أصوات الليل الأخيرة

أصوات الليل الأخيرة


09-16-2004, 00:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1095292584&rn=8


Post: #1
Title: أصوات الليل الأخيرة
Author: nassar elhaj
Date: 09-16-2004, 00:56 AM
Parent: #0


أصوات الليل الأخيرة


الصوت الأول


الزُّهرة


الذي يمطر شهوته على خرق الضوء
ينام مزهواً
بفراشاتٍ
تحلق قريباً من النافذة
كأنها تخبئ الشارع
الذي يقدم المارة على طبق من فضة السطو
يخربون سيرة الحب
قبل أن تُزهر وردة الدم
في الليلة الأخيرة من تفاحة الخصب
التي تحتاج لقمر جديد
يفتح شهوتها
على خرق الضوء البيضاء .


اليقظة


في الأريكة يستلقي
مثل الكاهن
يقبض الجنة بالقليل من الوصايا
ولذة تشبه النوم في سرير الأميرات الشبقات
كل شئ يمرّ
مكتفياً بشريط البارحة
وأنثاه التي تمسك الجمر
خوفاً من صهيل الجسد
وهو ينشطر مثل بذرة تتكاثر في براري الرمل
تخرج من لزوجة الأرض
إلى العراء المبجل بسيرة الحب الطويلة .


الرفاق


في حافة الرصيف
امرأة ورجل
وسيرة تعبر المكان
تقبض اللحظات التي فرّت من مقاعد الدراسة
كأنها الآن تشتعل بقبلة الغفران
التي صعدت من تفاصيل الغياب
يدٌ
تمسك أخرى
على مهلٍ
يدخل الصمت بين أثواب الرصيف .


الحيوان


الدم الذي يسيل شفافاً
يدخل غرفة نوم غريبة الأطوار
تحت أسوار ناعمة
تغسل الستائر
لضيف المساء اللذيذ
يدخل الماء الذي يشبه الدم
سريعاً
يقبض الحياة في الركن الأخير من رحم المكان .


الصوت الثاني


النهر


على رقصات الليل
يزرف دما بريّاً
مثل مياهٍ شفافة تتسلل إلى ثقوب الجسد
في الباب
يُمسك الطمي
برؤوسٍ أنجبتها اللحظة لوردة الكائن الطيبة .


الصباح


لم ينتهي النوم
العصافير في الشجرة القريبة من نافذة الليل
تٌصدر أصواتاً
أخذتها من راحة المطر الغزير
إشارة للضوء كي ينجب أطفاله المؤجلين
ويأتي تحت خيمة الروح
قمر المدينة الضائع
يبدّد الحزن من تنهيدة الأنثى
التي تقف على حافة الريح
ترسل أناشيد وردتها لنسرٍ عزيز .


العذراء


تجلس على الظلال
التي تطارد الشمس في الضحى
تسأل النساء عن خيانة الأسئلة
وعن وشم كاذب تحت أبواب الجسد
هل غابت الرؤيا تحت ركام الشهوات
وثرثرات المتسكعين في حانات البادية
ربما
الكثير من الأساطير
لم يمنح الحياة خصبها الأكيد .


الأنثى


يلدُ الكون
خرائط العالم
تلدُ الأنثى
رعاةً
وأنبياءْ .


الرغبة


لا تفزعي
كل شئ يسير من نبع الحكايات
هكذا يفتح النار في تلال الجليد
لأن الشتاء الطويل
يخبئ دمعاً غزيراً تحت الرماد
وصوت الرياح يزلزل جسر الغيوم السميك
هناك يطير الحنان
ويسكن تحت لهاثك
تذهب عنك جبال الكلام القديم .


فينوس


مثل وردةٍ بيضاء
في آخر الليل
تفتح الشبابيك لرائحة العشب
الذي أيقظته صيحات المغنين
ثملاً كان
يفتش الضوء في عيون العابرات
أنزل الكؤوس عبر مزمار قديم
أهدته السماء للأميرة
حينما كانت طريحة النهر
تكتب الرسائل بحبر الملذات الشحيح
لوّحت بقبلةٍ
وأشرقت توزع السلام في بيوت العاشقين .


الأرض


تأكل الطين
من حفرة الضريح
لم يعد من رغبة في الوجبات التي تجهزها
فتاة المطبخ
التي تسهر الليل في تقشير البرتقال
هكذا علمتها حورية البحر
في زيارتها الأخيرة
أن الجنين يشتهي التراب
كي يمسك الأرض بأصابع خضراءْ .


الينابيع


ثمّة أحلام
تتسكع في ذاكرة النهار
والدروب التي تفضي إلى بيوت العتمة
مفتوحة لأصواتها
تجرجر الحب إلى شراك السرير
بالنبوءة ذاتها لرؤيا القمر
لها براءة الشرائع
التي تمنح الكائنات ينابيع الخصوبة
بالقليل من الوهم
وأساطير النهار العزيزة .



الصوت الثالث


خصوبة


الرائحة
التي على غربة الطين
استنشقتها آلهة الرياح
وذهبت تراوغ الأحوال في أساطير المناخ
ليلة عاصفة
وشبابيك تصطك من صراخ المخاض الطويل
كل رعشة ساحرة من تكاثر الرغبة في عتمة الليل
تلد الحنان
والتربة الخضراء .


الوعد


أخضر هذا السفح
يسيل تحته السحاب
مثل دخان غسلته الصديقات في بيت الأشواق
هُنا
رقصت كائنات الخلاء
لوعد السماء القريب
كثير من العشب يلامس بذرة المطر
وهي تمرّ بالقرب منه
ليرى كم هي شفافة
وتكفي لأميال من صخر الجبال
ليلبس الصخر زينته
ويمشي لأفق الديانات البعيد .


الصوت


الوقت
منتصف الليل
كانت تجلس على كرسي ممزق المشاعر
في الجهة الأخرى من باب القلب
لامستها رعشة الروح
والولد الذي كان خلف المسافات
يفتح شريان الوردة
لوّحت بيدٍ مرئية لصمت الفراغ
ربما يكف عن هذيانه
ويترك النهر يغوي سجون الجسد
كما شجر الماء
يفتح الأرض
لأسراب البذور التي ضاقت بها كمائن الصمت .


اللون


الأشجار التي تكاثرت هذا العام
كانت يابسة تتسول الماء من سلال الشحاذين
بللتها العشيقات بضحكات الليل
وأصوات المغنين
وصرخات السماء برعد كثيف
أخضر هذا الخريف
امرأة تصرخ في الشارع المجاور
وطفل ينهض من قسوة النهار
طيور تأتي من أقصى النهايات
تتبع الغيوم في سماء شهوتها العابرة .


الغياب


كان حاضراً
يلوّح دائماً بفراق حزين
لكنها
الرّأفة
ما زالت تشبك سلالم الخروج
بأحضانٍ دافئة الحواس
في اللحظة نفسها
تأبى أحذية الوداع
من الدخول إلى خريطة الغياب .



يوليو 2004


Post: #2
Title: Re: أصوات الليل الأخيرة
Author: ودقاسم
Date: 09-16-2004, 01:50 AM
Parent: #1

نصار
افتقدنا صوتك زمنا طويلا ،،
لك التحية والشكر على هذه الأصوات الرائعة .

Post: #5
Title: Re: أصوات الليل الأخيرة
Author: فتحي البحيري
Date: 09-16-2004, 02:09 AM
Parent: #2

ممممممممممممممم
تسلم يا صديقي
لازلت حيا إذن
ترزق شعرا وحب
فلك ما دامت الايام يا صاحبي
الشعر والحب

Post: #3
Title: Re: أصوات الليل الأخيرة
Author: almohndis
Date: 09-16-2004, 01:56 AM
Parent: #1

شاعرنا الاستاذ نصار الحاج
ذو الشاعريه الحافلة بالدهشه

Post: #4
Title: Re: أصوات الليل الأخيرة
Author: حمزاوي
Date: 09-16-2004, 02:04 AM
Parent: #1

نسيبي نصار الحاج
مشتاقين
وينك
أخوي انت فلكي
تغيب وتجي تطربنا بالحاجات الحلوه دي وتختفي تاني
رائع وبديع

Post: #6
Title: Re: أصوات الليل الأخيرة
Author: إيمان أحمد
Date: 09-16-2004, 09:15 AM
Parent: #1

نصار

شكرا لعودتك بالكتابة

هذا النص الأنيق يمتطي خيول دهشته وحده،
جامحا في عوالم يعرفها بنفسه
لفضاءات يدعونا لولوجها!

يتهادي بين طيوف الوعد، والحلم، والحزن
يدعو فينوس لتضطلع بدورها الحقيقي في العالم
يأبي إلا أن يكتب ذاته بذاته!

لك التحية والتقدير
إيمان

Post: #7
Title: Re: أصوات الليل الأخيرة
Author: nassar elhaj
Date: 09-19-2004, 01:30 AM
Parent: #6

أحبابي في هذا الكون
ودقاسم
فتحي البحيري
عثمان أحمد " المهندس "
حمزاوي
أيمان لكم تلويحتي وشكري الخاص
ونعم يا ايمان " فينوس لتضطلع بدورها الحقيقي في العالم"
وهي قادرة ومانحة للحياة بكل ما يشير الى الجمال ونبض الكون الحقيقي
أي :
" يلد الكون خرائط العالم
تلد الأنثى رعاة وانبياء ".
لكم جميعا كل محبتي.

Post: #8
Title: Re: أصوات الليل الأخيرة
Author: nassar elhaj
Date: 10-20-2004, 09:29 AM
Parent: #7

*