أوروبا وأمريكا في الخارطة العالمية الجديدة(1)

أوروبا وأمريكا في الخارطة العالمية الجديدة(1)


09-10-2004, 08:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1094801684&rn=2


Post: #1
Title: أوروبا وأمريكا في الخارطة العالمية الجديدة(1)
Author: ود حماد
Date: 09-10-2004, 08:34 AM
Parent: #0

انتهي زمن ألأعتقاد بأن ألأوربيون والأمريكان ينظرون الي العالم بنفس المنظار وبكل تأكيد يمكننا القول بأنهم يعيشون في عالمين مختلفين تمام الأختلاف ويكاد هذا ألأختلاف يبدو واضحا في قضية محورية هي قضية القوة العسكرية والحوجة الي استخدامها مع ايجاد المبرر ألأنساني في المقام ألأول ومن ثم المبرر القانوني ان جاز التعبير وحشد التأييد الدولي للتدخل العسكري في حسم الكثير من القضايا علي الساحة الدولية.
المنظومة السياسية العالمية الجديدة تحتم علينا ألنظر بعين الأعتبار لمايجري في هذين العالمين من تطور تاريخي لآليات أتخاذ القرار ودراسة كل الظواهر وألأستراتيجيات المطروحة في عالم أصبح كالقرية وصار التدخل في شؤون البلاد والعباد أمرا تحتمه المصالح المشتركة للدول وسياسة السوق المفتوح.
اوروبا تبتعد اكثر وأكثر عن سياسة استخدام القوةالعسكرية في حل النزاعات وتلجأ الي النظم القانونية وسياسة الحوار والنفس الطويل والعمل المشترك غرضا للوصول الي عالم آمن يعمه الرخاء؛ في الوقت نفسه يعتقد ألأمريكان بأنه لا يعول علي القوانين والمنظمات الدولية وألأمن الحقيقي يتطلب تملك القوة وأستخدامها للدفاع عن مصالحهم.
هذا ألأختلاف يعد أختلافا مبدئيا في النظر الي الأمور فعندما تثار مسألة أستخدام القوة نجد ان الديموقراطيون ألأمريكان أقرب للجمهوريين منهم الي بقية الديموقراطيين في اوروبا وفي التسعينات حتي الليبراليون ألأمريكان كانوا أقرب الي الحلول العسكرية خلافا لنظرائهم في اوروبا.
اتخذت حكومة كلينتون قرارا بمهاجمة العراق ؛افغانستان والسودان صاروخيا في الوقت الذي انتقدت فيه معظم الحكومات الأوروبية الحدث.
في عام 1999 هاجم الاوروبيون بلغراد ولكن تم ذلك تحت ضغوط كبيرة من جهة الولايات المتحدة. في عام 2002 صوت معظم الديموقراطيون في السنات الامريكي لصالح مشروع مهاجمة العراق في الوقت الذي تقبل فيه الديموقراطيون في فرنسا؛ المانيا؛ايطاليا و بلجيكا الخبر بكثير من الدهشة والاستغراب بل والنكران.
قد يعلل البعض ذلك الفرق الأستراتيجي والخلاف العميق في اتخاذ القرار لأسباب موازنات القوي في العالم حيث انقلبت ألأدوار بعد ان فقدت اوروبا دورها كقوي عسكرية عظمي الا اننا نقول بان طبيعة التجربة التاريخية قد لعبت دورا حاسما في تشكيل العقلية ألأوروبية حيث أن التراجع العسكري قد بدأ قبل مائة عام خلت ابان الحرب العالمية الاولي التي بدأت في عام 1914 . في هذه الحرب تحطمت ثلاث من مجموع خمس قوي عظمي في اوروبا وهي المانيا؛المجر-النمسا؛روسيا والتي كانت تحفظ التوازن القاري للقوي منذ عام 1871 اضافة الي ماخلفته هذه الحرب من خراب كامل للاقتصاد والبنيات الاساسية لاوروبا.

.

Post: #2
Title: Re: أوروبا وأمريكا في الخارطة العالمية الجديدة(1)
Author: ود حماد
Date: 09-10-2004, 11:09 AM
Parent: #1

.
فترة مابين الحربين العالميتين كانت فيها المحاولة الاولي لاوروبا لترك منطق القوة والسلاح والاتجاه لسياسة الامن الجماعي وتكوين ما سمي باتحاد الأمم , وكان الامريكي ويلسون رئيسا له وممثلا لأمريكا التي ايضا لم تكن عموما مهتمة بالأمر حيث رفضت المشاركة في هذه المؤسسة وبالتالي حكمت علي المشروع- بالفشل منذ البداية-كما علق تشرشل .
تحولت اوروبا الي سياسة التنازلات( بعد فشل مبدأ الدفاع المشترك) لالمانيا الفاشيةمن منطلق الضعف وعدم ألأستعداد لمواجهتها عسكريا
حيث اسرعت بريطانيا وفرنسا الي توقيع المعاهدات مع هتلر كسبا للوقت واملا في ارضاءه؛ هذه السياسة كانت ذات نتائج فاجعة لكلا الدولتين حيث اعطت هتلر الفرصة الكافية للتسلح الي مستوي كبير وتهديد الامن الاوروبي .
اذا قلنا ان الحرب العالمية الاولي قد أضعفت القوي الاوروبية فالحرب العالمية الثانية والتي جاءت تاكيدا لفشل الاستراتيجية و الدبلوماسية
الاوربية ادت الي سقوط هذه القوي بصورة نهائية .بعد نهاية الحرب كان للامريكان امل كبير في ان تصبح اوروبا القوة العظمي الثالثة القادرة علي مواجهة الاتحاد السوفيتي لتسنح لهم الفرصة لسحب جنودهم من القارة القديمة؛فرانكلين روسفلت وداين اخيسون وغيرهم كثر من الامريكان كانوا يفترضون ان تتحمل بريطانيا العبء الاكبر في حماية جزء كبير من اوروبا بل والعالم اجمع ضد المد السوفيتي. قبل نهاية 1947 فهم البريطانيون بان أمريكا سوف تحل محل اوروبا كقوة عظمي وان امرهم وامر العالم صار بيد الامريكان حيث لم تكن ثمة رغبة في تحمل هذا الدور ولا امكانية ولم تكن هناك ايضا رغبة من فرنسا وبريطانيا في ان تسحب امريكا جيوشها من اوروبا .