طائرات الشر تئز فوق الأكواخ ( من أجل دارفور )

وطائرة غادرة تنذر بالشر
تهدر فوق الأكواخ
قائدها جنرال متخم
يسعى بالموت ولا يرحم
لم يسمع بحقوق الإنسان
يرمي أشباحا أضناها طول مسير
يحرق آمال الغيم الماطر
يحجب ضوء البرق
ويجتاح ظلال الأشجار
يحرقها تلك الأكواخ
وطائرة الغدر تئز بلا رحمة
تهدر فوق رؤوس الطلّاب
ترسل أصنافا من خوف وعذاب
تعلن بالصوت الغادر
لا يقرأ منكم طفل
لا يحفظ سور القرآن
لا يرسم أحد لوحة
لا تغرس فيكم دوحة
ويل للطير
وغابات الأشجار
وكوخ الشيخ
وسائمة الوادي
ويل لامرأة حبلى
تهدي للأرض جنينا أسمر
ويل للطفل وثبور
لا رعيا يبقى
لا حقل يزرعه فلّاح
لا تنبت في واد زهرة
أو عشب بالأرض البور

وتهدّ الطائرة الآبار
تمنع سقيا الأمطار
وتدس الموت بماء حفير
تغشاه نعاج وحمير
والناس سواء
فيموت الشيخ
حمار الشيخ
ونعاج حليب الأطفال
ويل للموت العادي
إن يأخذ بشرا أو شجرة
إن يأخذ طيرا أو حشرة
سيموت الناس بفعل الجنرال
لا يبقى في الأرض خشاش
وسماء الكون سموم و دخان

لكنّ فجاج الأرض المحروقة
والجبل الأسمر
ورماد الأكواخ
والآبار الممتدة في الأعماق
تخرج من صلب الموتى
آلاف الأطفال
تخرجهم سمر الألوان
تشحنهم بالعزّ
وعبق التاريخ
وحقوق الإنسان
تجتاح العالم ثورة
انطلقت من دار السلطان
من أقصى أعماق الإنسان
تهتف في وجه الطغيان
يخرج للعالم صوت
يعلو فوق أزيز الطيران
فلتحيا أبدا دارفور
فلتحيا غابات الطلح
حقول السمسم
فول الزيت
وإنسان الفطرة
وسوائم هائمة
لا تلقى مطرا

وطائرة الجنرال تئز
تراق دماء الناس وكلّ الأشياء
تجري نهرا حتى الخرطوم
يمتد هتاف الثّوار
كدعوات المظلوم
يبلغ طائرة العار
يا للعار
فتهرب طائرة العار
يراقبها آلاف الأحرار
يمشون حفاة نحو الجنرال
يتساقط منه النيشان
وحذاء البوت
ولعنات الألغام
تنهار الثكنة فوق الطغيان
تنفضّ جماعات الشؤم
فلا يبقى في وطني ظلم
ولا يبقى في الوطن جبان

الأخ ود قاسم ..
هذه الدرر المترعات بوحي دارفور ..
هذا الصراخ العالي ملئ العقيرة ..
هذا البلسم الشافي بقافية القريحة ..
انت الأن خارج المدار ..
بل انت الأن اللا منتمي ..
الأ .. الي عمق الأنسان .. الوطن ..

شكرا لك أخ حامد حجر ، ودائما أحس أن جمرة دارفور تحرقك أكثر من غيرك وكأنك الوحيد الذي يطأها ، فالمنتمون إلى عمق الإنسان هم الذين لا يستطيعون تجاوز محن الإنسانية ، هم الذين يغوصون داخلها بكل ما يملكون ، وأنت أحد هؤلاء ،،
ودائما أجد جرح دارفور ينزف في داخلي ،،