خال أم جنجويد؟

خال أم جنجويد؟


08-19-2004, 12:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1092914071&rn=1


Post: #1
Title: خال أم جنجويد؟
Author: عبدالله
Date: 08-19-2004, 12:14 PM
Parent: #0

Quote: خال أم جنجويد؟

جعفر عباس
لأننا لا نحترم حقوق الملكية وبراءات الاختراع فسنعاني قريبا من شح في أسماء المنظمات السياسية والمسلحة، ففي العراق ما من اسم يمكن أن يخطر ببالك إلا وهناك تنظيم احتكره، حتى قطاع الطرق والحرامية الذين يخطفون الكبار والصغار للحصول على فديات، يعملون تحت أسماء جذابة مثل "حركة النزاهة والعدالة الاجتماعية"،.. و"منظمة إرغام العلوج على الخروج".. وهناك "جبهة التحرير المعادية للطراطير".. وللذين نسوا قاموس محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام في حكومة صدام حسين أقول إن الطراطير هم البريطانيون واستحقوا تلك التسمية الصحافية باعتبار أنهم أذيال وأتباع للأمريكان.. وفي السودان نعاني أيضا من ندرة الأسماء المطروحة في سوق السياسة فعندنا حزبان يحملان اسم "المؤتمر" أحدهما يحكم، والثاني "يتآمر" على الحكم، ولدينا حزب يحمل اسم "الأمة" ويقوده الصادق المهدي، ولم يحتج أحد على تلك التسمية مع أنها ذات طابع احتكاري، ووجود حزب يحمل اسم الأمة يتضمن اتهاما لغير أعضائه بأنهم خارجون عن "الأمة".. وهناك الحزب الاتحادي الديمقراطي، وليس معروفا مع من يريد أن "يتحد"؟ وكونه "ديمقراطي" فيه اتهام ضمني للآخرين بالدكتاتورية.. ولدينا نحو 15 حزبا علنيا و23 حزبا سريا، ولدينا في جنوب السودان تنظيم يحمل اسم حركة تحرير السودان، وعندما توصل هذا التنظيم إلى اتفاق شبه نهائي مع الحكومة، ظهرت في غرب السودان جماعة اسمها "حركة تحرير السودان"، ولكلا الحركتين مطالب عادلة ولكنني شخصيا لم أفوض أيا منهما لتحريري، علما بأن انتمائي للسودان ليس موضع شك.. ويقال إن شرق السودان سيشهد قريبا بروز حركة لتحرير السودان، وبهذه الوتيرة سيكون السودان في طليعة الدول "التحررية" في العالم.. ولكن لا ينكر إلا مكابر أننا في السودان قدمنا إضافة مهمة لقاموس المصطلحات السياسية والعسكرية، فالجنجويد إبداع سوداني محض، ومن ثم فإن الدول الغربية تغار من السودان لأنه ابتدع جماعة مقاتلة ذات اسم جذاب فصارت تختلق الأعذار لتدخل المثلث الأفريقي (بعد أن فشلت في دخول المثلث السني في العراق) في دارفور!! والجنجويد في ما يقال مقاتلون ينتمون إلى القبائل العربية في إقليم دارفور، وقبل أيام كنت أحاور أحد مناصري الجماعات المتمردة في دارفور وقلت له ما معناه: لماذا لا تكتفون بطرح مطالب ومظالم إقليمكم وهي كثيرة، وبلاش من حكاية تحرير السودان؟ وكلمة من هنا وكلمة من هناك، وإذا بالرجل يتهمني بأنني من الجنجويد؟ صحت فيه (بالمصري): هي حصَّلِت؟ أنا عربي؟ هل تريد أن تؤلب علي الولايات المتحدة؟ أنا أفريقي رغم أنفك وأنوف من خلفوك.. والدليل هو أن العرب يسمونني من وراء ظهري "خال"، وهي لعلمك ليست من فصيلة "عمو" بل تلميح صريح بأنني في أحسن الأحوال "عربي مضروب" أي مغشوش.. مثل الألبان الطازجة التي تنتجها شركات لا تملك ولا بقرة واحدة!! والغريب في الأمر أن محاوري ذاك كان من أنصار تنظيم يحمل اسم التورا بورا! واقتنع الرجل أخيرا بأنني لست من الجنجويد، ولكن سروري بنفي التهمة لم يدم طويلا: ما أتعس حظك يا أبو الجعافر! في ظروف كهذه السائدة في عالم اليوم، عليك أن تختار بين العرب والأفارقة؟ اللهم لا اعتراض.

http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-08-19/writers/writers13.htm