مصطفي السني...تحية عطرة يافنان

مبدع في ذاكرة الضوء:

نجم الغناء السوداني الأول في غرب اوروبا يعود للوطن

مصطفي السني: قصيدة اكتملت أغنية وملاذاً وتحدي

متوهج فيه الصباح وزاهيُ في فنه الراقي ربيع، متوسد عصب الجراح ورائع في كل إحساس بديع .. مصطفى السني أحد أبناء هذا الوطن الذين يتحولون في لحظات الدفء والدهشة المتعثرة بالبعد إلى دوائر متحركة ترسم خارطة الإبداع في شورع العتمة والإحتمال. قدسية الإلفة تسكنه وحبوب اللقاح تنتظره

على مياسم الزهر والجنين المنتظر. يتوضأ السحر ليؤدي فريضة الإبداع لكنه لا يلتحف الغيم ستاراً بل تلتحفه حدائق الفرح ليمنحها خاتمة للصيف على ضفاف التيمز وهو يسجل كل حروف الإبداع السوداني على عاصمة الضباب والمشاتل الأخر. عكس الريح تسافر باتجاه الريح لتحتضن كل حقول التفرد المشتتة في زوايا الكرة الأرضية لتعيدها لحقول الوطن بكل ضفاف المحبة والتواصل المعتق. هو فصل آخر أفاء وعتق الدواخل بالجسارة وعطر التمني والإحتفاء.

إلتقيت بمصطفى في محطات كثيرة باوروبا وهو يعطر سماء التداعي بأنفاس الحنين والشجن. كان آخر لقاء لي معه ببريطانيا حيث التقيته في مناسبات عديدة ، بدءاً بلقاء متفرد بضيافة الأستاذ الصحفي الكبير حسن ساتي ، ثم بمدينة سوانزي بويلز ثم ببريستول بانجلترا وفي كل مرة كان يدور بيننا خلال فواصل الطرب عذب الحديث عن كل هموم الأغنيات والرائعين بصحبة الضياع والفرقة. محصلة بعض تلك اللقاءات كان هذا المدخل للتحية والتعارف والتقديم لمتلقي بالوطن الحبيب يؤثره نديم الوتر والعشق النائم على وسائد الغربة، وإبداع بنيه في امسيات تحلق خارج الحدود.

فاجأته بسؤال عادي يسأله كل سوداني عند التلاقي بسوداني آخر: من وين انت يا مصطفي ودرست وين؟

قال بهدوئه المعتاد: أنا من رفاعه ودرست بالمزاد الابتدائية وبحري (1) المتوسطة وبحري الحكومية ثم جامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية - جده بكلية الاقتصاد - محاسبة.



حدثنا عن البداية وعن إنطلاقك في عالم الغناء

بدأت الغناء بالأناشيد المدرسية - تعلمت العزف على العود منذ أولى ثانوي عام .لم أدرس الموسيقى ولكنني ثقفت نفسي بالقراءة أو بالاحتكاك بدارسي الموسيقى فتعلمت الكثير منهم .من السعودية كانت الانطلاقة (جده) - حفلات الأعراس - الأعياد - المناسبات الوطنية . انتقلت الى بريطانيا عام 1993م - وكانت هذه انطلاقة أخرى. أشارك السودانيون كل مناسباتهم الخاصة والوطنية والأعياد وكثير من الجاليات الأخرى .



أنت الآن خارج الوطن وأنا أعلم بمشاركاتك التى تحاول أن تكون لك من خلالها رسالة معينة ..

نعم فعلى الجانب الآخر - مشاركاتي للمساعدة في نشر الموسيقى السودانية وتطويع الأذن الأجنبية للتمتع بها فقد شاركت في عدة مهرجانات ممثلا للسودان ومنها على سبيل المثال:



Institute for African alternatives, The Medical foundations, United Nations Association, Children in need, Coin st. festival



كما سجلت بعض الأعمال في CD المكتبة البريطانية - من التراث وأجريت معي عدة مقابلات إذاعية في الـ BBC العربية والإنجليزية وأيضا في إذاعات عربية .سجلت أسطوانة لـ The Medical Foundation . وهي تحوي أغنيات لعدة مطربين من أغلب أنحاء العالم مع قراءات شعرية ومن ممثلين وإعلاميين وكتاب وشعراء بريطانيين لدعم المنظمة وقد شاركت بأغنية كلمات وألحان بشير القمر وتسمى ( أسمر يا مغرور ). سجلت أيضاً أسطوانة (CD) في عام 1996م لشركة تهتم بالتراث والفولكلور ( (Nimbus Rec.عود وايقاع



شاركت في مهرجان أقيم في جامعة درم أسبوع عن السودان ، سمنارات ونقاشات ، شاركت مع الأستاذ السر قدور كنت أقدم نماذج غنائية عن الحقيبة بينما كان هو يستعرض تاريخ الغناء السوداني .وهذا الأسبوع دعى له كثير من المثقفين من داخل وخارج بريطانيا سودانيون وأجانب.



قمت برحلات كثيرة داخل بريطانيا لزيارة عدة مدارس ابتدائية ومتوسطة لتعريفهم بالأغنية الأفريقية عامة والسودانية تحديدا وقد لاقت الموسيقى تجاوبا لا يصدق من الأطفال وخارجها ( السويد - فرنسا - ايطاليا - سويسرا - هولندا - ايرلندا - فنلندا - أمريكا و كندا )



سجلت بعض من أغنيات الحقيبة - سيرة - دلوكة - وغناء خاص والآن بصدد تسجيل شريط به أغنياتي الخاصة مع أوركسترا ( فرقة كاملة ).



مع من تعاملت من الشعراء؟

تعاملت مع عدة شعراء وملحنين منهم على سبيل الذكر الأستاذ عبدالله محمد الزين ، بشير القمر ( شاعر وملحن ) ، نادر رمزي ، بروف معز عمر بخيت ، مي حسن أمين ، أسماء الطيب الجنيد ، عبدالسلام ساتي ، الموسيقي والملحن والشاعر عثمان محي الدين ، عز الدين طه .



ماذا لديك الآن من الأغنيات الجاهزة والملحنة؟

1. أمي سلام : كلمات عبدالسلام ساتي وألحان نادر رمزي ( أمي سلام كتر الشوق أعاين ليكي طول الليل .. أوسد راسي في حضنك غلبني الشيل )

2. غلطان أنا : كلمات بشير القمر : ألحان مصطفى السني ( غلطان أنا وخاني الحرف العلمك كتر الولف قلبي من حباك عرف كيفن يكون بكره الندم كيفن يكون عمق النزف )

3. حرب الكلام : كلمات وألحان عثمان محي الدين ( ساكت بدت حرب الكلام يوم قالوا عنك مبتدي في الريد ومابتعرف غرام . يا قلبي ليه سديت مداخل الحب وسديت المسام )

4. طلت : كلمات عز الدين طه ألحان مصطفى السني ( طلت زي الضو العظمى مسام العتمة ونشر الفرحة وزي اللون النفض الريشه وقام بي دوروا تجاه اللوحة وزي الطل الراقص نشوى لمن حضن الورده السمحة )

5. الزول أمير كلمات عبدالله محمد زين ألحان نادر رمزي ( يا قلبي سامحوا واعذروا لسه صغير جاهل هواك ماقدروا الزول )

6. يا طيب : كلمات مي حسن أمين ألحان مصطفى السني ( طولت منك أنا يا سيدي كيف أمسيت .. وأصبحت سيدك مين، أنا لسه سيدي الريد )

7. قدري : كلمات وألحان عثمان محي الدين ( أصلوا بعادك كان قدري .. عشان نتلم ونكسر حاجز الخوف من بكره، وكان ده طريقا اخترناهوا .. مافي بديلا ليهو وفكره .. ده كان قدري )

8. يا حارمني وصلك بغيابك كلمات ألحان عثمان محي الدين ( يا حارمني وصلك بغيابك، داسي الريده ايه اسبابك .. فضلت كتير واقف على بابك، ايه ذنبي أنا من أحبابك )



ماذا تفعل خارج أطر الموسيقى والغناء؟

أعمل في منظمة خيرية ( المركز السوداني للطفولة ) برئاسة الأستاذة منال خوجلي ، أعمل سكرتيرا للمركز الذي يهتم بنشأة الطفل في المهجر ومحاولة ربطه بالسودان وبالعادات والتقاليد ودراسة العربي والدين وتعليم الأطفال الموسيقى أيضا والرقص السوداني الأصيل ممثلين جميع أنحاء السودان. وهذا المركز شارك في كثير جدا من المناسبات السودانية والمنظمات غير السودانية كثيرة جدا ونال الاستحسان.



والآن ماذا تفعل؟

أعكف هذه الأيام على تجويد الأغنيات الجاهزة لدخول الأستوديو قريبا لتسجيلها وأريد طرحها في شرائط وأقراص CD



يبقى أن نقول أن هذا المدخل التعريفي لهو مجرد إشارة لمبدع في ذاكرة الضوء، وأن مصطفي السني فنان حقيقي له صوت جميل ورخيم و ذو أبعاد سداسية، وهو ملحن وعازف وهو نجم الغناء السوداني الأول في غرب اوروبا وخاصة بريطانيا. ورغماً عن غيابه الطويل عن السودان الذي لم يزره منذ عام 1993م إلا أنه نقل كل مرافئ الأبداع في شرايينه من وطن ينام على مدد المحنة لبلاد كانت هي الدوار والعافية وهو قادم للوطن عما قريب فانتظروه لأنه بكل بساطة دفء خاص شهدت له كل أرصفة الوله والترقب والصباح.

www.omerragab.com
www.nasjota.com
www.bravoltd.com