صـاحب العقـل يُمـيز – دعـوة للنقـاش ...

في الأيام الماضية انشغلت الأوساط السياسية والإعلامية بما أسمته الحكومة "المحاولة التخريبية" التي قالت إن حزب المؤتمر الشعبي خطط لتنفيذها بالتعاون مع دولة أجنبية (إريتريا) لإشاعة الفوضي ومن ثم الإنقضاض علي حكومة الإنقاذ والإستيلاء علي السلطة ... والملاحظ أن معظم الأطراف السياسية والإعلامية كانت أقرب إلي تصديق رواية الحكومة لدرجة أن كثيرين ذهبوا لإدانة المؤتمر الشعبي ومنهم كتاب أعمدة بارزون وسياسيون معارضون للإنقاذ علي رأسهم السيد/ محمد عثمان الميرغني.
هذه الأجواء أعادت للأذهان أجواء ما بعد فشل حركة يوليو 1976 التي نفذتها قوي الجبهة الوطنية (إتحادي-أمة-أخوان مسلمين) ضد نظام مايو بدعم من الجماهيرية الليبية .. لكن حينها ذهب كثيرون لإدانة الحركة ووصفها بالتخريب والعمالة والإرتزاق بينما كان الهدف المعلن للجبهة هو الإطاحة بنظام مايو وتأسيس نظام ديموقراطي ... مع العلم بأن الهدف المعلن للمؤتمر الشعبي (كما يُفهم من تصريحات الترابي التي سبقت الكشف عن المحاولة الأخيرة) هو الإطاحة بالحكومة "الشمولية" و "بسط الحريات والديموقراطية" أو كما قال!

أنا هنا لست بصدد الدفاع عن المؤتمر الشعبي ولا دحض رواية الحكومة .. فقد يكون ما ذكرته الحكومة صحيحاً .. ولكن أليس من حق المؤتمر الشعبي، الذي تعتقل الإنقاذ زعيمه دون محاكمة وتطارد قياداته، أن يلجأ في معارضته للإنقاذ لخيار القوة الذي لجأ إليه في السابق كثيرٌ من المعارضين للإنقاذ مثل الحركة الشعبية والتجمع الديموقراطي؟

وماذا سيكون الموقف من المحاولة المذكورة لو أن الذي كان وراءها هو حزب الأمة أو التجمع الديموقراطي أو أحد فصائله؟
هل نفهم من موقف المعارضين الذين أدانوا المحاولة أن صفحة مقاومة الإنقاذ ومنازلتها قد طويت للأبد ولم يبق إلا أسلوب المحاورة السياسية والتسوية والعفو عن ما مضي؟

ثم ما الذي يحمل السيد/ محمد عثمان الميرغني علي إدانة المحاولة وهو زعيم أكبر تجمع معارض للحكومة، بينما التزم جون قرنق الصمت وهو الأقرب للحكومة بحكم ما بينهما من إتفاقيات؟
لسوء الحظ، فإن المعارض الحقيقي الوحيد للإنقاذ في الوقت الحالي هو المؤتمر الشعبي .. أليس ذلك صحيحاً؟

هذه مجرد أسئلة للنقاش في هذا الوقت الذي اختلطت فيه الأوراق وتبدلت المواقف!

طارق

نعم صحيحاً

Quote: ثم ما الذي يحمل السيد/ محمد عثمان الميرغني علي إدانة المحاولة وهو زعيم أكبر تجمع معارض للحكومة، بينما التزم جون قرنق الصمت وهو الأقرب للحكومة بحكم ما بينهما من إتفاقيات؟ لسوء الحظ، فإن المعارض الحقيقي الوحيد للإنقاذ في الوقت الحالي هو المؤتمر الشعبي .. أليس ذلك صحيحاً؟

عرفنا قرنق دا بقي حليف للانقاذ ،وما في ليه طريقة غير انو يدين ،
محمد عثمان الميرغني دا موقعه وين من (الاعراب ) ؟؟؟
يا طارق اخوي

يا طارق العزيز:

حينما نقف أمام هذه المواقف السريالية/ المربكة لا مجال لاعمال
العقل أبدا هنا .. وانما ما ظهر من جبل الجليد حتى الأن هو
ما لايمكن الجزم بأنه كل بباطن هذا الجبل المتلوي بين ثنايا
الفجور في الخصومة بين أطراف كل منها يدعي بانه هو من يحرص
على هذا الوطن المنكوب بهم جميعا ودون استثناء .. كما ان
ما كان يعرف يوم بــ ( التجمع الوطني الديمقراطي ) قد تجاوزته
الاحداث فرمت به خارج دائرة ما هو قادم من مقبل الأيام .. وذلك
ما أدى بدوره الى خلط كثير من الاوراق وجعل التأويلات هي سيدة
المواقف وفي كل اتجاه .. الى اين تحديدا لا أحد يدري بالطبع .

لك المودة .

خضر عطاالمنان

الاخ ودالشيخ تحياتي واشواقي ...

طارق
نجاوب كدة في الأول على سؤالين..

Quote: ولكن أليس من حق المؤتمر الشعبي، الذي تعتقل الإنقاذ زعيمه دون محاكمة وتطارد قياداته، أن يلجأ في معارضته للإنقاذ لخيار القوة الذي لجأ إليه في السابق كثيرٌ من المعارضين للإنقاذ مثل الحركة الشعبية والتجمع الديموقراطي؟

لا ..ما من حقه..وفقاً لمعادلة السحر الذي إنقلب على الساحر..
بعدين جنيت على الحركة الشعبية والتجمع في هذه المقارنة الظالمة

Quote: لسوء الحظ، فإن المعارض الحقيقي الوحيد للإنقاذ في الوقت الحالي هو المؤتمر الشعبي .. أليس ذلك صحيحاً؟

السؤال دة داير توضيح..معارض حقيقي يعني شنو..على المستوى الفكري (وهم صورة وكتابة)..أم على مستوى الفعل..وهدم المعبد بمن فيه..وعلى ما فيه...ما أبأسها من معارضة

حتى العودة للتعليق نرفع الخيط لبقية المشاركات ...

الأعزاء/ عجب الفيا، خضر وحليم
لكم التحية
اخي عجب الفيا ..
سألتَ عن موقع السيد/ محمد عثمان الميرغني من الإعراب .. أخشي أن يكون "لا محل له من الإعراب"

اخي خضر..

Quote: ما كان يعرف يوم بــ ( التجمع الوطني الديمقراطي ) قد تجاوزته الاحداث فرمت به خارج دائرة ما هو قادم من مقبل الأيام

أتفق معك وأزيد أن "إكرام الميت دفنه"

اخي حليم الحليم..
تقول:

Quote: بعدين جنيت على الحركة الشعبية والتجمع في هذه المقارنة الظالمة السؤال دة داير توضيح..معارض حقيقي يعني شنو

أظنك توافقني أن العمل المعارض لا يخرج من الأشكال العامة التالية:
§ عمل عسكري
§ عمل إعلامي
§ عمل ديبلوماسي/سياسي
§ عمل جماهيري تعبوي بإتجاه أدوات المقاومة المدنية (مظاهرات، إضرابات، إعتصامات .. إلخ) .. بما في ذلك النشاط السري.

أعتقد أن الحركة الشعبية خارج دائرة المقارنة فيما يختص بالعمل المعارض، حيث أنها الآن أقرب لكونها شريك للإنقاذ وليست قوة معارضة، بحكم الإتفاقيات التي وقعتها مع الحكومة..
أما التجمع "المعارض" فهو حالياً معارض مجازاً .. العمل العسكري للتجمع كان قوامه جيش الحركة الشعبية وتوقف مع إتفاقها مع الإنقاذ علي وقف العدائيات .. العمل الإعلامي يكاد يكون تحول لصالح الإنقاذ وأقرب شاهد علي ذلك إدانة رئيس التجمع لما سمي بالمحاولة التخريبية .. العمل الدبلوماسي والذي كان قادة التجمع يفخرون بأنهم من خلاله استطاعوا فضح الإنقاذ ومحاصرتها إقليمياً ودولياً، تراجع أيضاً إلي موقع أقرب للإنقاذ والشاهد علي ذلك ما أُعلن من عدم ممانعة التجمع للتوسط بين نظام الإنقاذ والنظام الإريتري .. أما العمل الجماهيري فحدث ولا حرج إذ لا نشاط يذكر لأحزاب التجمع وسط الجماهير.

في المقابل، فإن المؤتمر الشعبي يمارس معظم أشكال المعارضة المذكورة أعلاه من عمل إعلامي ضد الإنقاذ عبر الفضائيات والصحف والبيانات والدعوة الصريحة للثورة علي حكومة الإنقاذ (وحتي الشق العسكري حسب زعم الإنقاذ نفسها) .. لذلك لا أعتقد ان هناك تجني .. لكن أتفق معك في أن معارضة المؤتمر الشعبي معارضة بائسة حيث انها لا تتم من أجل أجندة وطنية سامية بل في إطار صراع الإسلاميين علي السلطة.

وفي انتظار المزيد من المشاركات ...
طارق

.

أخ طارق لك التحية
التجارب والامثلة كثيرة في تاريخ الحركة السياسية السودانية
ويمكن التحاور والنقاش حولها ولكن الذي لا يحتمل اي نقاش
تصريحات قيادة المؤتمر الشعبي والذي فعلوه بالسودان وبأنفسهم وهم كحال الذي أطلق مارداً من قمقمه وأخذ يصيح ويولول ويبحث عن منقذ له
الخلاف بين الشعبي والمؤتمر الوطني حزب النظام صراع على السلطة لا صراع من أجل الديمقراطية والشعبي وقياداته الذين وأدوا الديمقراطية ودفنوها في غيابة أطماعهم يتباكون عليها اليوم
الذي أدعوه وأنبه له بأن حكومة الانقاذ ستذول عاجلاً أم آجلا ولكن المهم أن يعي الشعب السوداني الدرس ويعرف من هم أعداء الديمقراطية ومن هم أنصارها
الترابي الذي تحالف مع النميري ونكل بالشعب السوداني ومارس كل أصناف الديكتاتورية أستفاد من بضع ايام قضاها في السجن ليخرج في إنتفاضة أبريل محمولا على الاعناق

فوق...