تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ

تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ


08-24-2004, 11:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1093343251&rn=0


Post: #1
Title: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: nassar elhaj
Date: 08-24-2004, 11:27 AM


قصيدة من شعر الليبي / محمد زيدان



الطفلةُ الكبيرةُ
التي المرأةُ الصغيرةُ مِن قَبْلُ
وتربطُ خيطَها الأبيضَ في معصمي
كي لا أضيعَ في البناتِ
وأُقَالَ: "السوءُ"

الطفلةُ الكبيرةُ
الخاتمةُ دمِها على عنقي
وخائفةٌ مِن ظِلِّي عليَّ
تَخِبُّ في الحنَّاءِ والملاحِفِ
وحافيةً إلى النبعِ
تُفضي بها الأمواهُ لي:

"هَبْنِي لِشَعرِكَ الشاعرِ
يالغُزَيِّلُ الصغيرُ تُهتَ عني.."

وتلهثُ فِيَّ..

الطفلةُ النَّهْدُ
في أنينِ قميصِها الشَجَريّ
الطفلةُ العينُ
ملاذيَ إذ يُناهِزُني البكاءُ
الطفلةُ الوجهُ الإلهُ
تحتَ مَسَاكِبِ شَعرِها الشَّلالُ
تُبرعِمُ في صدري اشتهاءاتِ الحنينِ
وتجدلُ غيمَ آهاتي ضفائرَ مِن لهبْ
فأصرخُ أصرخُ في دمي

أُجاهِرُ بالربيعِ الغَضِّ في سُرَّةِ الطينِ الأبِيِّ
وأُوقِدُ مشاعِلَ صبْوَتي على مَسَاقِطِ غيمِها

الطفلةُ الماءُ
بعطرِها الأمينِ
تنفضُ شعرَها المبلولَ في وجهي
وتشدُّ ناصيتي في العناقِ
لتشهدَ عليَّ بجريرةِ العشقِ:

"يداكَ مُلطَّختانِ بدمي
أم دمي مُلطَّخٌ بيديكَ..؟"

وتلهثُ فِيَّ..

تقولُ:
"كُنتُكَ في البناتِ
يا ولدُ فَبَطِّلْ قد شافَتْكَ عيني.."

فأبكي،
على جريرةِ الأُمِّ
إذ تأوي لشجرتِها العجوزِ
تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
وتقطعُ سُرَّتي في الظلامِ
لأُقَالَ: "السوءُ مَرَّتينِ"

تضحكُ
وأبكي،

الطفلةُ الغيمةُ
وحينَ حطَّتْ أصابعَها على رأسي
قالَنِيَ البكاءُ:
"لا ارتعاشُ دمِكَ في الألمِ الصغيرِ
ولا انجراحُ أصابعِها مِن كثيفِ شَعرِكَ.."

قال:
"تُسمِّي الحنانَ باسمكَ الخفيّ
وتمنحُ وجهكَ المشروخَ عذوبةَ الملامِسِ
فتلتئمُ..
الطفلةُ الكبيرةُ
التي كلُّ النساءِ
الطفلةُ الخاتمةُ
الخائفةُ
الطفلةُ الـ.."
..
..

ذهبَ البكاءُ!
..
..

الطفلةُ الكبيرةُ
كانتْ أُمي
وحبيبتي.


Post: #2
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: إيمان أحمد
Date: 08-24-2004, 07:43 PM
Parent: #1

يا سلام يا نصار

ماذا أقول؟!

(الطفلة ال.......)
مدهشة!!

لك ولصاحبها التحيات
إيمان

Post: #3
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: Nejmuddin Hassan
Date: 08-24-2004, 10:04 PM
Parent: #1

نصار ...

يا سدرة منتهى الألق .. ونهايات الإشتياق .. إليك المحبة والتحية والتجلة .. دائماً أنت رائع .. لا أفتش عنك كثيراً .. فحينما أشتاقك لا يلزمني سوى إنحناءة تجاه قلبي لأهديك التحية .. كم هي رائعة هذه القصيدة ("تُسمِّي الحنانَ باسمكَ الخفيّ .. وتمنحُ وجهكَ المشروخَ عذوبةَ الملامِسِ .. فتلتئمُ..) ..

كن رائعاً يا أيها:
الطاعم كالملح
الحلو كالسكر
الحار كالبهار

ولك ودي ..

نجم الدين

Post: #4
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: Nejmuddin Hassan
Date: 08-24-2004, 10:16 PM
Parent: #1

أخي نصار ..

يا سدرة منتهى الألق .. وتمتمات (درويش) أخذ عن شيخه مفاتيح (المكاشفة) وتلك الحالة التي تعتريني دائما.. لك التجلة والتحية .. أشتاق إليك كثيراًً ولا أبحث عنك ولكن لا أحتاج لأكثر من إنحناءة ناحية قلبي لأهديك التحية ..

( تسمي الحنان بإسمك الخفي
وتمنح وجهك المشروخ عذوبة الملامس
فتلتئم ..)

هكذا توضع النقاط فوق الحروف .. فأقرأ لنا .. ولكنا آذان صاغية..


نجم الدين

Post: #5
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: ودقاسم
Date: 08-24-2004, 10:27 PM
Parent: #1

نصار
مشتاق ليك كتير ،، وأقول وين نصار ؟ وإنت أتاريك بتفتش في أطايب أشعار أهل الدنيا ؟!
يديك العافية ،،

Post: #6
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: حمزاوي
Date: 08-24-2004, 10:38 PM
Parent: #1

نسيبي نصار
مشتاقين يا اخوي
انت بتجيب الكلام الحلو دا من وين
متعتنا في هذا الصباح الجميل
انت كدا بقيت من اندنا

Post: #7
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: الجندرية
Date: 08-25-2004, 00:37 AM
Parent: #1

نصار ياخ الف شكر
على المساهمة في محو جهلنا بادباء ليبيا
بصراحة ما بعرف منهم غير الكوني واكيد في ناس كتار زي
جميل هذا الشعر
زيدنا
وعلى الله اجرك

Post: #8
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: nassar elhaj
Date: 08-26-2004, 02:02 AM
Parent: #7

ايمااااان

الدهشة دائما تتبعك
شكراً لك
شكرا لصوتك هنا

Post: #9
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: nassar elhaj
Date: 08-26-2004, 02:14 AM
Parent: #8

يا سلاااااااام لمحمد زيدان الذي أحضرك هنا
يا صديقي الشاعر الشفيف والإنسان الجميل نجم الدين على حسن
هكذا تتحول عندك اللغة والكتابة الى أصوات للفرح والبهاء والجمال
دائما أبحث عنك حينما تغيب وكثيرا
وأهدأ وأفرح حينما أجد ان غيابك كان حفراً صبورا في الكتابة
والقراءة والرصد والمحبات الجميلة

لا تغب كثيرا يا صديقي
أعرف لديك الكثير الذي يمكن ان تقوله وتكتبه هنا
أراك بالف خير

Post: #10
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: nassar elhaj
Date: 08-29-2004, 11:33 AM
Parent: #9

يا صديقي الجميل ودقاسم
ربما النت هي متاهتنا الكبرى
وحتما سرقتنا كلنا
لكن في أماكن جميلة وصداقات جميلة
وأنت من هداياها الفاتنة وكل الأصدقاء هنا
وخلقت لنا صداقات في كل مكان
اذن يا صديقي كلنا نبحر لنأتي بفرحتنا الى هذا المكان النضير " سودانيز أون لاين "
لنقرأ كلنا ما التقطناه
لك محبتي دائماً.
وسعادتي الكبيرة بكلماتك الجميلة داااائماً.

Post: #11
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: nassar elhaj
Date: 08-29-2004, 11:42 AM
Parent: #10

ياااااااااصديقي الجميل والمرح جداً " أبو النسب الكبير " حمزاوي
أعرف أنك من اجمل الناس
وقارئ جيد ومتابع ومبدع الى درجة كبيرة
أعرف أنك تعشق الجمال جدا
لذلك كان طبيعياً ان تعجبك قصيدة زيدان
هذه القصيدة الموغلة في التمرد والتجريب وحداثتها الرائعة
وإتكائها الإنساني الجميل على صورة الأم الحبيبة = الطفلة الكبيرة التي كانت الطفلة الصغيرة = الـ....مدهشة كما قالت أيمان وحكى لنا زيدان متحركاً من خلال هذا المشهد العادي في أجمل أماكن الكتابة والدهشة والغرابة، ممسكا بأضواء كثيرة، سطعت عبر هذه القصيدة الجميلة.
شكرا لك جدا يا حمزاوي
ولك محبتي .

Post: #12
Title: Re: تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
Author: nassar elhaj
Date: 08-29-2004, 11:49 AM
Parent: #11

ياااااالرائعة جدا الجندرية
وأنت السباقة جدا في التقاط التجارب الشعرية والابداعية اليمنية
ومنحنا فرصة قراتها والتعرف عليها
نبيلة الزبير
محمد حسين هيثم
ابتسام المتوكل
و.....
و.....
الى آخر الأناشيد التي هطلت علينا من إتجاهك
ومحمد زيدان من أجمل الأصوات الشعرية اليمنية بالفعل مثله مثل أصوات عديدة غائبة عنا
فعلينا كلنا التقاطها لنقرأها معاً
كما علينا أيضا ان نبشر بالابداع السوداني عبر كل الصداقات التي تجمعنا بالاخرين
وعبر كل الواقع والمنابر التي يتاح لنا التعامل معها
وانا اعرف جيدا انك تقومين بهذا بكل مودة وحب ..
شكرا لك كثيرا .