الأعراب الجدد

* أكن للدكتورين محمد ابراهيم الشوش وخالد المبارك تقديراً خاصاً وحباً كبيراً، فهما عالمان جليلان، وكاتبان مميزان واديبان ألمعيان لا يُقعقع لهما بالشنان في ساحات الأدب والابداع، غير انني لاحظت، وكذلك كثيرون غيري، انهما ظلا منذ تصالحهما مع الانقاذ وعودتهما من المنفى الاختياري بالخارج، يؤديان دوراً، لا يقل خطورة عن الدور الذي يؤديه الأستاذ الطيب مصطفى ومجموعته المسماة زوراً وبهتاناً.. «منبر السلام العادل»، فهما ما فتئا يؤججا نيران الصراع العنصري بين ما يسمياه «السودان العربي» وما يسميه الطرف الآخر «السودان الأفريقي»، فكلما دعا شخص الى فتح انبوبة الاكسجين للثقافات السودانية لتتنفس وتنمو في السودان، فارت دماؤهما العربية، وامتشقا حسام عنترة العبسي ليقطعا رأس ذلك العنصري الدعيِّ الذي يجرؤ على الطعن في الذات العروبية السودانية وكأنهما المفوضان الساميان لبني يعرب في السودان!!
وبكل صدق وصراحة أقول لأستاذىَّ الجليلين، إنني مشفق عليهما من نفسيهما النزَّاعتين للتعامل مع كل دعوة للتجديد، او التغيير، او التلاقح الثقافي، بأنفة «أعرابية» مستهجنة من الكثيرين، فليس هما اللذان يصدِّران نفسيهما لمثل هذا الصراع العنصري البغيض الذي لا يليق بهما.. ولا بمكانتهما السامية، وقدرهما العالي، وفكرهما المستنير.. ولا نقبل لهما ان يضعا كل هذا الحب الذي نكنه لهما، وكل هذا الفكر الذي يتمتعان به، وكل تلك الإستنارة التي تتوهج من عقليهما وقلميهما، في نفس السلة التي تتراكم فيها عصبيات وعنصريات وخزعبلات الطيب مصطفى ومن لف لفه!
فالطيب مصطفى، ايها الاستاذان الجليلان، انما يفعل ما يفعل لخدمة اجندة خفية يعرفها هو والذين يحرضونه، والذين يقفون وراءه في السر والعلن... والذين يسمحون له بنثر افكاره وآرائه العنصرية الهدامة، فما لكما انتما بما يفعله الطيب مصطفى.. ام انكما صرتما جزءاً من طحينه وعجينه وخبيزه؟!
* ما مصلحتكما في اثارة صراع عنصري يُلهي الناس عن قضاياهم الوطنية الكبيرة، والمشاكل الملحة التي تحتاج الى تضافر جهود جميع السودانيين بمختلف اجناسهم ومعتقداتهم وافكارهم.. ويؤلب الناس على بعضهم البعض، ويشعل في السودان حريقاً لا ينطفيء؟
* اين الفكر الوطني الذي انجذبنا اليه، وشربنا منه، حتى ارتوينا.. أم ان زمن ذلك الفكر قد ولى، غير مأسوف عليه، وأقبل زمان التعنصر البغيض، وصار الوطن أتوناً لصراع الأجناس والاعراق؟!
* إنكما، أيها الاستاذان الجليلان، ارفع وأعظم قدراً من الذي تعطنا ارجلكما فيه.. وتتقيآن عليه في الوقت نفسه!!
* اخرجا من هذا الحوض الآسن الذي دخلتما فيه قبل فوات الأوان، حتى لو تطلب ذلك التضحية ببعض الرضا والقبول والامتنان من البعض الذين وضعوكم في الواجهة ليدرأوا بكما سيوف العدل التي بدأت تتجه نحو اجسامهم المكتنزة بعرق ومعاناة وتضحيات الشعب، الذي لم يتعامل مع القاموس العنصري البغيض الا بعد مولد الوحش العنصري المشوه المسمى منبر السلام العادل، ودخولكما الى حلبة الصراع.
عودا إلى افكاركما وامجادكما.. يرحمكما الله!

مناظير
زهير السراج

Alsahafa newspaper

منبر الانفصال

زهير السراج


* هاتفني قبل يومين الدكتور بابكر عبد السلام رئيس «منبر السلام العادل»، محتجاً على اتهامي للمنبر بأنه منبر انفصالي عنصري، يسعى لتأجيج نيران صراع عنصري لا تُبقى ولا تذر، وقال ان المنبر لا يدعو للانفصال، وإنما الذي يفعل ذلك هو الاستاذ الطيب مصطفى احد الاعضاء المؤسسين للمنبر. وهو يفعل ذلك من منطلق شخصي بحت، وليس تعبيراً عن رأي المنبر الذي لا يحجر على آراء اعضائه او معتقداتهم الفكرية او السياسية، ولهم مطلق الحرية في الانتماء لاية جهة اخري. وان ما يجمع اعضاء المنبر هو مناهضتهم للافكار التي تحاول فرض هوية وحيدة للبلاد، كالتي يدعو لها جون قرنق في خطبه وآرائه المسموعة والمكتوبة والمنشورة، والوثائق التي بحوزتهم تؤكد ان جون قرنق ليس رجل سلام، وإنما يسعى عبر اتفاق السلام الى فرض ارادته وهويته على البلاد!
* وقال الدكتور عبد السلام ان المنبر يرى ان اتفاق نيفاشا غير عادل، ويظلم الشمال لصالح الجنوب، ويحتوى على الكثير من الثغرات والثقوب والنقاط المعيبة، لذلك فإنهم يرفضونه ويسعون مع غيرهم من الحادبين على مصلحة الوطن، على الضغط لتعديله ووضعه في صيغة افضل تحفظ حقوق الجميع. واذا كانت مصلحة الوطن تقتضي الوحدة فهم معها، واذا كانت تقتضي الانفصال فهم يؤيدونه.. غير انهم لا يدعون له.
وقال بأنه لم يقابل د. الشوش او د. خالد المبارك حتى هذه اللحظة، ولا تربط بينه وبينهما إلا المعرفة العامة، وانني قد اقحمت المنبر بدون سبب، وبدون ذنب ارتكبه في حديثي عنهما!
* قلت للدكتور بابكر، ان كل الناس يعرفون ان صاحب فكرة المنبر هو الاستاذ الطيب مصطفى، وهو احد الاعضاء المؤسسين. وان الآراء الانفصالية التي ظل يروج لها، وتجد التأييد من معظم أعضاء المنبر، ان لم يكن كلهم، لذلك فقد رسخ في اذهان الناس ان منبر السلام العادل، هو منبر انفصالي عنصري بغيض.. واذا كان ما رسخ في اذهان الناس غير صحيح، فهو ليس خطأ الناس، وإنما خطأ المنبر الذي لم يصحح مفاهيم الناس عن المنبر، ولم يضع حداً فاصلاً بينه وبين آراء الطيب مصطفى الاستعلائية والانفصالية، التي ستورد البلاد موارد الهلاك، اذا استجاب لها البعض، أو تصدى لها البعض، ففي الحالتين، ستشتعل نيران صراع عنصري بغيض، تشغل الناس عن قضاياهم الوطنية والمصيرية، وتحرق بلهيبها المستعر الوطن، وتحيله الى رماد.. فهل يعجب ذلك اهل المنبر وبابكر عبد السلام والطيب مصطفى ومحمد عبد الله الريح، وعبد الرحمن فرح وغيرهم؟!
* افيقوا يا أعضاء منبر السلام العادل، واتركوا استعلاءكم وافكاركم البغيضة.. فالوطن ليس في حاجة للمزيد من الجراحات والدماء والآلام والتشرذم!!
* اما دكتور الشوش ودكتور خالد المبارك، فلم اقل بأنهما ينتيمان للمنبر، أو لهما به علاقة من اي نوع، إلا علاقة الخوف والرعب من كل ما هو جنوبي، أو غير عربي في السودان، وهو خوف ليس له ما يبرره في عالم انعتق من العنصريين وافكارهم وآرائهم البغيضة!!

سؤال برئ : هل السيد أبراهيم الشوش عضو بالتنظيم الحاكم ؟؟؟؟