هل سينال حريق دارفور من مصداقية الشرق الاوسط

نشرت صحيفة الشرق الاوسط في عدد يوم الاثنين 30 اغسطس في صفحتها الرابعة تحقيقا اجراه مندوبها الى دارفور السيد/ عمار الجندي ونشرت بجوار التحقيق صورة كتب تحتها (مواطن سوداني يقف امام فرن حراري لصناعة الطوب في دارفور). والملاحظ في خلفية الصورة وجود بعض المنازل المبنية من القش ونسميها قطاطي ومفردها قطية.

استوقفتني العبارة الواردة تحت الصورة ولا ادرى هل هي من اجتهاد اسرة التحرير ام هي ما زودهم بها مندوبهم. ان الصورة المنشورة هي لمنزل محترق وليس لفرن لصناعة الطوب كما اوردت الصحيفة. والجزء الذي كان باقيا هو الجزء الاسفل من المنزل (القطية)، اذ درج الناس في دارفور على بناء مساكنهم الشعبية من جزءين يتكون الجزء الاسفل اما من جدار طيني فى شكل دائري او من اعواد الذرة وايضا في شكل دائري اما الجزء العلوي فهو دائما من القش. حين تشتعل النار في هذه القطاطي فان كان اسفلها من القش صارت رمادا واما اذا كان اسفلها من الطين فان لونه الطيني يتحول الى اسود بفعل النيران والدخان.
لقد انصرفت عن تكملة قراءة التحقيق لان ما ورد تحت الصورة جعلني اشك في مصداقية الكلمات التي اوردتها السيدة رئيسة لجنة التحقيق في قضايا الاغتصاب. ان امثال هذه اللجان هي لجان حكومية لا تستطيع ان تحيد قيد انملة عن الخط المرسوم لها من الجهة التي عينتها وبما ان الحكومة هي التي سعت الى خراب تلك الديار فلا يعقل ان تكون هي الخصم والحكم في نفس الوقت. اتمنى ان لا تنجرف الصحيفة المرموقة وراء حكومة الخرطوم فتفقد مصداقيتها، اذ للقراء مصادر متعددة لتلقى الخبر، كما ان ذاكرة القراء لا تزال تذكر ان الانقاذ كانت تسمى جريدة الشرق الاوسط بخضراء الدمن.

ماذا تنتظر منهم قضية دارفور واحدة من المازق العربية وذلك لتعامل العرب معها من خلال وجهة النظر الحكومية.

شكرا على الطلة

كلامك مظبوط وهم فهموا من الحديث الشريف ظاهره فقط ( انصر اخاك ظالمااو مظلوما)