؟

هل يعني ذلك أن " حق" ترفض جملة و تفصيلا العمل التفاوضي الجاري الان و اتفاقيات " نيفاشا" و ووووووو الخ........ز

مع تقديري و احترامي

الاخ خالد الطيب
تحياتي
كما ذكرنا في البيان فان التجمع ترك خلفه كل تضحيات الشعب طوال عمر الانقاذ لانه لايتحث عن المحاسبة كابسط شيء وذكرنا ان صناديق الاقتراع يمكن ان تهزم الانقاذ .. اما التفاوض الان الا تعتقد انه احتقار لكل الشهداء وكل الذين تعذبوا وشردوا .. هل توافقني؟