العبقرية نعمة أم نقمة ؟؟؟؟

العبقرية نعمة أم نقمة ؟؟؟؟


07-23-2004, 12:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1090580648&rn=1


Post: #1
Title: العبقرية نعمة أم نقمة ؟؟؟؟
Author: الجعلي
Date: 07-23-2004, 12:04 PM
Parent: #0

الأحباب الأعزاء

لكم التحية

هناك شواهد كثيرة في مجتمعنا وهذه الشواهد تتمثل في بعض الأشخاص الذين خصّهم الله سبحانه وتعالى بميزة العبقرية وهذه العبقرية قد تكون سبب سعادة الشخص المعني ولكنها أيضا قد تكون سببا في شقاءه وتعاسته وهناك أمثلة كثيرة حولنا تتجلى فيها هذه الميزة وأود أن أسرد عليكم قصة هذا الرجل الذي كانت عبقريته هي سبب تعاسته وشقاءه:

نشأ إبراهيم في أسرة متوسطة الحال حيث كان والده يعمل في التجارة آنذاك وكان ترتيبه الثالث بعد بنتين وبعده 4 أخوة أي أنه كان أكبر الأولاد ، وكحال جميع الأسر السوادنية قام والده بإدخاله إلى الخلوة في ذلك الوقت حتى يحفظ كتاب الله، وفي الخلوة أظهر إبراهيم نبوغا منقطع النظير في الخلوة حيث كان يحفظ ما يتلوه عليه "الفكي" في الخلوة ويسمعه في حينه ، مما أكسبه رضا " الفكي" أو الشيخ في الخلوة ، وفي يوم من الأيام اجتمع شيخ الخلوة مع والد إبراهيم في واحدة من مناسبات القرية وذكر الشيخ لوالد إبراهيم ما لمسه من ابنه من ذكاء يكاد يكون خارقا، وأوصى الشيخ والد ابراهيم بأن يرعاه حق الرعاية وأن يجعله يواصل تعليمه في المدارس لأنه سوف يكون له شأناً في المستقبل، وبالفعل قام والد زميلنا إبراهيم بسماع هذه الوصية الغالية من شيخ الخلوة، وألحقه بمدرسة القرية الوحيدة وهناك تجلت عبقرية صديقنا إبراهيم ودرس الصف الأول وانتقل منه مباشرة إلى الصف الثالث ومنه إلى الرابع أي أنه درس المدرسة الأولية في ثلاث أعوام وانتثل إلى المركز حيث المدرسة المتوسطة ودرس الأربع سنوات في ثلاث وبعدها انتقل مباشرة إلى مدرسة خور طقت الثانوية ومنها إلى جامعة الخرطوم وحينها كانت جامعة الخرطوم هي جامعة الخرطوم بكل ما تحمل من تاريخ أكاديمي ناصع ، وتخصص زميلنا في الكيمياء الحيوية حيث كان أبرز طلاب ذلك العهد وبعد أن تخرج في جامعة الخرطوم عام تم تعيينه كمساعد تدريس بالجامعة و تم ابتعاثه إلى بريطانيا لكل يحضر الماجستير والدكتوراه ، وفعلا ذهب إبراهيم إلى لندن وهو يحمل بين جنباته ذلك الحلم بأن يعود من بريطانيا وهو يحمل أعلى الدرجات العلمية، وفي لندن وجد ضالته في المكتبات والمعامل فصار يكرس كل وقته لهذا الهدف دون أن يلتفت إلى مغريات لندن واعتاد أن يقضي معظم وقته في أبحاثه المعملية والمراجع التي صار لا يفارقها ولا تفارقه ، وفعلا نال درجة الماجستير في وقت وجيز مما نال استحسان كثير من أساتذته في الجامعة وفي نفس الوقت أيضا اكتسب كثير من حقد الحاقدين.
وهناك في لندن ولأول مرة في حياة صديقنا إبراهيم تعرف على زميلة له في الجامعة وهي كانت نرويجية الجنسية وكانت آية من الجمال وفي البداية لم يعرها صديقنا أي اهتمام حيث كان وقته لا يسمح له حتى بالتعرف على أصدقاء حيث كان معظم وقته يقضيه في المعمل أو في المكتبة ، ولكن هذه المرة لا يدري ما الذي حصل له فكان لا يستطيع أن يمر يوما دون يرى هذه الزائرة الجديدة التي وجدت لها مكانا في حياة صديقنا إبراهيم وأثارت اهتمامه وصار يخرج معها في نهاية الأسبوع لتناول العشاء أو السهر في واحد من الأندية ويقضيا معا عطلة نهاية الأسبوع .
وأنهى صديقنا إبراهيم رسالة الدكتوراه وكان أسعد الناس حيث اقامت له الجامعة حفلا دعي فيه بعض وجهاء المجتمع اللندني وكرمت الجامعة صديقنا إبراهيم ومنحته كثير من الميداليات والشهادات التقديرية والوشاحات .

وعندما اقترب موعد رجوعه للسودان طلبت منه الجامعة أن يقوم بعمل فحص طبي شامل، حيث أنهم يريدون أن يطمئنوا على صحته وبالفعل خضع صديقنا إبراهيم لهذا الفحص الطبي ، وبعد الفحص بأيام صار يشعر بصداع دائم لا يفارقه ورجع مرة أخرى إلى مستشفى الجامعة لكي يخلصوه من هذا الصداع القاتل الذي لم يفارقه لعدة ليال ،

وهناك أخبره الأطباء بانه يعاني من بعض المشاكل في الدماغ ولا بد أن يخضع لعملية بسيطةعلى حد قولهم ، وبعد العملية خرج صديقنا شخص آخر وصار عصبي المزاج لدرجة لا تحتمل وصار يسب ويلعن كل من يراه ويدعي أن الملكة إليزالبيث هي والدته الحقيقية وصار يهذي يكلام مبهم غير معرف فما كان من الجامعة إلا أن استدعت السفارة السودانية بلندن وقامت السفارة بدورها البطولي في ترحيله إلى السودان حيث تم استلامه في مستشفى بعشر للعلاج النفسي وبعدها خرج وهو يحمل في يده تقرير يفيد بأنه خطر على نفسه وعلى الآخرين ومنذ ذلك الوقت وهو لا يعمل لأن أي جهة لا تريد أن تستوعبه لأنه مجنون .....
هذا الشخص أعرفه منذ أكثر من 25 عاما وقابلته هذه المرة في موقف أمبدة بجوار البوسته أم درمان وهو يحمل كباية شاي بيد ويمسك رغيفا باليد الأخرى وقد انحنى ظهره وتساقطت أسنانه فما أن رآني حتى هتف وناداني باسمي وعندما رأيته في هذه الحالة لم أتمالك نفسي ومر شريط هذه المعاناة أمامي وحيث كان بيني وبين هذا الرجل ود من نوع غريب فقام نحوي واحتضنني وأنا كنت في حالة لم تمكني من الحديث أبداً ، فيا يويح قلبي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فعرفت كيف تكون العبقرية نقمة في بعض الأحيان

ونواصل