حينما وجد العم ( كارل ماركس ) نفسه وحيداً يشير الي خراب الحديقة

نافذة "1"
( هكذا دونما سببٍ واضح اشعر الان اني حزين
و اني علي وشك الموت .. و الارض قبري
و ان رفاقي جميعاً
رحلوا .. تاركين زوابع انفاسهم في كوؤس النبيذ المريرة
هكذا ، دونما سبب ، اشعر الان اني مريض من الحزن
و الارض مثخنة تحت قبّة هذي السماء المريرة
انا جالس فوقها كالرسول اليتيم
اتصفّخ آلامها ...
و اعد ثواني الحياة الاخيرة ) نزيه ابو عفش .

نافذة "2"
( مت كمت تشتهي .. لا تعش مثلما يرسم الاخرون ) علي نصر الله .

نافذة "3"
( انّا اعطيناك الفكرة
امرق
كورك
قول يا بكره ) عاصم الحزين .

هكذا كفرخ طير بالوان تغريده الفخمة ، وهو في مقام الفقد لحاسة البكاء في تمام غياب الام الشاهر عاطفته نحوها .
كنت اود ان احتفل ، و اكتوبر السوداني يلوّح باحزانه و يدمدم حين كل هذا الدسم من خراب ... و اكتوبر الثورة البلشفية يكاد يتوهمها القيامة و العالم يهم بالتهلكة و صاحب الصفّارة اطلق من بوقه زفيراً مريراً ينذر بالنهاية ... و هناك عند سفخ جبل الاسئلة ماركس و انجلز و بجوارهما بيانهما العذب عن حالة الانسان و ما يجب ان تعمل به عجلات الفكرة ، لقراءة مامضي و بيان ما سوف يأتي وفق تصوّرات ناتجة من قراءة الواقع القائم ، و يراهنان ( بأن لا شئ مطلقاً ، سوي الحركة و التغيير ) .
حسناً
كنت هناك ،في قرية نائية في القاع الشمالي لامدرمان و علي مشارف الجبال التي تشير للصحراء بحرفنة الميّت ... ، قرية يجازف من فيها بالتشعلق في استار كعبة الحياة ، و يراهنون بالدم كلّه من اجل وجبة واحده غير مهندمه و يضحكون علي خيباتهم و يتبادلون الرثاء علي جثثهم التي ما زالت علي قيد الحياة ... و رغم الحزن يحلمون .
..........
..........
..........
كان الخال محجوب شريف في وسط دارة الوعي بواجب انسانه ، و من حوله الاطفال بنات و اولاد ضحايا الحرب و النزوح يرقصون علي ايقاع لحن صاخب بأن الظلم عارض .. و الامل منتصر .. و المفقود من عدالة سيعود جميلاً ، كان معمّر مكي و مكّي و ثمّة حوارات بيننا حول الفقر و الظلم و الزفرات المكتومة للمضطهدين في الارض ، حول الرغيف و النزيف ، حول السلطة و مركز اسئلة الذات الثائرة التي تبحث عن خلاص يناسب البني آدم صافي النيّة ، حول الاطفال و يوم لعبهم الموعود الموقوف بأمر السلطات الي حين تقسيم السلطة و الثروة ثم من بعد النظر في امر ذلك الغباش الذي يعلو اسئلتهم البريئة حول العالم .
..........
..........
كنّا نتحاور حول المرأة طريدة الوعي الذكوري المتخلّف و ضحيّة مفهوم القيم الجاهزة العقيم في محتمع غير قادر علي استيعاب الانسان الذي يشمل المرأة/الرجل دون تراتبية تضر بحقوق احدهما ، عن تسليع الرأسمالية للمرأة ، عن المجتمع المستبد حين الانثي .
كنا نتحاور نتحاور نتحاور و نكاد ننطفئ حزناً و يتماً .
...............
...............
نظرت حولي وجدت باباً للجحيم ينفتح ... نظرت بعيداً باتجاه المدينة رأيت السيارات الفارهات و اولئك الذين يرحلون الان صوب مكّه ليتعلّقوا باستار الكعبة و يدعو الله ان يبدّل سيئاتهم حسنات و يحلمون بالجنّة ،
ياللجنّة
خيبة من سمّي موضع قدميه حريقاً هائلاً و لاذ بدسامة الحلم المؤجل .
..........
..........
هنا نبتت الاسئلة كما الصبّار تروادني عن نفسها و عورتها تشير لحكمة مشروعية ان يبيت جارك جائعاً و ان نائم و الجسد في حالة الشبع ؟؟
ان بنفق الاخرون الملايين حجاً مبروراً و سعياً مشكوراً و عمرةً مبروكةً ، بينما هنا في الوطن اطفال بقامة السماء لا يعرفون سوي الهذيمة ؟؟
و كل امنياتهم كوب حليب ، امان ، فول ، بعض ماء غير ملوّث يروي عطش الهيكل المقيم في حالة تآكله .
تري ايرضي الرب ؟؟
ماذا لو كان الحج حيث ترتيب احزان الفقراء ، والعمرة اعمار البيوت التي ملأها الخراب ؟؟؟
............
............
تزكرت قول الشارع الامريكي ( بول سكيف PAUL SKIFF ) في قصيدته طرق علي باب بيتي :
( لماذا يعتقد الاغنياء انهم عندما يجتمعون في حفل و يأكلون الرست-بيف ، و يشربون الشمبانيا ، و يرقصون ، و يتبرعون للاحسان
ليس عليهم ان يفعلوا شيئاً حقيقاً تجاه الفقر و المرض )
...........
...........
تزكرت قصيدة ( فريد ابو سعده ) و التمتع عيناي بالدمع احتراقاً :
امرأة
تجلس فوق رصيف السوق كحجر الله الاسود
عبرت افريقيا المسقوفة بالغابات
و عبرت
صحراء مجعدةً و بكت
متكوّرةً بين الماعز و الجاموس علي وطن
غادره الطوف
و يعبر مثل الدمعة بحر القلزم
صار الوطن شريطاً في لون القصدير
و خيط حرير بين الزرقة و الزرقة
يعلو الماء
و تهمس في اذنيها الامواج
هناك بمكّة بئر الله
و حجر الله
و ان الله هنالك يجلس وسط ملائكة سوداء
يوزع بين المقهورين الخبز
و يمسح بالجلباب دموع المنكسرين ) .
...........
...........
...........
عندها و كالطيف اذا بماركس و فانوس افكارع الناصعة بيده .
قلت :
اتري يا عمّي ؟؟!!!
قال :
هذا ما قصدته .
قلت :
اتعني نقدك لوظيفة الدين و دوره كمسكّن للالام و الاوجاع ؟
قال :
انا لم انفي اهمية الدين و فعله التقدمي في سياق التطور التاريخي بالنسبة للمجتمعات الانسانية .
قلت :
اذاً هي الثورة من اجل دولة المواطنة الحرة و العدالة و المساواة .
قال :
الرهان علي الواقع ، و ضرورة ما يلزم القيام به للخروج من النفق المظلم للاوضاع الاجتماعية غير الجديرة بالاحترام ، و ايضاَ نقد و تحليل الخطاب الديني من اجل ابراز ذلك التناقض بين مسئولية الفرد تجاه واقعه و تغييره للافضل و ذلك الاحساس باللامسئولية في تمام اللجوء لوعد الاخرة بالجنة .
قلت :
يا لك ايها العم ماركس وحدك تشير الي خراب الحديقة ، و الحيران من خلفك يرددون آمين آمين آمين ، يستمتعون بك و هم في غمرة المعركة يراهنون علي المعرفة ن و ما ادراك ما المعرفة ؟ كتاب كتابين .. حوارات .. كلام طاعم .. موسيقي ناعمة .. و وطن يرزح تحت وطأة جحيم الاسئلة ..؟؟؟!!!!
يا لك يا ماركس حين ترانا نكاد نقول بأنك افيون الطبقات العامة و منظريها !!!!!!!
ياللاسئلة
حين تشير للواقع و قد تقوقع في خرم ابره ، يبكي الوعي يتسلّل و يغادر خقائب الروح لتبقي القلوب بلا شاهد قبر يشير لمأساة المثقفين العارفين المتخاصمين المتحاربين المتسكعين في بلاد القصائد ..
ياللقصائد
تروي الدم بأحمر الثورة ...
ياللثورة
تتمناك يا ماركس لتفتح الابواب و تخبرهم عن اولوية الحياة علي الكتب عن اولوية الممارسة علي النظرية .... لتلفت انظارهم لقول بريخت :
( من لم يكن واقعياً خارج الكتابة ، لا يستطيع ان يكون و اقعياً في الكتابة ) .
............
............
............
تعرف ايها العم ماركس ، حين قرأتك ادركت ان المفاهيم في النظرية عليها ان تعيد بناء ذاتها وفقاً لتغيّرات العالم و مستجداته .
و
انني حين ادرت قلبي للعالم وجد الانسان و قد لبس الحداد الاحزن حداداً عليه .
ليس ثمّة مفاهيم تخصّنا فيما يخص انسان الوطن و وطن الانسان .
ليس ثمة تكافل معافي مؤنسن بفعل الوعي به ، بل هي محض افتراءات ، فقط قيم السوق ، اذ لا يمكن الركون للتكافل كقيمة حقيقية انسانية دون فهمه وفق كل التغييرات الاقتصادية و الاجتماعية و الغزو المكثف لمفاهيم السوق و الاستهلاك .
ليس ثمة حريّة ، اذ ان الامان المادي شرط للتعبير عن الحرية و الشعور بالكرامة و انسانية الانسان .
ليس ثمة ضوء في آخر النفق ، اذ ان الشعب و الجماهير في غمرة سكاتهم ينتحبون ، مع انهم هم الضمان الوحيد و الكيد لبناء المستقبل و محاربة الفساد و تحمّل اعباء المواجهة .
ليس ثمة نخب و لا مستنيرين ، لانهم لاذوا بخصوماتهم و ادمنوا المقايضة باوجاعنا و نضالتنا اليومية الشريفة من اجل مقعد في بيت الوردة عند تمام رائحة السلطة ..
لم ينجز واجب الوقت نحو الفكرة .
فكرة الانسان و اولويات المرحلة من مفاهيم تناسب اشواقنا للعدل و الحرية و المساواة قبل ما الفاس تقع في الراس الذي اختباً في رمل سكاته و صار يبكي هشاشته ..
.........
.........
.........
ياللهشاشة
كل هذا الجحيم و نحن نشرب القهوة و لا ننتحر .
..........
..........
لكزني العم ماركس بابتسامته و قال :
يا رفيق اين القصائد ؟
قلت :
حسناً
اهلاً
و اعضّك في الانف
و
سأغفو قليلاً
في قلبي
ان دقّاته تشير للفتر .
و

سلام حتي مطلع الامر

up

جميل بحق يا عاصم .
جلست كالطفل أنظر في العالم ده.
مليون قبله على جبين الحكيم.
وعليك السلام .

...
طلال

عاصم تحية بطعم الليمون المر لك و للعم ماركس الذي لا يزور سواك ربما لان لا يتذكره سواك
تحية بالم اكتوبر الحزين هذه الايام
و سلامك حتى مطلع الامر

سلوي السعيد
اهلاً
و
لك من الاشواق اجملها .


طلال عفيفي
كيفك ايها الانيق ؟
و
فرحت ان طللت علينا و ماركس و نحن نجوب مفازة الساكن لنحرّكه و نفضح بالاسئله ما اعتلي الروح و العقول من غباش .


امجد
ولك التحايا يا جميل
هو اكتوبر
و حزننا علي واقعنا اللئيم بالرغم من كل تجارب شعبنا العظيمة ضد القهر المقيم و النخب التي ادمنت الكلام فيما يخص الكلام .

و
سلام حتي مطلع الامر

عاصم
اسمع ايميلي
حزف بعد الاطلاع
add me
عاوز اذكرك بي حاجة

يا حزن الغنى

والما بفترك شنو وانت تساسق من قلب لقلب حتى مزقت نياط القلب ..و تساسق من درب لدرب حتى إهتر الحذاء فأحزو حذوي يا صديقي وركز على جهة واحدة وبطل تقلب وجهك من هنا،حيث تفتقد العزيمة والمبادرة إلى هناك حيث لا حق ، أو حق مضاع ، كده بتودر جهتك ولن تهديك أي بوصلة ، فولي وجهك صوب قبلة نرضاها وسوف ترضاها ، رضي الناس عنك وأرضوك ، وأرضآ سلاح يا صديق { كلمتك بي قلبي ..يارب سامعني!؟

شكرا حزينا




21 أكتوبر يوم الخذلان العظيم!

It is my Lord
To whom should this be

I'm the sister of my father's house
And my brother's too
I'm no more with thee

The future is blank
My Lord
Either we make something of it
Or we leave making to be

Some are born great
Some achieve greatness
Some are thrust upon them
The unfortunates unhappy
Live in between thee

If you mean well my Lord
If you mean well my Lord
Just come with me






Inspired by William Shakspeare
Twelfeth Night
By Salwa Alsaeed

ابو ساندرا
سمعتك
فهمتك
و راجيك من تلك الجهة التي تخص الونسه .
حسناً
سريعاً كم هو ايقاع لون قلبك
تعال
....

محمد الفاضلابي
يا صديقنا الذي باوسلو
كيفك و الجليد ؟
و اعرف يدك الرسّامة تلك حين الالوان تغازلها فيما يخص الحياة .
هي الخذلانات
و اكتوبر ورطتنا حين كل الغبار هنا في الوطن
تعرف
شكراً .

اشرف كمال
يا صاحبي
كيفك ؟
شكراً لهذه الانشودة الشكسبيريه
و
لسلوي
كل المناسب من تحايا وريفه .

و
سلام حتي مطلع الامر

تعلم يا عاصم انني بحثت عن هذا العم ماركس او بالاحري عنك او قل عن بوستك الذي كان ضائعا مني

جيد انني وجدتكم جميعا
البوست
وانت
وماركس


لكن تعجبت لرسالة ماركس الثانية
هل كل شئ يحتاج الي رسالة ثانية يا صديقي


اببحث في المنفستو القديم يا صديقي ريثما اعود لك

تذكر ان ماركس مات مغبونا في حواري بحري او ربما في الرياض لست عليما بالامر