رمضان شهر إصلاح الفرد والمجتمع

رمضان شهر إصلاح الفرد والمجتمع


بمناسبة حلول شهر رمضان المعظّم اعاده الله علينا جميعاً بالخير واليمن والبركات اودان أخص هذا الشهر بكلمة عن هذا الشهر المبارك ، الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم الذي هو هدى للمتقين جميعاً.

شرع المولى عز وجل سنة التدافع بين الخلق لعمارة الكون وبناء الحياة ولأن فاقد الشيء لا يعطيه ولأن الإيمان يزيد وينقص في حياة الفرد كما قرره علماء العقيدة فكان لا بد من محطة يتزوَّد منها المسلم بالتصديق القلبي، وهذه المحطة مهمتها تزويد المسلم بالوقود الصافي والخالي من شوائب طغيان الباطل على الحق وذلك حتى تبقى مسيرة الخير هي الرائدة والا توقفت عجلة الحياة عن رعاية الانسانية لأن الفرد اذا افسدت معالم شخصيته تجاوز حقوق غيره وبالتالي يستحيل اصلاح المجتمع بل يحكم باسم مراعاة المصالح الكبرى على قاعدة استشصال شعب برمته كما هو حاصل الآن. لـذلك، كانت محطة الصوم من أجل ضمان حياة الناس من الاعتداء على بعضهم البعض.

وتأتي اهمية شهر رمضان من حيث انها تعالج الحاجة والمشكلة لكن محطة الصوم ميزتها انها عطية ربانية كلما اقتربنا منها ازددنا شرفاً ومكانة. لأن الصيام قد شرف باضافته الى الله لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " كل عمل ابن آدم له الا الصيام، فانه لي وانا أجزي به " هذه اشارة جليلة لك اخي الصائم لتعلم في لحظات صومك انك مع الله.. ومن كان الله معه فليبشر بالخير الدائم في الدنيا والآخرة.
كيف لا والله تعالى يرسل منادياً لبعض البشر في شهر رمضان في هذا الحديث عن عفرجه : قال كنت عند عتبة فدخل علينا رجل قال سمعت رسول الله صلى الله وعليه وسلم يقول: "في رمضان تغلق ابواب النار وتفتح أبواب الجنة وتصفـد فيه الشياطين، قال : وينادي فيه ملك، يا باغي الخير ابشر وياباغي الشر أقصـر حتى ينقضي رمضان .. "


-نفحات رمضان: -

يتجلى صلاح الفرد في رمضان بتعرضه لنفحاته المتنوعة وهي الآتي:
1- الشعور المرهف من قبل الصائم بان الذات الالهية مطلعة على كل سكناته وحركاته على نحو مميز في رمضان لإشعار الفرد بعلو مرتبة عبادة الصوم عند الله.
2- الحرص على التقليل من الكلام المباح حتى لا يقع في دائرة القيل والقال فان مشاكل مجتمعنا عائدة الى عدم مراقبة اللسان على ما ينطق ولكم يتقلص حجم التنافر في رمضان بسبب صوم اللسان عن المنابذة بالقول والحيل بالتخاطب والصخب بالحوار والرفث بفحش الكلام.
3- الإعتقاد بان الصوم سيشفع لصاحبه ما دام قد امتنع عن شهوة الطعام والشراب عبادة ومرضاة لله ، خاصة وانه العبادة الوحيدة من بين الفرائض التي لا مطلع عليها الا الله، لأنه لا أحد يعلم صدق الصائم سوى عالم السر والخفي وان كانت تشارك كل العبادات باطلاع المولى عز وجل فيها على صدق نية العبد او عدمه.
-وقد روى عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة،يقول الصيام اي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه. ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان به".
4- الايمان الراسخ بان القرآن صنـو الصيام في حقيقة الشفاعة لان الله اختص هذا الشهر بجلالة سبحانه وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن.
5- اليقين القاطع بان الصوم طريق الى الجنة بل خص الله تعالى باباً للصائمين سمّاه باب الريان، ولا شك ان الصائم عندها يتحسس من معالم عبادة الصيام بمعانيها الدقيقة سيهفو قلبه فسيستصغر مقام الدنيا وما فيها لانه سلك طريقاً يقوده الى الدار الباقية.
6- الإطمئنان للصيام بانه وقاية من النار لقوله صلى الله عليه وسلم :
الصوم جنة يستحيث بها العبد من النار" ، رواه احمد عن جابر بسند صحيح .

واللافت من معاني الصوم وآثاره على صلاح الفرد ومن ثم اصلاح المجتمع هو تحقق معنى العبودية لله والاستسلام لأوامره لقوله تعالى: " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط السود من الفجر"، وقوله: " ثم اتموا الصلاة الى الليل". فتيخلى الانسان الصائم عن كل ملذاته ، وهذا يبرز لنا قوة الارادة المستكنة في نفس كل فرد، لكنه بحاجة الى فرصة تتيح له إبرازها. وهنا يمكن القول بان المدخنين ليسوا مسلوبي الارادة تجاه السيجارة بدليل قدرتهم على الامتناع عن التدخين طيلة النهار.

وقد ساهم الصوم في تحقيق مفهوم المساواة بين كل ابناء المجتمع، فالكل ممتنع عن الطعام والملذات والكل مستحضر لمعنى العبودية لله وحده والكل منسجم مع مفهوم خفض الجناح لرقة الجنان وكثرة جريان الذكر على اللسان.

وبهذا يصلح المجتمع بصلاح الفرد فعلينا الاستزادة من الخير والاقبال على الطاعات. ولنعلم ان شهر رمضان هو شهر الحياة والعطاء وهو عنوان لإبراز الشخصية الاسلامية الكبرى في يوميات المسلم بل هو المُعيـن لأمة الاسلام التي تكونت معالمها العظمى فهلا استحضرنا معاني الصلاح والاصلاح في حياتنا الخاصة والعامة حتى نتحقق من مفهوم تفاني الفرد في سبيل بناء مجتمعه أولاً ثم الامة ثانياً. لأن سلامـة الفرد والمجتمع هي صمام الأمان في عدم قدرة الغير على الفتك بها والله اعلم وكل سنة وانتم طيبيـن وأعاده الله علينـا بخير وعافية.

فووووووووووووووووق

مبروك عليكم الشهر


الاخ عبدالعظيم شكرا للتزكرة


دعوه رمضانيه ربنا يتقبلها قولووووووووووووو امين

الاخ: : abdalla BABIKER
شكرا على الربط ان الذكرى تنفع المؤمنين

متعك الله أخي عبد العظيم ، بحسن الكلام...فما أحوجنا في مثل هذا الشهر الكريم لما يحي الروح ، وحالنا أخي كما تر كالميت الذي لا تحييه لا الشهور المكرمة ولا التذكرة ، لا عليك فالآجر يضاعف حتي مائة ضعف في هذا الشهر ، أوصي نفسي و أوصيك وكل الإخوة الإكثار من تلاوة القرآن والدعاء..