دريمز...معتصم ...تمبس.. مقطـــع من مــريـود..!

قالت فى ذلك الضحى ولم اكن اعلم حينئذ ان الحبل الذى بينى وبينها سوف ينقطع وشيكاً الى الابد:
.."خلاص الزواج الليلة..لكن انا لسع ما حضرت حالى"
..محجوب لم يفهم ولكننى ادركت فوراً ماتعنى قلت لها:"ان شاء الله كل شئ يتم بخير..ما تشفقى ابداً"

...

لم تكن بها علة ولم تلزم فراشها غير يومٌ واحد..كأنها قررت ان ترحل فجأة..كأن كل شئ حدث ولم يحدث ..هو على يمينها وانا على يسارها وحدنا معها كما ارادت . كانت خضلة مثل عروس ليس بها شئ سوى بعض حبات العرق على جبهتها كان وجهها متألقاً وعيناها تتلامعان مثل البروق..نظرت الى وهلة كانها لا تعرفنى ثم قالت وهى تنظر لمحجوب..:

"بس مريود لسع ما وصل ..كيف يحصل الزواج ومريود لسع ما رجع من السفر؟"
حينئذ فهم محجوب فأجهش بالبكاء..قال لها وهو يبكى"مريود وصل كل شئ حاضر للزواج"

قالت بفرح:"رجع ؟ متين؟"
قلت لها"أنا مريود يا مريوم"

تمعنت فى وجهى وبان الغضب فى عينيها:" انت ما مريود..انت بكري..ابداًما اتزوج بكري..أبداً..ابداً"

"خسارة مريود مات وانا يزوجونى بكري..ابداً احسن انا كمان اموت ولا اتزوج بكري"

..بعد ذلك غفت وسمتت فحسبناها قد ذهبت عنا..لكنها استيقظت فجأة وكان وجهها وكل مابها ونحن واياها..كأن هوادج احباب أخذت ترحل..

قالت: "بسراع ..بسراع المواعيد جات الوقت قرب خلاص انا بقيت للسفر احسن نتوادع للسفر من هسع مع السلامة مع السلامة ابقو عشرة على رقبتكم والوليدات"

محجوب قبل خدها وهو يغالب الدموع فتغلبه. وانحيت عليها وقبلت جبهتها فتشبثت بى وطوقتنى بذراعيها فأحسست بها مثل سر عزيز، مثل شئ عسير مستحيل..ذلك العطر ذلك الشباب..ذلك الحلم..دارت عجلت الزمان القهقري حتى توقفت عند ليلة صيف قمراء، ليست من ليالي هذا الزمان ولا هذه الارض ..وسمعت حس بكائي كأن احد غيري يبكى..الدموع التى ظلت حبيسة كل تلك الاعوام هذه حصتى من كل شئ وهذا نصيبلى وراءى..مات عنها وتركها لى لتموت على صدرى ...


لعلنى من اجل هذا عدت..


_________
الطيب صالح

منو محجوب دا

الخال حمزاوي ..اسعدت صباحاً..

محجوب ..هذا هو الذى اجهش بالبكاء...

____وما أكثر الدموع الغاليات..حين تُذرف فى فى لحظات مفعمة بالحزن والصدق معاً..

وتابع باقى القصة اعلاه...

تحياتى..

صديقي وليد
شكراً على الإهداء ..
ومعك نتابع قصة مريود ..
وعبرك نحي الأديب الكبير الطيب صالح ..
متعه الله بالصحة والعافية وأمد في أيامه ..