سوسن الشاعر الكاتبة البحرينية تكتب عن الحلم العربي وأزمة دارفور

نقلاً عن "اليوم" السعودية نرصد رؤى هذه الكاتبة البحرينية حول تداعيات أزمة دارفور وسط الشتات العربي ،،، عزيزتنا الأستاذة سوسن الشاعر: هذه ما يصلح أن نطلق عليه (الحلم المستحيل) وليس ببعيد عن الأذهان الصمت العربي المُطبق حيال صرخات القدس عبر تاريخ طويل من قُبح الآلة العسكرية الإسرائلية وسط حمام الدم الفلسطيني المتفاقم عن أي عرب تتحدثين وكل الزعماء العرب لا هم لهم سوى تكريس حكمهم لسنوات وسنوات ضاربين بعرض الحائط آلام وآمال شعوبهم ،،

وهمست بدفء في رئتيها الباردتين..
أيقتلك البرد؟
أنا يقتلني نصف الدفء.. ونصف الموقف أكثر
سيدتي.. نحن بغايا مصرك
يزني القهر بنا.. والدين الكاذب.. والفكر الكاذب..
والخبز الكاذب..
والأشعار.. ولون الدم يزور حتى في التأبين رماديا
ويوافق كل الشعب.. او الشعب
وليس الحاكم أعور
سيدتي.. كيف يكون الإنسان شريفاً
وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان
والقادم أخطر
نوضع في العصارة كي يخرج منا النفط
نخبك.. نخبك سيدتي
لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني
فالبعض يبيع اليابس والأخضر
(مظفر النواب - الحانة القديمة)

((نص المقال))

لاموا الكويت انها استعانت بقوة اجنبية لتحرير ارضها, ولاموا الشعب العراقي لانه استعان بقوات اجنبية لتحرير ارضه اذ كانوا يفضلون الحل العربي لحل تلك المآسي, واليوم تستصرخ دارفور الحل العربي او الاجنبي او حتى المريخي (نسبة لكوكب المريخ) ان وجد فلم نجد اجتماعا عربيا واحدا لحل ازمة ادرجها الاتحاد الافريقي و الاتحاد الاوروبي على رأس اولويات اجتماعاته.
اليوم يهدد السودان الولايات المتحدة الامريكية بجرها لازمة تشبه الازمة العراقية ان هي فكرت في فرض عقوبات تشمل فرض السلاح و منع السفر عن زعماء مليشيات الجنجويد كحل تراه مناسبا يقلم اظافر تلك المليشيات المدعومة من الحكومة السودانية, رغم ان فرنسا و المانيا و لاول مرة تتفق مع الولايات المتحدة في مسألة تلك العقوبات وذلك لاضطلاعها عن قرب بالازمة الانسانية التي يعاني منها سكان دارفور, الا ان تجربة العراق الفاشلة مازالت ماثلة امام مجلس الامن الذي يبدو انه لن يوافق على الحل الاوروبي الامريكي, فان شاءت السودان منع التدخل الاجنبي عليها اذا ان ترينا الحل السوداني, ام تعتقد ان العالم سينتظر الى ان يصل عدد الضحايا رقم المليون دون ان يحرك ساكنا؟ بالله عليكم ان كانت الامم المتحدة و مجلس الشيوخ الامريكي و الاتحاد الاوروبي و الاتحاد الافريقي يجتمعون من اجل ازمة عربية و لا يجري أي اجتماع عربي واحد من اجلها فاين هو اذا الحل العربي البديل الذي تنتظرونه؟ بل اين الاهتمام العربي؟ لايوجد له اثر بالمرة. هذا هو واقعنا الحقيقي الذي بدأ يفرض نفسه كصورة كانت هي الاصل لكننا كنا نزيفها, هذا هو حالنا غير المزيف بانغام الحلم العربي, نحن لم نكن نملك غير الشعارات, فليست لدينا آلية عمل مشتركة لحل ازماتنا, و لدى بعضنا مصالح متضاربة مع الآخر, ونجهل الكثير عن بعضنا البعض, تلك هي الصورة الاصلية دون رتوش. لنعطي لكم امثلة عن الحل العربي .. حين عرض على العراقيين الاستعانة بقوات عربية لحفظ الامن فزع العراقيون -و لا يلامون- فهم يرون ان سببا من اسباب الخلل الامني في ارضهم هي تلك التدخلات العربية الحالية في شئونهم فكيف يستعينون من الرمضاء بالنار؟ اما الصورة الاكثر رعبا فهي لبنان العاجز عن التخلص من تبعات الحل العربي الى اليوم و من بعد مرور اكثر من عقد من الزمان!! السودان لم يطلب من الاصل الحل العربي لانه عارف البير و غطاه. ماالذي نحتاجه اكثر من كل تلك الوقائع كي ندرك ان العالم يتدخل في شئوننا لاننا غير قادرين على حل ازماتنا, و غير قادرين على منع الضرر عن انفسنا, و الاهم منع امتداده ليصل للغير.
هاهي دولة الامارات العربية تستنجد بالحل العربي لسنوات من اجل حل قضية جزرها مع ايران, وها هي المغرب و موريتانا و بينهما الصحراء الكبرى تنتظر رائحة الحل العربي, وهاهي فلسطين و هاهي الجولان و قبلهما كانت قطر و البحرين اللتان لجأتا لمحكمة دولية, و كلنا نعرف ان اكثر من زعيم عربي تآمر على قتل زعيم عربي آخر, ودولة عربية غزت اخرى واحتلتها, وقامت حروب اهلية و تدخلت دول في شئون دول اخرى, المفروض بدلا من ان نغني (دا حلمنا طول عمرنا) نستذكر وضع لبنان و نقول (دا حلنا طول عمرنا)!!
دعونا ننسى اذا شيئا اسمه الوحدة العربية او الحل العربي, ليس بغضا في الفكرة, وليس جهلا بمعرفة اهمية التكتلات, ولكن رؤية لواقع هو اكبر و اوضح من ان نزينه او نوهم انفسنا بغيره اننا ابعد ما يكون عن حتى الاجتماع مع بعضنا فما بالك بالوحدة او بالتكتل او بغيره من الاعمال المشتركة.
ليست ليبيا وحدها من تجرأت و اعلنت كفرها بالحل العربي علانية, وليست الكويت و العراق و قطر و الاردن و البحرين ومصر وحدهم من اعلنوا انهم يستعينون بقوات اجنبية لحفظ الامن و بمساعدات لوجستية اجنبية بل سيتبعهم الباقون .. وليس ما نكتبه شماتة بل اعترافا بواقع مهما كان قبيحا .. الا انه الواقع.

* كاتبة بحرينية

انني اثمن واقدر كل من يكتب عن السودان وقضاياه بطريقة
ايجابية وامينه
شكرا لك علي ايراد هذا الحديث

الفنان المرهف الموصلي

تحياتي وتقديري

مرحب بيك ... وشكراً للطلة الغالية

وفي زمن الرؤية الطشاش تتلاعب بنا الخيبات أنّا تشاء ... قدر معطوب ذاك الذي جعلنا نهباً لهؤلاء الصبية ... (سلام سلام سلام) في المذياع سلام في التلفاز سلام كله محض كلام ملفق ومتاجرة بعواطف هذا الشعب المغلوب على أمره والحرب مشتعلة وقودها النساء والأطفال ... في كل مدن السودان حرب ... حرب بدون رصاص وقنابل لكنها تقتل كل يوم آلاف المقهورين جراء سلطة المحسوبية هذه ... فما الفرق بين من يموت في الجنوب أو دارفور ومن يموت في الخرطوم أو صواردة أو بورتسودان لأنه لا يملك قوت يومه أو لا يملك ثمن العلاج؟؟؟ السلام هذا أكبر أكذوبة وأحدث مخدر لأمنيات هذا الشعب المسكين الصابر.

نرجو ان تنقشع هذه الغيوم فتتضح الرؤية
وترتاح النفوس عزيزي نادر

آمين يا موصلي

يحدونا أمل كبير أن نعيش ولو لسنوات قليلة استقرار حقيقي في ظل وضع يرضي الجميع فلا ينام أحدهم مظلوم أو مغبون ولا تتسارع خطانا على (محطات السفر غربة)