آسفة يا صديقتي دعاء

كان عندي صديقة صدوقة صادقة..

لم أراها ولم ترني...

فقط رأت فيّ قرباً من الوطن.. وإن كنّا كلتينا غربتين...

سألتني..... بإنجليزية حريفة "What's so specail about Sudanese people?"

ضللتها في إجابة ملؤها الفخر الزائف الذي لا حقيقة فيه....


سأعود

بنت الحسين

عيونهم سياط
بتضرب عليك .. علي ضهرك
تؤلمك
وننكر في الواقع والواقع لا محالة
امريكان في كل مكان
والحكومات هي هي
والفضايح اجنبية
ولبدة الناس ؟؟
قطعة الراس ؟؟
كردفانا ؟
والفي شمالنا ؟
ويا جنوبنا ؟
ودارفور
سودانية
مية مية
كلميها وقولي ليها
وبرري بي بس لكن الحيكومة , الديش والقبلي منهن , والفك قلمو مسك كرجاكة , والطلع شرد بي جواز اخدر رجع صد من غير هوية , وريها المهمشين علي بعد تلاتة شوارع من بوابة القصر , بياعة الفول في شارع الجمهورية وبتاع الموية في ميدان الحرية , و و و
حتى عني الما لاقي وطن بديل

أبنوسي

كانت دعاء تسألني بصورة صادقة .. ماالذي يجعلني أظن أني محظوظة كوني سودانية.. لم يكن سؤالها استنكاراً... كان استفساراً صادقاً... كانت تريد أن تجد من الأسباب من يجعلها فعلا تقتنع بأننا (فوق الكل)... وكنت أنا في ذلك الوقت في قمة عليائي السودانية... كنت أصف النيل والهواء العليل.. وكنت أصف الكرم والشهامة والمرؤة والإباء.. كنت أصف (عوارة الجعليين) التي تخنق الحلق عبرة.. وأحكي لها الكثير من القصص عنهم من التي يحكيها لي أبي.. أحدثها عن التمايز الكبير في بلادي.. عن البساطه والطيبه.. وعن أننا مميزيون في كل حتى في الشكل... وأننا شعب الله المُختار.. وأن بلادنا هي مركز الكون وبؤرة الوجود وملاذ الكل! كنت لأحكي لها عن قدر المتعة التي أجدها في كل سنة أعود لأقضى شهراً بين الأهل... دعاء لم تر السودان .. تربت بعيداً عنه .. لكنها في محاولة "ألكس هيلي" في بحثه عن الجذور... كل من يحدثها عن السودان.. لا ينزل من عليائه.. وانا أيضا اشتركت في التضليل.. لم أحدثها عن المياه الراكده منذ أن خلق الله آدم.. لم أحدثها أن المكان الوحيد الذي لا تجدي فيه مياه هو (الماسوره) في بلد يضم أطول أنهار العالم.. لم أخبرها عن أن السوداني يعيش حياة بائسة... وهو يظن أنه ملك العالم... وأن كل من تولى أمرهم سرق ونهب وربى الكروش .. والسوداني لا يزال يتظلل بالأشجار.. يناقش الماركسية .. لم أخبرها عن التظلل بالأشجار.. وبأننا أكسل شعوب الله.. وأننا ننظر نظر دونية إلى كل الناس.. ما عدانا.. الكل عندنا سيء... الدول العربية (عرب مقطعين).. والغريب أن 90% من السودانيين يحتلون دول الخليج.. وكلهم لهم نفس الرأي.. (شوف بالله العرب المقطعين البقت عندهم قروش).. سكان أهل الشام (الأردن سوريا ولبنان) حلب مبتشنين... بياعين صفيح.. والأعجب أن السودانيين يحتملون الآن اضطهاد اللبنانيين على مضض .. ويبلعوها.. الأفارقة .. هنا تكمن الكارثه إذ أن تصنيفهم يتطلب أن نذكر كلمات لا داعي لذكرها.. لا نريد أن نفسد الجو أكثر من هذا الفساد.. في رأيهم أن الخواجات نصارى كفار (هذه لا أستطيع تفسيرها حتى الآن)... النتيجة العامة هي أن السودانيون هم الأفضل.. وفي هذا أيضاً مستويات... سأعود بالمزيد...



آآآآآآآآآآآآآآه يا وطن



أبنوسي تبلدي... أشكرك على الكلمات.. هناك الكثير المبكي على هذا البلد.. سأكتب كثيراً... محروقه انا


بنت الحسين

العزيزة جداً مريم...

الآن بدأت تستعدين للرئاسة... الرجاء ان تكتبى...ومن دون تحفظات...

تحسسى موطن الالم... فكلنا الم...

أنور

مريم بنت الحسين
وهل نستطيع ان نغير جلودنا ام نبحث عن وطن بديل؟؟؟؟
احسن نكون في هذا الوهم حتى النهاية

الاخت مريم
اذكر اني قلت حديثا مشابها في اكثر من حوار اخر هذا بعضه

Quote: المشكلة ان السوداني لم يتربي في بيته علي ان الاخر قد يكون صحيحا او افضل كنت قبل غربتي اظن ان الشعب السوداني هو شعب الله المختار بعد الغربة واحتكاكي بجنسيات اخري رايت اننا نقبع في الذيل ..والمشكلة اننا لا ندري واحياننا نكابر

*

*

لم أخبر دعاء عن الحكومات المتعاقبة.. فهذه حديثها طويل... لكني لازلت نادمة أني لم أخبرها عن الغرور السوداني المتوارث والذي يئست أن أجد له منبعاً.. السوداني العادي يظن أن كل ما عداه دونه.. يحلف بالطلاق على ذلك .. يرتدي طاقيته بميله.. يجلس بالساعات تحت ظل الأشجار.. أعلم أني رددت ظل الأشجار هذا كثيراً.. لكن، أكثر ما يحيرني الشباب الذي يجلس هناك ليل نهار.. شباب في زهرة العمر.. لن قول زهرة العمر.. كل منهم شجرة نخيل يمكنها أن تنتج الكثير.. لكنهم يفضلون البقاء في الظل.. ليلعنوا الحكومة الجائرة التي لم تمنحهم مكتباً ظليلاً يزوروه في العاشرة صباحاً.. يأكلون فيه الفول.. ويخرجون منه سريعاً... لست أظلمهم.. ولكني لازلت أتحدث بمنطق من رأي شعوباً كثيرة... لم أذكر لدعاء أن السمعة المعروفة عن السودانيين في كل الدول العربية أنهم كسولين... السودانيين يفتخرون بالأسرة الممتده... لكنها أكبر عوامل كسلهم.. الغداء عند الخالة.. العشاء عند العمة.. وليس بالضرورة أن تنتج أنت شيئاً... لا أظن أني قاسية علينا كشعب.. لكني رأيت الشعوب الأخرى.. ورحم الله إمرؤا عرف قدر نفسه.. السودان يا دعاء بلد كبير جداً.. يمتد في مساحة شائعة.. أنا متأكده أنك سمعتي أحدهم ينتفخ وهو يقول "مليون ميل مربع" .. لكن السودانيين يعترفون بانتماء 30% فقط من هذا المليون... كلما اقتربتي من النيل يا دعاء.. ازدادت المدارس.. والمستشفيات والخدمات (وكلها خدمات التاباني).. لكن الأتعس أنك كلما ابتعدتي عن النيل قلت.. لاحظي أني أحصر أيضاً وسط السودان فقط مع القرب من النيل.. الخدمات على بؤسها محتكره.. الخرطوم تنقطع الكهرباء فيها بمعدل 8 ساعات يومياً.. مياهها ملوثه.. ومصنفه أنها من ألوث المياه .. لاحظي أننا نتحدث عن النيل في نفس الخارطة! مرضى الفشل الكلوي في تزايد غريب.. واسأليني .. فأنا كنت في الأردن.. ملجأ السودانيين للخدمات الطبية.. ولا تفكري في الغلابه الذين لا يملكون ما يسافروا به.. في الأردن .. كثير من مرضى الفضل الكلوي... لم أحكي عن الملاريا.. ولا أقول ليك.. خلينا نكمل الكلام غداً...


أنور... أشكرك على التعليق... صدقني أنا أبعد ما أكون عن حكم هذا البلد المثقل بكل ألوان العذاب...

حبيب بلدوا.. لم أطلب أن نغيير الجلود.. فالجلده لا مشكلة فيها.. المشكلة في العقلية السودانية المنغلقة على كبريائها الزائف

أساسي.. حمد لله على سلامتك... حديثك أوافقك عليه تماماً.. أتمنى أن تثري هذا الموضوع بما عندك.. أعتقد أن هذا الكلام لا يراه إلا من خرج إلى خارج دائرة الوهم.. ورأي بعينه

عمر إبراهيم.. ربنا يعلي مراتبك.. شكراً ليك

بنت الحسين

بت الحسين والشوق الجاري عليك
حدثنا عن وطن يقتل فية انبيائة
لكن سماؤة لا زلت تجود بالمزيد


والريد نيلين

يبدو اننى قد فاتنى ... الحديث هنا فقد أصبحت أدلف من الباب الخلفى ....للمنبر (الإرشيف)... او لقراءة ما سبقنا من مواضيع أظنها جميلة من وجهة نظرى ....

عفوا

بت الحسين

أظن ان المشكلة تكمن فى أننا نصدق من نقوله عن أنفسنا ....

حتى بات من الصعب محو ذلك من ذاكرتنا ... وخاصة من لم يختلط بشعوب أخرى ....(ومع أنى أظن اننا اليوم فى مفترق الطريق)


لكن

الشينة منكورة (ودى برضو من أمثالنا)

ولى عودة

*

شمال جنوب شرق غرب... مساحات ممتدة من المعاناة على أنواعها... تتمايز.. وتختلف.. انطلاقاً من نقص في مقومات الحياة الأساسية.. إلى طموحات تحقق بمنطق "حشاش بدقنه".. يا دعاء.. حشاش بدقنه هذا مثل.. يقال عن الشخص الذي يكثر الحديث دون أن يفعل شيئاً... يتذمر ويحلل ويشكو.. وهو في مكانه لا يحرك ساكناً... مشهود للسودانيين بشيئين.. عقل ذكي، واخلاق.. كثيراً ما كنت أغتاط من عبارة يرددها الأردنيون... "والله السودان سلة غذاء العالم العربي، بس السودانيين كسالى".. كي تتخيلي كلامي يا دعاء.. الأردن بلد فقير من كل النواحي... أبسط شيء، وهو الماء، لا يمتلكونه.. يطلون على بحرهم البائس شديد الملوحه، الذي ملحه أكثر من مائه... تقع بلدهم في الوسط من أكثر مناطق العالم صراعاً.. وبالرغم من ذلك.. وطوالي ثمانية سنوات قضيتها معهم، لا أذكر أننا فقدنا الماء من بيتنا... أو انقطع عنا التيار الكهربائي.. كنا نسعد بالكثير من الزوار من السودان.. لأن الأردن مشهور بكوادره الطبية... ومعداتهم وتدريبهم.. ودائما في جلسات السمر.. تجد السودانيين يتمجدون بتاريخهم، كما هي العادة... السودان أول بلد عربي أجريت فيه عملية نقل الكلى... ! دائما مجدهم في الماضي... دائما الأمر عندهم "لما".. بادت حضارتهم كما الدولة العثمانية.. ولازلنا نقول "عندما حكم المسلمون العالم"... السوداني في بلده لا يعنيه سوى الظل الظليل.. اعذريني على تكرار موضوع الظل، لكنها ظاهره تستحق الدراسة... لكنك ما إن تري السوداني خارج بلده.. حتى تفاجأي بشعلة النشاط التي اتقدت فيه فجأة... ! سأخبرك حول فضيحة التعليم أيضاً.. فهذه أيضاً موضوع كبير... عايشته .. ودفنت رأسي خزياً منه في الأرض....!



زروبا... نعيش ذكرى الأنبياء.. نقتلهم .. ونبكي عليهم.. ويأتي آخر.. ونقتله ثم نبكي عليه... ونعيش الوهم الكبير! شكراً على المرور...
ناجي الزبير.. نحن ألفنا كذبة ضخمة.. وصدقناها .. ونكابر وندافع عنها... ولا يوجد من يقول لنا.. أعينكم في رؤؤسكم...!
رجاء... أفهم من هذه النجمة أنك أردتني أن أكمل.. وأظن أني أفهم أيضاً أنك تتحفظين على كلماتي.. سأنتظر نقاشك.. هذا إن لم أكن مخطئة .. أشكرك يا رائعة

بنت الحسين

الاخت/ مريم بنت الحسين

اخبريهاان كلامك كان اماني
وبكرة القريب هيكون حقيقية

ولكي وللجميع الود

مسؤب

جامعة الخرطوم كانت في فترة من الفترات فخر السودان... لا يدخلها إلا من يستحق هذا تماماً... ومن دخلها، لا يخرج خسراناً... كانت أسطورة... خرافة... تمجيد أزلي.. أن تدرس فيها هذا هو الفخر المؤبد... رويداً رويداً.. بدأ الانهيار... وكان للانهيار أسباب... لست أنتقد الحكومة، فهم في النهاية سودانييون أيضاً... والولاة دائماً يناسبون من يتولون.. لم تمر علينا حكومة واحدة تُحمد... ولكني لا أنتقد الساسة... أنا أنتقد شعباً كاملا يتعاطي أفيون الوهم.. كنت أقول أن السمعة الذهبية لجامعة الخرطوم قد انهارت... وأصبحت الجامعات أكثر من السابق.. مع نوعية تعليم متدنية.. خاصة أن كل العقول السودانية المتخصصة موجوده في أي مكان معادا السودان... ضمن المجموعة anywhere-Sudan... هذا بالإضافة إلى أن ميزانية الدولة في غالبيتها مدفوعة في الحرب الدينية المقدسة ضد (سودانيين) يعيشون إلى الجنوب من البلاد.. ويطالبون بأن تكون عندهم خدمات طبية تعليمية تماماً مثل الوسط... كل هذه العوامل أدت إلى انهيار التعليم.. ابتداءاً من الروضة حتى كلية الطب جامعة الخرطوم... ولايزال السودانييون يمجدون الجامعة الأسطورة القديمة.. ويكابرون.. ولا زالوا يجزمون أن الخريج منها أفضل من خريجي الجامعات العربية كلها.. وينتقدون المصريين .. ويظنون أنهم لا يفقهون شيئاً.. ويعيبون العرب جميعاً لأنهم أساسا مظنة الغباء... ويعتقدون أنهم الأفضل والأشطر.. والأكثر تميّزاً... انا لا أعتذر عزيزتي وأنأى بنفسي عن كل هذا.. انا جزء من هذه الثقافة الشوفينية... وأنا أريد أن أفضح نفسي قبل أن أفضح السودانيين... حين كنت أحضر لدرجة الماجستير... كانت الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية تمنح تسهيلات ضخمة من الناحية المالية للسودانيين الذين يريدون الانتساب إليها... تمجيداً لمؤسس الأكاديمية وتخليداً لذكراه.. لأنه كان سوداني.. هذه التسهيلات كانت تأتي بدفعات من السودان... سريعا ما يكتشوفا الهوّة التي تفصلهم عن الأردنيين .. ليس لأن الأردنيين أذكياء.. لكنهم جادون ومجتهدون.. ويسعون بقوة نحو أهدافهم... لا وقت للكسل... المرأة تعمل بقدر ما يعمل الرجل.. وتسعى في الحصول على الشهادات كي تطور حياتها... تماما مثل الرجل... لا أمجد الأردنيين أيضاً.. فلديهم عللهم.. لكن.. هل لاحظتم أن الشرطة السودانية تتدرب هذه الأيام على أيدي خبراء أردنيين! هل تعرفون أن نافذة السودان على التكنولوجيا والكومبيوتر هي الأردن بالإضافة إلى مصر... هل تعرفون أن لي صديقاً سودانياً يعمل لدى شركة مصرية في القاهرة من أجل إنشاء برامج لشركات البترول السودانية! ... لكن ما أن نعود إلى البلد.. حتى نبحث عن الظلال تحت الشجر.. سأعود يا دعاء..



مسؤب .. أحترم تفاؤلك.. لكن نصف العلاج معرفة العلة.. عليها أن تعرف الواقع الآن... كي تساعد في الوصول إلى المستقبل الذي تكلمت عنه أنت... أشكرك على المرور


بنت الحسين