خم الرماد ..! عثمان ميرغنى... منقول عن جريدة الراى العام

خم الرماد ..!

«خم الرماد» مصطلح سوداني يقصد به حزمة الأعمال في الأيام الأخيرة قبيل رمضان .. وداع للسلوك العادي المباح او الممنوع قبل رمضان.. استعداداً للصيام طيلة شهر كامل من هذه العادات .. ومعنى العبارة الحرفي هو « الاغتراف من الرماد» أى اخذ أقصى ما يمكن من بقايا الفعل الممنوع اثناء رمضان ..!

ورغم ان «خم الرماد» يرتبط برمضان بالتحديد إلا ان المعنى يتمدد الى الأعمال الوداعية في عهد قبيل الانتقال الى عهد آخر .. عندما يدرك مدير شركة أن أيامه في الادارة صارت محسوبة وأنه يودع المنصب تشتعل في دواخله محركات «خم الرماد» فيبدأ في الاسراع بالأعمال والاجراءات التي لن يقدر عليها اذا غادر المنصب .. ينطبق ذلك على أى مسئول من أسفل السلم الى أعلاه ..!

ولأن الأوضاع على المستوى السياسي تتجه نحو متغير كبير قادم حيث سيعاد هيكلة الحكم بصورة جذرية كبيرة بعد توقيع اتفاق السلام فإن نزوات «خم الرماد» تنتاب الكثيرين.. شعور قوي بأن كثيراً من الأعمال الممنوعة ستحتجب .. وكثير من السلطات ستصبح محدودة بفعل المتغير الكبير القادم...!

وقد تلاحظ في الفترة حركة كبيرة هائلة في بيع الأراضي .. سباق مع الزمن ..ومشروعات كبيرة تضخ لشركات ومقاولين بلا منافسة عادلة أو حتى مجرد اعلان عن هذه الاعمال .. وعقودات كبيرة توقع سراً وعلناً .. بل تبدو بعض الاعمال وكأني بها تفصل خصيصاً لتوفير فرص قبل أن تصبح الفرص متاحة لمنافسين جدد قد تفرضهم ظروف التقلبات الجديدة ..

وبعض الأذكياء أدركوا أنهم لم يعد هناك حتى مجرد رماد يصلح للـ «خم».. فبدأوا يمارسون عملية تنظيف لطاولاتهم حتى تمسح كل الأثار .. فأيامهم صارت معدودات وهم يعلمون أن آخرين سيجلسون على كراسيهم وفي مكاتبهم وأنهم بلا شك سيجدون أثار عمائلهم إن لم يتم ازالة اثار العدوان «بأمحا ما تيسر »..! والبعض يحس في دواخله أن اتفاق السلام القادم يمثل حدثا شخصيا يهمه بصورة مباشرة .. فتحول بعض الأذكياء وقبل الأوان الى شخصيات أخرى جديدة ..

آخرون فضلوا السلامة وأخذوا الامر «من قصيره» وتركوا البلاد واغتربوا في بلاد بعيدة تموت من البرد حيتانها كما يقول الشاعر أحمد شوقي ..!! وأمثال هؤلاء - ذراً للرماد في الأعين - لم ينتظروا الأيام حتى تبلغ مرحلة «خم الرماد» فقد أدركوا انهم مارسوا ذلك بأقصى ماتيسر بصورة لم تبق حتى على الرماد .. «خموا» كل الخطايا وتركوا اسود صورة في الخاطر الوطني..!

شكرا عمر على نقل هذا المقال،
فعثمان ميرغني رغم إختلاف الخندق إلا أن إلتزامه جانب الحق في كثير من المواقف تحسب له.

الأخ نادوس...
تحياتى....

عثمان ميرغنى فعلا تثير كتاباته الاهتمام ..
لكن لفتت نظري الفكرة في حد ذاتها.. تساءلت .. لم يفعلون ذلك؟
ما الذي يستدعى كل هذا الهلع ؟ ما الذي يجرى هناك ليستدعى "خم الرماد" ؟

وشهد شاهدون!
(باعتباره محسوب على الاسلاميين)،
ولكنه ياخذ مواقف مستقلة فى كثير من المرات

الوصفو ده
شئ فظيع ولكنه متوقع..
دى حالة زى بغداد بعد دخول القوات، بس على نار هادئة

اريد ان اعلق من ناحية مهنية اولا ...
تعبير خم الرماد فى ممارسات الجبهة قبل تنفيذ اتفاقات نيفاشا صاحبه اخونا زهير السراج الذى كتب عن هذا الموضوع فى عموده مناظير ...وكان الاجدر باخونا عثمان ميرغنى الاشارة الى ذلك من ناحية ادبية وحفظ حق الغير ..
الاخ عثمان ميرغنى يستنكر هذا الهلع فى بيع الاراضى وتمزيق اوراق الادانة اليوم.. وهو يعلم ان الاتحادات الطلابية كانت تفعل ذلك وهى عادة من عادات الاخوان المسلمين ..ان تجعل الارض بيضاء لمن ياتى خلفك لكى لا يستطيع الاستمرار وهو نوع من وضع العراقيل للعدو لكى لا ينجح فى مهمته برز فيها الاخوان وتعلموها فى الاتحادات الطلابية .. واليوم يمارسونها فى السلطة ..
اذكر نحن فى مصر عندما فاز التجمع بالاتحاد وكان اخونا عثمان قبل ذلك رئيسل للاتحاد لم نجد اى ورقة او مستند او حتى قرش مصرى واحد فى خزينة الاتحاد لم يسلموا اللجنة الجديدة الا مبانى الدار وعليه مديونية ايجار لمدة ستة اشهر وعربة الاتحاد وعليها ديون متراكمة فى البنك لم يدفعوها مما اعاق عمل الاتحاد فترة ليست بالقصيرة الى ان تحركنا وجمعنا تبرعات لتسيير عمل الاتحاد ..
اذا ما الغرابة فى ان يفعل من انتقدهم عثمان فى مثل هذه الافعال التى اطلق عليها اخونا زهير بخم الرماد وهو قد مارسها قبلا ..

مناظير
خم الرماد!!

زهير السراج




تجري الحكومة في هدوء شديد حركة تنقلات واسعة تشمل عدداً كبيراً من كوادرها، فتضع أكثرهم ولاءاً للانقاذ في أكثر المواقع حساسية وأهمية، كما تعد للتخلص من بعض المؤسسات ووضعها بيد جهات وأشخاص لهم صلة عضوية قوية بها، وبات في حكم المؤكد ان تؤول الخطوط الجوية السودانية، والخطوط البحرية إلى القطاع الخاص في وقت قريب.
وتتزامن هذه الاجراءات، مع حركة تنقلات واسعة للأموال من مكان إلى آخر.
ويحدث كل ذلك، فيما يبدو تحسباً من الانقاذ للفترة القادمة، التي ستتخلى فيها عن نصف السلطة ونصف الثروة، للشريك القادم في حكم البلاد.. الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي ستأتي بشهية واسعة ونفس مفتوحة لكل شيء!
وبالتالي لابد للانقاذ أن تفعل كل ما في وسعها لتقليل خسائرها ما أمكنها ذلك، من الناحيتين الكمية والنوعية.. قبل ان تحل الفترة التي ستشاركها فيها الحركة في الحكم، وتكون عيناً عليها في كل صغيرة وكبيرة!
وعلى سبيل المثال، إذا كان على رأس مؤسسة كبرى شخصية لا علاقة لها بالانقاذ أو الحزب الحاكم أو أحد مراكز القوى في السلطة والحزب، فإنها تُستبدل بشخصية أخرى وثيقة الصلة بالانقاذ، وبمراكز القوى داخلها، حتى يتحقق التوازن المطلوب في تلك المؤسسة عندما يحل موعد الشراكة وتأتي الحركة بكوادرها، وقس على ذلك بقية الاجهزة والمؤسسات بكل انواعها واشكالها.
وما ينطبق على الكوادر ينطبق على الأموال والممتلكات.. فالحكومة على درجة عالية من الذكاء ولن تضع كل شيء بيدها، لتأتي الحركة وتشاركها فيه!!
وللأسف الشديد، فلا أحد يستطيع ان يلوم الحكومة، لأن اتفاقية نيفاشا، قد وضعت السودان وممتلكاته وثرواته في يد شريكين سيستأثران بكل شيء.. ويقتسمان كل شيء بينهما مناصفة، ويتحكمان في مصير بلد وشعب لمدة ثلاث سنوات كاملة، بدون أن يكون لأحد غيرهما الحق في أي شيء!
وإذا لم تلجأ الانقاذ لاتباع سياسة «خم الرماد» منذ الآن وتكوِّش على كل شيء وتضعه في يدها، فإن الشراكة القادمة ستكون صعبة بالنسبة لها، وستصوم رمضان.. وهي نادمة على «الرماد» الذي لم «تخمه».. وتركته للحركة الشعبية لتستولي على نصفه!

شكرا الأخ الكيك على مقال زهير السراج.

يا الكيك
انت عثمان ميرغني دا بتاع هندسة شبرا و لا واحد غيرو
اتحدث عن فترة اتحاد الطلاب بالقاهرة خلال الثمانينات
صححني اذا غلطان
و لي عودة

الاخ فالكون
نعم هو ورئيس اتحاد سابق