محمد عبدالخالق في مجموعنه الشعرية " منمنمات على جلباب سيد الساحل "

التجربة الشعرية في مجموعة " منمنمات على جلباب سيد الساحل " للشاعر محمد عبدالخالق، تستمد مفاتيحها ومشروعها الأساس من الحدث التاريخي كوقائع حقيقية كانت حاضرة بقوة في وقتها واستمرت تأثيرات تلك الوقائع تتناسل حتى الوقت الحاضر بشكل أو آخر في تحريك العديد من المفاصل ضمن بناء المجتمع والدولة السودانية والذاكرة كمستودع مانح من خلال التراكم السردي العادي والحكايات الشعبية حيث ظل هذا يتحرك في الواقع اليومي بكافة معطياته بشكل أشبه بالتوارث والتناقل التلقيني .
إذن هذه هي البيئة التي ارتكزت عليها التجربة الشعرية في معظم النصوص لكن الجديد الذي أضافه محمد عبد الخالق عبر هذه النصوص الشعرية هو الانتقال بتلك الوقائع والحكايات السردية والنصوص التاريخية من حالة القبول المهادن والحضور المادي التلقيني إلى محاولة مساءلتها وإضاءة المسكوت عنه والهامشي والمفارقة في تفاصيلها وأيضا الاحتفاء بالإضاءات الناصعة في ذلك المتن التاريخي والتعاطي مع النص التاريخي كحالة عطاء مستمرة ومتحركة في الزمن والمكان بما تحدثه من أصوات ومؤثرات في التجربة الإنسانية لأي مجتمع وأيضا لم تغفل النصوص الشعرية من معالجة تجارب أخرى خارج محيط التاريخ والمجتمع السوداني لكنها أيضا ذات بعد إنساني تاريخي مثل قصيدته " مقاومة " .
تم ذلك بمعالجة شعرية متماسكة وقوية وعالية في اشتغالها الشعري متخذة من قصيدة النثر شكلاً وجماليات كافية لاستيعاب ما يسعى محمد عبد الخالق لإنجازه عبر هذه النصوص .
جاءت عناوين نصوص مجموعة " منمنمات على جلباب سيد الساحل " الصادرة عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة في 1996 كالآتي :
الوجه الآخر للعدو / بين كنيسة دنقلا العجوز ومسجد عسقلان الجامع / نقوش نوبية / كافور / أقوال الأمين فضل المولى في سجن الأمير حمد الناير / منمنمات على جلباب سيد الساحل / المدينة التي تنظر إلى وجهها في النهر / كشوف كونية / خواطر تلميذ في الربع الأول من القرن / محادثة مع lord of khartoum / ملصق للأطفال / مقاومة / حديث / حديث عن غبش البوادي .

العزيز نصار الحاج

لك الشكر لهذه القراءة لمنمنمات الشفيف محمد عبد الخالق. هذا احد الدواوين المفضلة لدى فالتحية لك و له.

ندى

نصار الحاج تحايا وود كبير لك ...وانت تخرج بهذا البوست ...وحقيقي اذا قلت لك انني وقبل زمن لايتجاوز الساعة ...كنت قد كتبت لعبد الرحمن قوي وهو يسال عن محمد عبد الخالق ويتمني ان توثق بعض من تجربته الشعرية....كنت قد كتبت له انني بصدد نشر هذا الديوان هنا ...ومن ثم استكتاب الاخرين لبعض مالديهم من كتابات محمد او مالديهم من رؤي نقدية اوتحليلية لتجربة محمد......عموما سعيدة انا بهذا البوست وساكتب فيه ماتيسر من شعر محمد اوماتحتشد به ذاكرتي من لحظات ميلاد بعض القصائد ....دمت
الهام عبد الخالق

العزيزة / ندى على

لك الود كله
والشكر على حضورك هنا واحتفائك معي بمنمنمات محمد عبدالخالق
واتفاقنا معا على جمالية واختلاف التجربة الشعرية
التي أنجزها محمد عبدالخالق في هذا الديوان
وايضا وهو بحق تجربة بديعة وجديرة ان تقرأ كثيراً.

العزيزة الهام عبدالخالق
أولا التحايا عبرك لمحمد
وشكرا كثيرا لك
وانا فرحان جدا انك حتنزلي النصوص وأرجو ان تنزلي بعضها هنا
فالديوان بحوزتي وقلت مرة أخرى أحضر لأنسخ بعض القصائد هنا- لكن الان ساترك لك المهمة
وايضا انطباعاتك او معايشتك لبعض القصائد مهمة
وحقيقة هذا الديوان من التجارب الشعرية الناصعة في قصيدة النثر في السودان
ومن التجارب المهمة في تقديري ضمن شعراء التسعينات
وايضا محمد عبدالخالق كان له كتابات نقدية رائعة ومتميزة
في جريدة الخرطوم حينما كانت تصدر من القاهرة وأذكر منها كتابته
عن اعمال الطيب صالح وايضا كتابته عن رواية " ليون الأفريقي " لأمين معلوف
وللاسف لم يحالفني الحظ بعد ذلك ومنذ هجرته لأمريكا
لقراءة اعمال جديدة لمحمد سواء شعرية أو نقدية
اتمنى أن تحركيه و تأتينا ببعض ما انجزه من جديد .
ولك السلام ولمحمد تحية خاصة .

شاعرنا نصار الحاج...

تحياتى شذيّات...

دعنى أولا أنصب خيمتى ههنا..
فى هذه (السهلة) التى قطعا ستكون
فريدة وممتعة...إستجديت وبكثير من
(العكلتة) الأستاذة إلهام عبد الخالق
ضمن مفاصل حوارها مع جعفر أبوآمنة وفى
(تخريمات) لاذعة أن تدعو الشاعر محمد عبد الخالق
للإنضمام إلى غيمات المنبر وأن تنفحنا بشىء
من كتاباته إن تعذر حضوره بيننا..أشارت فى ردها
لهذا الديوان الذى (يلبسنى) الشوق فى العثور
عليه (أوراقا) أو (نمنمات) عبر هذا الأثير السايبيرى..
وهأنتذا (تخطف) منها شرف البشارة...
عموما تبقى خيمتى الآن منصوبة فى قلب هذا
البوست وأنا (أكرف) فى الدعاش منتظرا
لحظات الهطول الباذخ...


لك ولمحمد ولإلهام حزمات الود...


عبد الرحمن قوى...

هاهي سواكن
يا أمير الشرق
ترمي ذراعهاالكسول على
صفحة الماء ..
غانية انحل شعرهاعلى
سرير البحر،
مدوخة بالعنبر البُنتي
وأريج الصندل .. ...
يغوص كاهلها في سجاد اصفهان
حين تصحو متثاقلة..
تخطو عبر الدهاليز والقبو
الموشى بالطنافس، تنظر
عبر شقوق المشربيات

اسمعوا هذا الغناء البديع في مديح سواكن المرأة أو في مديح المرأة سواكن، لا فرق! المجد للشعر في الأعالي.

أحبتي جميعا

انها نمنمات مزركشة بندى الصبح البهي عبر شاعر رقيق يلبس الشجر اليابس ورقامن خضرة .. ويتلفح بثوب ابداع قشيب لترقص كل ارجاء الدنا فرحاو طربا وانتشاءا وبهجة.

وأنا افخر بأنني احد الذين كان لهم شرف التعرف على هذا الشاعر الضخم ( كما يقول مبدعنا كابلي ) خلال زيارتي للقاهرة وذلك بمكتب صديقي العزيز الدكتور حيدر ابراهيم علي مدير مركز الدراسات السودانية بوسط مدينة القاهرة ( قبل انتقاله للخرطوم ) وقد نعمت بصحبة شاعرنامحمد عبد الخالق بعض الوقت هناك
فله مني تحايا بلا حدود..
خضر

مجرد ذكر محمد عبد الخالق ، هو قصيدة عظيمة .
اسال عنه بالحاح . انه شقيق روحي . أفيديني ياالهام ، وبقية الأعزاء باخباره . فلقد انقطع تواصلي معه منذ زمن يكاد ان يصل الى العقدين من الزمن .
اريد ان اعرف بالتفصيل كل شي حدث في حياته منذ أن التقيته أخر مرة ، اي منذ 15 عاماً او أكثر . لقد كنت من السعداء الذين امتلكوا نسخة من ديوانه لأول " منمنمات على جلباب سيد الساحل" ، قرأته بعد صدروة بفترة صغيرة ، ولكني لم اتعامل معه كديوان ، بل كقطعة أثيرة من روحي .

ياسلام
تعرفوا انا مبسوط جدا من فتح السيرة دى بس خلونى استشير القطى واستاذنوا فى نشر ونساتنا عن محمد وشعر محمد وعلاقتو بيهو وبى الشعر وذكرياتو عن محمد وعادل عبد العاطى برضو فلولا الخوف من الهام والعطبراويين لقلت ان هذا الباسم الاصلع هو ذاكرة عطبرة التى لا تهرم

شبشة والحاضرون لكم من الود والشعر مايفتح بوابات المدن العصية ...ومايغسل عنا احزاننا الرمادية ويطلق للغناء عقيرة .....

ذها الديوان الاخير ابتدره محمد ب

(الي عبد الله الحاج القطي )....هذا الشامخ العاتي ...واي كلمات يمكن ان تهدي لهذا االانسان لتنزل بالسكينة علي روح الشاعر....وتحرره من احساسه بالامتنان ؟؟؟؟؟؟هذا ماقاله محمد ومايعتقده ...عبد الحاج القطي الرجل الذي يمشي صامتا او قل يركب دراجته صامتا في شوارع عطبرة القديمة ...ولكنه يحمل في صمته سر الكلام ....يمشي صامتا لكنه يصطحب الق القصيدة يقول الشعر سرا ويحرر المكاتيب مساء ...ولايتواني عن اهداء الفكرة من يشاء .....له منا كل الود ...ولتفتح معه ابواب المدينة ولتحرر اسراها .....
الهام

الرائعون جميعا
عبدالرحمن قوي
الحسن بكري
عثمان تراث
خضر عطا المنان
شبشة
الهام مرة اخرى

بديعة كل الاضافات والاضاءات التي سجلتموها هنا
ونحن نحتفي بمحمد عبدالخالق عبر تجربته
في " منمنمات على جلباب سيد الساحل "
وها أنتم تسجلون مشاهد أخرى تؤكد ابداعية محمد والكثير من الجماليات التي يحملها
شكرا لكم
ولنضيف المزيد .

من نصوص المجموعة :

مقاومة
الى شباب المقاومة الكويتية

محمد عبدالخالق


الدبابة لا تملك الجرأة
وأطرافها الباردة بالخوف
تستمد العون من الفوهة الغادرة ....
والبارود كأس يبعث الشجاعة
في أطراف الحديد
والأولاد الذين خرجوا
تحت ليل الوطن، في الظلمة الحانية ....
بالأعين الجريئة ......
كانوا يمتطون صهوة العاصفة ...
والأسلحة الخفيفة تحت أثوابهم مخبأة
كمناديل العاشقات ورسائل الحب الشفيفة
كانت الجسارة تتجول في الشوارع المخفورة
وحين تعود المجموعة ناقصة
تعلم الأمهات، الزوجات والحبيبات
أن ثمة رجالا ذهبوا
ليفتحوا بوابة الفجر
ليمر الوطن .

هل من مذيد !!
هل من شعر !!

وهذا الشعر لك ياخضر ولكل الاصدقاء

حديث عن غبش البوادي الخلفية[/U

قالوا عنهم في القديم :

راودوا الشمس عن نفسها
تمنعت ثم استجابت
طارحوها الغرام في العراء

-استدارت -
حبلت وفي شهرها التاسع انجبت
مليون نجما
وعندما اتاها الطلق تكور خط
الاستواء
والمداران استويا

اولم اهلي وليمة
كان الامام المهدي ضيف الشرف
وعبد الفضيل الماظ سيد الاكواب
وعلي عبد اللطيف يوزع البسمات
(( اليكم ...اليكم ايها النبلاء )).

خبر مريم الشجاعة
حين اعلنت اسم حبيبها
في ديوان جدها الاكبر ابو القاسم الاول
امام رهط من العمامات



(1) الخبر

تهشم اللبن المضروب
باصابع الجد المهجري الاول
المجفف بسمش القرن التاسع عشر
وانكسرت شعبة الديوان الكبير
حين اعلنت مريم الشجاعة
للعمامات المتطاولة ان حرير الحريم
العنكبوتي اكلتها الارضة
سقطت عمامتان وانفتقت عباءة


(2) اغنية لانتشار الخبر

مريم نور ونوار ونار
اريج صحوك يغزو المدن المنكفئة
فتصحو
تملاء الرئتين بادرة النهار
حبيبك طالت قامته تخرق الزمن القميء
حين كذب النيل كل من قال :ان بنت النيل
حورية تنفح العمدة وسماره من تحت
ابطيها صندل وقرنفل


(3) اقاويل النسوة عن مريم الشجاعة

قالت النسوة :
مريم القاهر ...مريم الفاجر
مريم العاهر كيف تجرؤ (بري يايمة نحن منها ....)

قطع لسانكن ...
مريم الان تفتح بابآلتدخل الشمس
انثي تبرجت دواخلها تعمي أعين الرجال
الجزازير عنكن
مريم الان تفتح بابآفأدخلوا شاهرين عيونكم.



محمد عبد الخالق -ام درمان شتاء 95


ساعود الهام

محمد المبدع والانسان
محمد الاخ والصديق
محمد المناضل والمُحِب
محمد ......

عادل

Quote: خبر مريم الشجاعة حين اعلنت اسم حبيبها في ديوان جدها الاكبر ابو القاسم الاول امام رهط من العمامات (1) الخبر تهشم اللبن المضروب باصابع الجد المهجري الاول المجفف بسمش القرن التاسع عشر وانكسرت شعبة الديوان الكبير حين اعلنت مريم الشجاعة للعمامات المتطاولة ان حرير الحريم العنكبوتي اكلتها الارضة سقطت عمامتان وانفتقت عباءة

محمد عبد الخالق ...كان هنا يعلن انتمائه للمرأة وانتمائه الكامل لحريتها في ممواجهة القوي الظلامية ....تلك المواجهات التي لاتهداء ابدآ ...بل تتخذ كل مرة ابعادا ...وتتلون ايما تلون حتي تقصي المرأة بعيد وتحرمها من النور ...
وهنا هذه الصورة مريم الشجاعة التي هتكت حرير الحريم بتصريحها بحبها في ديوان جدها ....وهذا الحب ماهوالاالحب المتاوق دوما للتتغير نحو كل ماهو جديد هو الحب والعشق للحرية ...وهو الانتماء الفكري وهو الوعي الكامل الذي يتلبس المرأة في مجتمعات الظلام فينير طريقها...

حرضتني الجندرية قبل لاهداء هذا النص لنخلات بلادي ونخلات البورد اللاتي يتعرضن للهجمات الشرسة من قبل الظلاميين ....وانا هنا اهديه لكل نساء البورد الشامخان اللاتي ضاقت باصواتهن قوي التقهقر والظلام ....فلهن مريم الشجاعة وكل الشجاعات في تاريخ بلادي ...

الهام

العزيز خدر - خضر
شكرا كثيرا لك وانا معك الى المزيد من الشعر
العزيز عادل عبدالعاطي شكرا لحضورك هنا وهذه الكلمات المجيدة لمحمد عبدالخالق
ولقد أشار " شبشة " أعلاه قائلا:

Quote: ياسلام تعرفوا انا مبسوط جدا من فتح السيرة دى بس خلونى استشير القطى واستاذنوا فى نشر ونساتنا عن محمد وشعر محمد وعلاقتو بيهو وبى الشعر وذكرياتو عن محمد وعادل عبد العاطى برضو فلولا الخوف من الهام والعطبراويين لقلت ان هذا الباسم الاصلع هو ذاكرة عطبرة التى لا تهرم

.
إذن انت أيضا جزء من هذه الذاكرة، وقريب من محمد وتجربته الشعرية، أملي أن تقول ما لديك وما يمكن .

الهام شكرا مرة اخرى
والى المزيد من الشعر كما قال خدر
وانا ساحاول أيضا اضافة بعض النصوص - ربما القصيرة مثل ملصق للاطفال وكافور
فكل نصوص المجموعة جديرة بالقراءة .