قُل للمليحة ... نجيب الزامل ... وإضاءة حول مظهر لبس الفتاة العربية

قُل للمليحة ... نجيب الزامل ... وإضاءة حول مظهر لبس الفتاة العربية


10-09-2004, 04:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1097291276&rn=1


Post: #1
Title: قُل للمليحة ... نجيب الزامل ... وإضاءة حول مظهر لبس الفتاة العربية
Author: نادر
Date: 10-09-2004, 04:07 AM
Parent: #0

نجيب الزامل - كاتب سعودي مميز جدا .. يكتب بفكر ثاقب وعقلية متفتحة ... وروح جذابة ... ولو سنحت الفرصة وتحدثتُ إليه لتكشف لك عن رجل في زمان غير زمانه ... ومكان غير الذي فيه ... أردت أن أشرككم هنا قراءة مقاله اليومي في جريدة اليوم السعودية بتاريخ اليوم السبت 25 شعبان 1425هـ الموافق 9 أكتوبر 2004م المقال بعنوان (قل للمليحة) عل هذا المقال يلقي الضوء على سلوك دار حوله جدل وتنظير كثيف مؤخراً في السودان وتعددت مشارب الرؤى والمبررات فتارةً تحوم حول العوامل الاقتصادية وعزوف الشباب عن الزواج بداعي العسر وغيره لتصب مجملها في خانة التفسخ الأخلاقي الذي ضرب البلاد مع دخولهاأتعس وأحرج منعطف تاريخي متمثل في إنقلاب الانقاذ بقيادة الضابط متمرد عمر حسن أحمد البشير وعراب الجبهة القومية الاسلامية المغلوب على أمره الدكتور/ الترابي ... معاً إلى مقال الأستاذ نجيب الزامل :-

(( كان في الزمان الجميل، تاجرٌ دمشقيٌّ وعنده بضاعة من الخُـمر السود( الأقنعة)، ولكنها كانت بطيئة الحركة، قاربت الكساد. واشتكى حاله لشاعر رومانسي هو "مسكين الدارمي" وكان ناسكا متبتلا، فقام على التو، وأنشد أرق ما تسمع في الشعر كله:

قل للمليحة في الخمار الأسودِ
ماذا فعلت بناسكٍ متعــب
ردي عليه صلاته وصيامـــــــه
لا تقتليه بحقِّ دين محمد

وما أن دار الشعرُ في دمشق حتى فزعت كل حسان دمشق لبضاعة التاجر، وباع كل ما لديه في الساعة، والصبايا يطلبن المزيد..
تجول اليوم في كل سوق عربي، بل في كل سوق خليجي، ولا تجد البناتَ إلا في أشد الأسمال بؤسا، وأكثرها مجاجة، وأوقحها عريا وترخيصا لكيان الفتاة، وأنا لا أتكلم عن الناحية الأخلاقية فقط، ولكني أتكلم أيضا عن الناحية الفنية، من النظرة الخلاقة، من الأناقة الوقورة، من الأزياء التي ترفع كيان الفتاة فتجعلها حورية، وحلما، وجوهرة، وفراشة.. لا متخلفة، بدائية، جسورة، متهتكة، ورخيصة. وأرجو ألا يتهمني أحد بالرجعية فأنا لم أدع وعظا، ولكني أتكلم عن الذائقة العامة. تريدونني أن أفصح؟ ليكن!تمعنوا القصص الكلاسيكية ولاحظوا في الأفلام القديمة ( العربية ومثلها الأجنبية)، وسترون أن للبنت لبسا معينا معبرا بقلة حيائه وبإبراز حيوانية الجسد، وتتخذ وضعا مزريا ومغريا في زوايا الشوارع وتحت أعمدة الضوء.. ليس مكتوبا على جبينها أنها ساقطة، بل تعبر واقعا عن نفسها بأكثر من ذلك..
أتعلمون لم اختفت تلك الفتيات بلباسهن (أو قلة لباسهن) المشهور في القصص والأفلام؟ لأن بعض الفتيات أصبحن كذلك..والذين روجوا هذه الملابس ليسوا شعراء وإنما نخاسو الأزياء. ولذا فإني أطالب الشاعر الناسك الجميل بالعودة من جديد.. ليس من دمشق، ولكن من باريس!))