الجلابة والسودان الجديد....الخطاب والخطاب المضاد1-------2

الجلابة والسودان الجديد....الخطاب والخطاب المضاد1-------2


09-02-2004, 11:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1094122361&rn=0


Post: #1
Title: الجلابة والسودان الجديد....الخطاب والخطاب المضاد1-------2
Author: عارف الصاوي
Date: 09-02-2004, 11:52 AM

جيد ان يثار خطاب السودان الجديد والحقوق والواجبات هذه الايام بهذه الحماسة وقطعا سيوصلنا النقاش هذا علي الاقل الي قاعدة مفاهيمية لخطابات النقد والنقد المضاد.حسنا فالمرء لا يكاد يجزم حتي الان بكمالمشروع وحده وطنية علي اسس ومفاهيم واضحة .وعندما اطلعت الاسبوع الماضي علي بوست الاستاذ سبيل ومحمد عبد الرحمن وجميعهم لم يخرج من اطار مناقشة مسالة الهوية وان بدت الزوايا مختلفة قليلا حتي كل المداخلين استغرقوا في المسالة كثيرا والحقيقة ان الموضوع رغم الحوار الذي يتزايد حوله الا ان المسالة في النهاية تستحق مزيد من البحث والتناول الموضوعي ,والان دعونا نبعد المسالة من اطار المسلما ونناقشها في رحاب التغيرات الكثيرة
بءا يلزمني سؤال اعده هنا مدخلا لموضوعي
هل سبق وان تواضعنا علي معيار للوطن ؟وباي معيار يصبح المرء مواطنا بالكفاءة الكاملة؟للاجابة علي هذا السؤال قطعا ساذكركم بمحاضرة الدكتور عبدالله علي ابراهيم بالصحافة الصيف الماضي واسماه اعادة التفاوض حول الوطن وكنت قد سالت الدكتور عن جوهر هذه الفكرة فقال يلزمن جميعا طالما لم نتفق من قبل علي معايير الوطنية وحدودنا مع بعضنا البعض ان نعيد التفاوض حول الوطن ,حسنا اهمية ما قاله عبد الله علي ابراهيم تكمن في ان الرجل من الاكادميين الافذاذ في الثقافة السودانية والفلكلور وان بدا مهتما اكثر بالثقافة العربية الاسلامية في تجلياتها الاجتماعية ومظاهرها السياسية ,لكن في النهاية هو يفكر من منطلق الحماية للثقافة العربية الاسلامية التي قد يراها بعض المنظرين في خطر ,الغريب في الامر ان مفكرا اخر يتجول بمركز معلوماته يقول ذات الفكرة من منطلقات اخري هو ابو القاسم حاج حمد الا ان الاخير مهجوس بفكرة السيطرة المضادة لثقافة الوسط (الثقافة الاسلامو عروبية)وحقيقة هذا المصطلح انه ياتي كما عند محمد جلال استدلالا للايدلوجيا العربية الاسلامية التي صاغت منها الحبهة الاسلامية اطارها النظري العام وكذلك فعلت الاحزاب السوانية يسارها ويمينها علي استحياء نفس الشئ
شئ اخر يلزم توضيحه ان الدكتور منصور خالد عندما قال ان اتفاقيات السلام ستؤدي الي انهيار جمهورية العاصمة المثلثة كمصطلح ثقافي سياسي اصاب الخرطوم استعجال القلق والتعصب القديم اذا فالقصة ان خرجت من اطارها الدرامي ومن اجوائها النفسية المشحونة بالتوتر المسبق ستصبح في اطار التناول الموضوعي ,ولاستقصي المسالة اكثر سالت باقان اموم عن فكرة التغيير عند الحركة الشعبية فقال ان التغيير سيؤدي تلقائيا الي انهيار دولة الجلابة في حوار نشرته بالصحافة الشهر الماضي
ومن خلال هذه الافكار بتناقضاتها دعونا نناقش الامر برويه
اولا :متغيرات في الحسبان:
ينطلق معظم المحللين للشان السياسي السوداني من ثنائية التكوين الحضاري والثقافي في السودان (افريقي /عربي ,او مسلم م/مسيحي ,او شمالي /جنوبي )واعتقد ان هذ الثنائية بسطت المسالة اثر مما يلزم وفي نفس الوقت عقدت المسالو كثيرا علي صعيد اطر اخري فالحقيقة يثبتها الواقع الذي هو ليس في حالة كمون باي حال من الاحوال فعلي المستو الديمغرافي هناك تحول وكذا علي الصعيد السياسي والحضاري والقيمي .اذ ان السودان بشر وجغرافيا وتاريخ البشر يكتسبون قيما جديده ويقاطعون اخري بطبيعة تحولاتهموالبئية المتبدلة كل يوم ,الاتراهم يعبرون الحدود مضطرون او راغبون,وتراهم ايضا ينزعون الي التاثر بالغير بطبيعتهم ,ودون الدخول في مغالطات علي شاكلة من اثر في من؟وسامدكم باحصاءات رسمية لاحقا عن اللغة وتبدلاتها والزيادة السكانية ومؤشرات النمو السكاني في الخرطوم فقط لاحقا
اذا ما اريد ان اوضحه ان الذين مازالو يجادلون بكمون الوقع وسكونه يقعون في فخ المغالطة التاريخية الكبري وفي الاساس سيتجاوزهم الواقع ان هم استمروا في دائرة النقاء العرقي مدفوعين بهواجس ان ثقافة اخري تزحف علي اقدامها تربصا بالثقافة العربية الاسلامية وحتي لو كانت هذه حقيقة فان التبصر لا يشير الي ارتكاب مزيدا من الحماقات كتلك الحجة التي تقول تحصنوا بشمالكم مثلا واعطوا الاعداء جنوبهم,(اظنكم تفهمون ما ارمي اليه)فاذا كانت فكرة الحركة الشعبية التي تتسيد واقع شعار السودان الجديد تنظيرا وفعلا قد كسبت من التفاوض مع الحكومة فرصة ان يستمر السودان وفق معادلة التنافس الحر بالكسب والعطاء المبني علي الكفاءة فلما لا يفكر المثقفون في اعطاء التغيير فرصته بالمشاركة الفاعلة بدل التامر علي الفكرة نفسها ,وذا كان البعض يريد ان يفهم شعار السودان الجديد بمدلولاته فاعتقد ان السودان الجديد لم يكتمل التنظير له بعد وان ادعت الحركة الشعبية ذلك مع ان علمي انها لم تقل ذلك
لكن المسالة تبدو وكانها سوق مجادلات لا ينتهي ابدا وستدور المسالة في دواليك نظرية الي امد بعيد
الن يجب ان نقف علي ما اردنا ان نثيره للنقاش
اذ تري الحوار في الخرطوم الان بين ايدلوجيا من اطلق علي انفسهم الشماليون ومن يروج للسودان الجديد خلف منطلقاته الخاصة سافصل التيارين:
الشماليون :رغم ان المصطلح ليس غريبا لكنه مضلل الي حد بعيد فمثلا الذين سموا انفسهم كيان الشمال مازالت رؤيته لا تخرج من اطار ردة الفعل قل لما تم في نيفاشا وصعود الحركة الشعبية علي مسرح الحدث السياسي ومع انهم جاءوا من تيارات سياسية متباينة الا انهم لم ينكروا منطلقاتهم الجهوية ففاروق كدوده قال بالحرف الواحد رغم شيوعيتي وانني بروف في الجامعةلنني لم اتورع بالدخول في كيان الشمال دون الشعور بالحرج هذا الكيان طلب الطيب مصطفي عضويته دون ان يتخلي عن المؤتمر الوطني او عن انفصاليته وجمع محمد سر الختم دون ان يرف له جفن الوحدة مع مصر ووطنية الحزب الاتحادي .اذا فالفكرة مبنية علي علي ما وصفناه بثنائية جغرافية السودان
سافصل المسالة لاحقا