د. الصاوي يوسف مثقف ملتزم بقضايا وطنه !!!!

د. الصاوي يوسف مثقف ملتزم بقضايا وطنه !!!!


10-04-2004, 12:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1096890120&rn=2


Post: #1
Title: د. الصاوي يوسف مثقف ملتزم بقضايا وطنه !!!!
Author: Amjad ibrahim
Date: 10-04-2004, 12:42 PM
Parent: #0

سلام جميعا
اكتب هذه الكلمات لاحساسي بأن الظروف قد لا تتيح لي هذه الفرصة مرة اخرى، وقد كنت افكر منذ وقت طويل ان اكتب هذا الموضوع لكن قررت ان أكتبه الان دون سبب او مناسبة او توقيت معين لذلك.
و ساحاول ان اوثق اذا ما اتيح لي الوقت عن بعض الشخصيات المؤثرة التي تعرفت عليها في هذه الغربة، كي أقربهم منكم و كي نعرف جميعا ان بلادنا لا تزال حبلى بالكثيرين.
تحياتي



تعرفت على الصديق الصاوي في خريف 1998 في مدينة لايدن الواقعة شمال العاصمة السياسية لهولندا لاهاي، كنا حينذاك مدعوين لحضور اجتماعا تأسيسيا للجمعية الطبية السودانية بهولندا و التي تطورت في وقت لاحق إلى الجمعية العلمية، المكان منزل الأخت و الزميلة د. أتقياء قرناص (توينا)، و هي أخت فاضلة و نموذج حي للعطاء اللا محدود، و رمزا حقيقيا و مشرفا للمرأة السودانية الطموحة، كعادتي دلفت المنزل ووجدتها مع أخيها الصديق حمدي في انهماك كامل للتحضير بوفيه للمجتمعين الذين تجمعوا من مدن مختلفة، لمحته في الصالون بأدبه الجم و كعادته منهمكا في التهام سطور مجلة ما، كان يرتدي قميصا ازرقا و ربطة عنق حمراء نحيل القامة فارع الطول يضع نظارات طبية على عينيه.

وفي تلقائية تكلمت مع جماعتي توينا و حمدي " الليلة شايف في كرفتات مرّة في الصالون" حيث لم يكن ذلك لقاءنا الأول، و لعل الصاوي سمعني حينذاك لكنه تجاهل تعليقي الساذج هذا، و جلسنا بعد ذلك في حوارات دامت طويلا لكنها كانت مثمرة و أنشأنا على ضوئها منظمة مستقرة نوعا ما في الخمسة سنوات التي تلت ذلك التاريخ.

بعد ذلك نشأت بيننا علاقة تبادل معرفي و آراء و مكاتبات، حيث لم نلتقي بعدها كثيرا نظرا لظروف السفر و بعد سكننا عن بعضنا البعض، و هنا اذكر حادثة كيفية تعامل الاخ الصاوي الراقي مع الأمور و مع بني البشر مهما طالت أو دنت عمائمهم، فقد اتفقنا على ان أرسل إليه بعض الوثائق السياسية التي اهتم بها و طلب مطالعتها، و هو من القلائل الذين قابلتهم في هذه الدنيا الذين يردون و يحاورون باجتهاد كبير وجدية كاملة، فبعد أيام معدودة من إرسالي وثائقي تلك، أرسل لي ردا متكاملا في جواب بريدي بخط اليد فيه رأيه و انطباعاته عما قراه و تصوراته عن الموضوع، ونظرا لأنني كنت في تنظيمي السياسي مسئولا عن استقطاب عضوية جديدة تفاجاءت جدا برد الفعل الايجابي هذا و قد كنت أرسل وقتها ما بين 20- 25 رسالة شهريا لمرشحين اختيروا بدقة و لا يصلني ردا واحدا و لا اتصالا تلفونيا يفيد بالوصول في مدد تزيد عن العدة اشهر.

هذا هو الرجل الذي تعرفت عليه و على أسرته الكريمة بعد ذلك و نشأت بيننا علاقة صداقة وطيدة أتمنى أن تدوم طويلا على الرغم من مغادرته هذا البلد و عودته إلى الوطن. عملنا بعد ذلك في الجمعية العلمية السودانية و كالعادة كان شديد الالتزام بكل ما يعد به و لا يطلق الكلام على عواهنه، و على الرغم من أنني لم افلح في ضمه إلى تنظيمي السياسي لالتزامه بتنظيم آخر فان الرجل يؤمن إيمانا قاطعا بالحياد الايجابي و لا يحبذ الوقوف على الأرصفة و الاكتفاء بالمشاهدة بل يبادر و يساهم كعادته، و اختار وسيلة ايجابية بالتزامه بتبرع مالي شهري لحركتنا طيلة فترة وجوده في هولندا على الرغم من عدم عضويته فيها، لأنه حسب رأيه رأى أن ذلك مجهوداَ يتطلب الدعم، و كان هذا هو ديدنه دائما طيلة السنوات الخمس التي قضاها بيننا و ترك أثرا لا يمحى على الساحة الاجتماعية و النقابية السودانية بهولندا.

قرار عودته إلى السودان كان الأكثر تأثيرا على الإطلاق على الكثيرين من ممن عرفوه و قد أقمنا حفل وداع بهذه المناسبة استبقناه بندوة عن دور المثقفين في مجتمعاتهم، و كان دائم القول أن أساس مشكلة السودان هي متعلميه الذين يتنكرون دائما للبيئة التي قدموا منها، و يكسرون السلم التي صعدوا بها إلى مصاف العلم و المعرفة، و يرى و اتفق معه في ذلك إن السياسيين و المتعلمين بعيدون كل البعد عن قضايا المواطن العادي و لا يدرون عن مشاكله و لا يديرون حوارا جادا معه، لذا فالتنظيمات السياسية على اختلافها أصبحت في واد و مواطنيها في واد آخر. و كان يغضبه اشد الغضب طريقة تعامل بعض مدعي التعلم و الثقافة مع عامة الناس، و روح التعالي الواضحة و الفجة في ذلك التعامل، و أن كنا في هولندا نظرا لظروف موضوعية عديدة لا نعاني من هذه الظاهرة إلا أنها في دول اخرى م لها تجليات مخجلة خاصة وسط المتعلمين و المثقفين من تعالي على أخوتهم من السودانيين لسبب أو آخر و هذا موضوع سأعود إليه لاحقا في مقال آخر. شاهدنا في هذا الحديث قرار عودته الذي اتخذه موضوعيا و هو شخصيا آنذاك في ظروف جيدة مقارنة بالمهاجرين السودانيين في هذا البلد حيث كان يعمل في وظيفة ممتازة و وضع اجتماعي جيد، لكنه كان يقول دائما هذه ليست ببلدنا و لا يمكن أن توفر لنا القناعة النفسية و مقاسمتنا لأهلنا مشاكلهم و المساهمة فيها، و بالطبع كانت هناك أشياء أخرى لها علاقة بتعليم الأطفال و الأولويات في هذا الصدد، لكن قرار العودة إلى السودان و المساهمة في نشر الوعي كان دافعا أساسيا له لاتخاذ هذا القرار الذي تحاورنا فيه معا كثيرا. و قد علمت من اتصالات لي معه انه و بعد أن مكث في الخرطوم قليلا لضرورات أسرية قفل عائدا إلى الأبيض كي يساهم و يواصل عطائه للمنطقة التي جاء منها و هي تخوم الأبيض، و لولا صعوبة ممارسته لمهنته كأخصائي للأشعة في قريته أم حامد بجانب دميرة فأني متأكد انه كان سيعود إلى هناك.

اكتب عن صديقي الصاوي هذه الكلمات عرفانا بالكثير الذي فعله و أثره الواضح على غربتنا التي أتمنى أن لا تطول ، و كما كنا نقول دائما يجب أن لا ننتظر فلانا كي يرحل من عالمنا هذا كي نقول له رأينا عنه، و سأكتفي في هذه العجالة بهذه الكلمات التي لا تعبر عن بصورة كاملة عن الأخ الإنسان االصاوي يوسف.

Post: #2
Title: Re: د. الصاوي يوسف مثقف ملتزم بقضايا وطنه !!!!
Author: Badreldin
Date: 10-04-2004, 02:19 PM
Parent: #1

تحياتي للدكتور الانسان الصاوي فقد كان زميلا لي في ثانوية خورطقت
بدر الدين عثمان سليمان

Post: #3
Title: Re: د. الصاوي يوسف مثقف ملتزم بقضايا وطنه !!!!
Author: Amjad ibrahim
Date: 10-05-2004, 11:57 AM
Parent: #1

Salam all,
Thanks Badr aldeen
Yes he has been in that marvelous school.
He told us a lot about life there and how good institution it was. He has a dream to form a pressure group from all people who sudied there to reopen the schoolonce again.
I hope he would fine enough time to make that.

Regards
Amjad