|
عشرة أسباب أدت إلى بقاء الانقاذ 16 عاما وربما اعواما أخرى
|
الذين يعيشون خارج السودان من معارضين الكثير منهم يتعامل مع السياسة والحكم والسلطة مثل ما يتعامل المغترب مع المشاريع المستقبلية التي يرسمها في خياله بعد إستلام مستحقاته ويأتي بالآلة الحاسبة (Calculator) ليضرب ما يتحصل عليه في فارق العملة ويخيل إليه انه يستطيع أن ينجح أي مشروع ويفكر في مشروع خيالي يرسمه وعندما يعود يجد أن المشروع الذي كان يخطط له مجرد حلم وأن كل ما رسمه لا ينطبق على الواقع وان الوضع هناك يختلف تماماً عما كان يتوقعه وتذهب احلامه إلى مدارج الرياح ويعود مرة أخرى للإغتراب او يعيش حياة عادية مثله مثل رفقائة الذي صبروا ، أيضا حالة المعارضين مثل حالة المراهق العاشف الولهان الذي يرسم عشرات الجمل والعبارات الغزلية الرنانة وهو مستلقي على ظهره ليلا لينثرها درراً على محبوبته عندما يلتقي بها الصباح وعندما يلتقي بها ينسى ماذا كان يدخر وتخونه العبارات ويفقد كل ما كان يريد أن يقوله فتجده ليس له ما يقوله سوى العبارات المعتادة كيف اخبارك وكيف ناس البيت وجيتي بالحافلة ولا بأمجاد واليومين ديل الجو ساخن والغبار كثير وشكلها كدا حتمطر قريب وهلم جرا. هذا هو حال المعارضين السودانيين اليوم بعيدون كل البعد عن الواقع الداخلي والدولي ولم تحظى المعارضة السودانية بأي دعم كبير من أي دولة مجاورة إلا فيما يتعلق بالدعم الذي تحظى به الحركات المسلحة في دارفور والحركة الشعبية سابقا مع علم الجهات الداعمة لهذه الحركات بما فيها الحركة الشعبية أنها لن تسقط أي حكومة مركزية مهما كان ضعفها عسكرية كانت ام ديمقراطية ولذلك وددت هنا أن اسرد عشرة اسباب من الاسباب التي ساعدت في بقاء الانقاذ لمدة 16 عاما وربما تبقيها سنين اخرى وهي:-
1- عدم وجود معارضة متحدة وموحدة ذات رؤى مشتركة 2- الفوارق الفكرية والايدلوجية بين المعارضة المسلحة والمعارضة الغير مسلحة 3- التصفيات التي احدثها الاسلاميون فور وصولهم للسلطة في الخدمة المدنية والعسكرية واحلال عناصرهم وكوادرهم محل الاحزاب المؤثرة. 4- الحصار الدولي الذي مورس على الحكومة لفترة طويلة احدث نوعا من التعاطف الشعبي واحساس بالظلم العام لدى الكثير من المواطنين مما جعل المسؤلين يرمون كل تقصير في أي مجال اقتصادي أو خدمي أو غيره في شماعة الحصار هو السبب. 5- تنافس الحزبيين الكبيرين في زعامة وقيادة المعارضة وتسيدها مما تسبب في خلافات وانشقاقات في جسم المعارضة. 6- عدم مقدرة المعارضين على استدرار العطف الدولي والدعم السياسي المناسب 7- نجاح الانقاذيون في تفكيك بعض الاحزاب واستقطاب بعض الزعامات والقيادات الحزبية وإغرائهم بالسلطة والمال ما سبب تشققا وتآكلا في جسم الاحزاب الرئيسية 8- عدم طرح بدائل منطقية وبرامج سياسية واضحة للمعارضة في الخارج مما جعل الكثير من الاحزاب تعود للداخل لتمارس دورها في المعارضة على إستحياء وعلى انفراد. 9- الخلافات المستمرة والانشقاقات داخل المعارضة والحركات المسلحة 10- التكرار يعلم (....) هذه السنين كافية لتأهيل كوادر الانقاذ بالتعامل مع المعطيات السياسية والدولية بدبلوماسية وحنكة والتملص من كل محاولة لمحاصرتها من الخارج او إسقاطها من الداخل.
هذه بعض الاسباب التي اراها من وجهة نظري الشخصية التي ادت إلى بقاء هولاء في السلطة طيلة هذه الفترة ، واذا لم يعيد المعارضون وبخاصة الاحزاب الرئيسية النظر في الطريقة التي تمارس بها السياسية والديمقراطية سيبقى هولاء سنين اخرى وسيتواصل المسلسل وربما والله اعلم لن نستمتع بمشاهدة الحلقة الأخيرة قريبا حتى بعد دخول الحركة الشعبية في السلطة لأن الحزب الحاكم الآن لديه المال والعتاد والدور والشركات الخاصة والشركات السياحية و(شركات الطيران الخاصة) وزعماء الاحزاب الكبيرة يعانون حتى من توفير حق التذكرة الشخصية لسفرية واحدة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|