الحالة السودانية خاصة وتبحث الان خارج اطارها

الحالة السودانية خاصة وتبحث الان خارج اطارها


08-27-2004, 06:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1093629004&rn=0


Post: #1
Title: الحالة السودانية خاصة وتبحث الان خارج اطارها
Author: خالد عمار
Date: 08-27-2004, 06:50 PM

هذا المقال كتبته عندما كنت اتعاون مع مكتب الخليج للمعلومات والدراسات الاستراتيجية في القرن الافريقي في اديس ابابا وذلك على خلفية انتكاسة جولة المباحثات التي كانت دائرة بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان في ميشاكوس الكينية بعد ان سيطرة الاخيرة على مدينة توريت اثناء تلك الجولة وقد نشر المقال في جريدة الزمان اللندنية بتاريخ 30 اكتوبر 2002 العدد 1351
الغرض من اعادة النشر هو ان الايام اثبتت دقة ما ذهب اليه المقال وهو ان الازمة السودانية لم تعد ازمة سياسية فقط وانما ازمة تشعبت وتعددت جوانبها ويجب النظر اليها من زوايا متعددة وبما ان هذا المنبر ومن خلال متابعتي له يضم حملة اقلام ذوو مقدرات كبيرة تمثل التنوع في وطننا فانا اعتبره المكان الاكثر مقدرة على عكس ومناقشة قضايا الوطن الهامة.
المقال:
يكمن جوهر ازمة السودان في الهروب من حتمية تحديد عناصر استفحالها بشجاعة وشفافية وان القراءة الجيدة لتاريخ فصولها توضح ان عقدة التعالي التي تطبع تفكير وممارسة المثقف والسياسي الشمالي في تعاطيه مع ازمة الجنوب اصبحت عضوية في شخصيته, وعلى الجانب الاخر قابل المثقف والسياسي الجنوبي هذه السمة بشعور تاصلت فيه عقدة فقدان الثقة (جنوب السودان التمادي في نقض العهود, ابيل الير). وبذلك تمحورت المشكلة وتحولت الي اشكالية نفسية ومن ثم اثنية وعلى الرغم من ان هذه الحقيقة تمثل جند خفي الا ان كل الاجندة المعلنة للصراع تاتي في مراتب تليها, وهكذا تدور عجلة محاولة الامساك بتلابيب الازمة في فراغ لانهائي, وعصى على كل من حاول فك طلاسمها ان يجد البداية الصحيحة لحل ازمة الجنوب التي تفجرت نتيجة لاحساس بظلم سياتي اشارت اليه سياسات الحكومة الوطنية التي تولت عملية تاسيس الدولة السودانية بعد الاستقلال وادت الي اول تململ جنوبي في العام 1955 بمدينة توريت الجنوبية وترتب على محاولة القضاء عليه بعد ان اعتبر تمردا مظالم اخرى تراكمت واستفحلت.
ان عدم المقدرة السودانية على قراءة الاحداث ونقد الذات والعجز عن تبني مشروع وطني يستلهم حالة السودان الاستثنائية من تركيبة اثنية,ثقافية,اجتماعية ودينية اوقع السياسيين السودانيين في فخ معالجة الازمات بالقطاعي مبتعدين عن قراءة معطياتها بموضوعية مما انتج ثقافة حكم متهالكة لا نكاد نخرج من متاهتها حتى الان.
ان ازمة السودان هي ازمة هويته غير المحسومة, السودان الموزع بين افريقيته وعروبته وكريم معتقداته لم يستطع مثقفوه قراءة هذا الواقع المتنوع ولم ينتج مفكروه منظومة تستوعب هذا التنوع, لذلك من يعتقد ان مشكلة جنوب السودان هي عصب الازمة وبزوالها ستستقر البلاد, يحتاج الي مراجعة افكاره اذ ان مشكلة جنوب السودان هي جزء من ازمة شاملة طفت على السطح لظروف معينة منها الاثني والثقافي والديني والحغرافي والعامل الخارجي وهذه الظروف نفسها متوفرة في اتجاهات اخرى ومجتمعات متعددة في السودان تنتظر دورها في الظهور وان اكتملت عوامل بروزها وهذه المجتمعات موجودة في جنوب النيل الازرق, جبال النوبة, البجة ودارفور وحتى في اقصى الشمال بل انها موجودة في الوسط وفي الخرطوم نفسها بعد ان اصبح الوسط والخرطوم منطقة جاذب على اثر الكساد الاقتصادي الذي ضرب اطراف القطر نتيجة لموجات الجفاف والتصحر جنوب الصحراء والحروب في الاقليم المحيط به وحروبه الداخلية. هذا الوجود المتنوع في الوسط والخرطوم بسبب الازمات انتج اجيالا ومجتمعات ذات مميزات خاصة بها, هذه المميزات اقرب الي عناصر ازمة قادمة منها الي عناصر استقرار..لان التفاعل الذي صاحب عملية تشكلها غير متوازنة وغلب على كيميائه الفقر والتشرد وممارسة الكشة من قبل حكومة المركز التي عجزت عن استيعابهم في منظومتها الثقافية والاقتصادية اذن هي مجتمعات تميزها الغبينة والاحساس بالظلم وهنا نلاحظ ان هذا الاحساس قد زحف الي الوسط والي مجتمعات واثنيات اخرى بعد ان كان فقط في نفوس ابناء الجنوب ويهذا زحفت الازمة الى العمق ولكنها ستبرز بعد اي اتفاقية سلام قد توقعها الحركة الشعبية لتحرير السودان مع الحكومة في السودان وستظهر اجندة جديدة لازمة جديدة تقودها قوى من نوع اخر.
ان سيادة ثقافة حسم الصراع بالسلاح التي بدات بالجنوب وانتشرت في اجزاء واسعة من شرق السودان فتحت الباب على مصراعيه لكل الاحتمالات فمن دعموا قضية الجنوبيين من جهات خارجية على استعداد لدعم اخرين يطمحون في حل مشاكلهم بطريقة الحنوبيين نفسها وكذلك امزجة انظمة الحكم في الدول المحيطة بالسودان كفيلة باعادة اتناج الازمة طلما ترى في ذلك تحقيق لمصلحة ما. فمثلا ان قبيلة الكدالو في جنوب النيل الازرق لديها قضية عادلة يمكن ان يثبت اركانها اي محامي مبتديء ناهيك عن منظمات حقوق الانسان التي اضحت تلعب دورا مؤثرا في السياسة الدولية يمكن اذن للكدالو ان يتمردو وسيدعمهم الضمير العالمي.

Post: #2
Title: Re: الحالة السودانية خاصة وتبحث الان خارج اطارها
Author: خالد عمار
Date: 08-28-2004, 05:40 AM
Parent: #1

up

Post: #3
Title: Re: الحالة السودانية خاصة وتبحث الان خارج اطارها
Author: برير اسماعيل يوسف
Date: 08-28-2004, 07:10 AM
Parent: #2

يا خالد عمار , عمر الله الدار بك ,و لنا عودة ان شاء الله .

Post: #4
Title: Re: الحالة السودانية خاصة وتبحث الان خارج اطارها
Author: برير اسماعيل يوسف
Date: 08-29-2004, 02:41 AM
Parent: #1

فوق

Post: #5
Title: Re: الحالة السودانية خاصة وتبحث الان خارج اطارها
Author: Mohamed Adam
Date: 08-29-2004, 05:47 AM
Parent: #1

إزيك ياخالد عمار
هــــــكذا سوداننا أرض الجدود والأبي
عايشين في أحشائه مضطهدين..ما أروعك ياوطن!!!.

ملحوظه:
هل إنت خالد عمار- كندا الكان قابلتك في إحتفالات الحركه الشعبيه وقلت ليك إنت صوره كربون من أخونا بتاع لندن أنتاريوا!.

Post: #6
Title: Re: الحالة السودانية خاصة وتبحث الان خارج اطارها
Author: خالد عمار
Date: 08-29-2004, 06:57 AM
Parent: #1

الاخ محمد
كيف حالك
نعم انا الزول بذات نفسو رحلت الي وندسور بسبب الدراسة والعمل, الدراسة شارفت على نهايتها
سلامي للجميع طرفك وكدي اكتب لي في الايميل, هناك اعضاء في مجموعة المبادرة الكندية للسلام الاجتماعي في القرن الافريقي بيسالو منكم.
خالد

Post: #7
Title: Re: الحالة السودانية خاصة وتبحث الان خارج اطارها
Author: برير اسماعيل يوسف
Date: 08-29-2004, 01:29 PM
Parent: #6

فوق