أنت حر فأمشي حراً.. أ.طه حسن طه

أنت حر فأمشي حراً.. أ.طه حسن طه


07-10-2004, 05:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1089475486&rn=1


Post: #1
Title: أنت حر فأمشي حراً.. أ.طه حسن طه
Author: Hani Abuelgasim
Date: 07-10-2004, 05:04 PM
Parent: #0

أنت حر فأمشي حراً تحت خفق العلم

بقلم :طه حسن طه/ الرياض / السعودية

علم السودان الذي رفعه قادة السودان وعلى رأسهم الزعيم السيد الرئيس إسماعيل الأزهري معلناً قيام دولة السودان وسيادتها واستقلالها وعزتها وكرامتها طالته يد الغدر فتم تغييره في ظل نظام عسكري ترأسه جعفر نميري وتم استبداله بالعلم الحالي وفي اعتقادي أن ما حدث يعد جريمة كبرى كان من المفترض محاسبة من قام بها ولكن إنه السودان بلد مشي حالك؟العلم السابق أيها العسكريون وأيها المدنيون المتزلفون ارتبط بحدث هام هو قيام دولة وطنية وخروج دولة استعمارية وفي ذلك أكثر من معنى وأكث من دلالة عقلياً ووجدانياًونفسياًونضالياًوبذلك يكون للعلم احترامه وقدسيته والولاء له فكيف يتم تغييره وقد ارتبط بحدث هام وذكرى عظيمة .العلم السابق جاء اختياره بعد دراسة وتم تحديد ألوانه لترمز إلى الواقع السوداني فكيف يتم تغييره ولماذا تم تغييره؟

سؤال أترك لكل واحد منا الإجابة عليه... أراد انقلاب نميري المشؤوم تغيير نظام ديمقراطي بحثاً عن الذات وعنجهية العسكر الحاكمين وشغفهم بأحداث تغيير لمجرد التغيير فإذا التغيير (!!) يطال علم الوطن وليس علم النظام الحاكم .. فكروا فيها وأدوني عقلي ؟أزيل العلم رسمياً لكنه بقيّ فعلياً في النفوس وفي الوجدان وفي الخاطر وفي الذاكرة وحل محله علم آخر ليس له صفة أو مذاق أو معنى لحدث تاريخي يرتبط به سوى إن مايو أرادت ذلك ضمن ما أرادته للسودان والسودانيين لكنها كانت كالمنبت لا ظهراً أبقى ولا وادياً قطع واسألوا الستة عشر عاماً العجاف ومعذرة يا بقايا مايو وسدنته فقد آن الآوان لخلع نظاراتكم "وفرك" عيونكم والتجارب مع بعض ما تبقى لكم من ضمير لتروا الحقيقة عارية وتقفوا على حجم الخراب الذي خلفه نظام حكم داس على السودان ستة عشر عاماً تدنى فيها مستوى الاقتصاد ومستوى الناس ومستوى قيمة الجنيه السوداني وهاجرت خلالها عقول وعقول وقدرات وقدرات وبدأت فيها ظاهرة الصفوف طلباً لحق اللجوء السياسي للهروب من واقع مرير وكبت سياسي ...الخ.

ما أعرفه أن العلم الأصيل قد صار علم دولة أخرى وبالتالي يتعذر إن لم يكن مستحيلاً تصحيح الوضع إن كان هناك أصلاً تفكير بذلك؟

إن جريمة تغيير العلم جريمة لا تغتفر وكانت غروراً متناهياً للقوة والاعتداد وقد كان أحد الحكماء يردد في مجالسه العامة والخاصة ،إن الإنسان ، إذا ما صادف خصماً سياسياً ويريد التخلص منه فعليه أن يدعو له بالغرور وهذا مافعلته القوى المناوئة لنظام نميري فمع علمها بغرور جعفر نميري فقد دعت له بالمزيد من الغرور وهو ما وقع فيه الشيء الذي حطمه لاحقاً لكن تحطم بعد أن حطم الكثير من الأنفس والثمرات وأدخل الخوف والرعب في مجتمع كان يأمن بعضه البعض فصار الأخ يخشى أخاه وهذا منتهى الغدر والخيانة وهذا كله من غرس مايو؟

ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو ما أراه من رفع للعلم القديم الحديث على سارية منزل الزعيم الأزهري وما يرفعه الاتحاديون بين الحين والآخر وفي مناسباتهم ودورهم وما يلبسونه من ملافح وشالات وعمائم وشارات كلها تعكس حالة من التمسك بعلمنا الأصيل القديم الجديد الذي نكن له كل الوفاء والولاء والاعتراف وبالتالي فإن هذا العلم الحالي لا يمثل أي قيمة في نفوسنا لأنه غريب عليها ولايعبر عن مشاعرها حيث أنه فرض علينا فرضاً وهذا موقف يحتاج إلى رأي قانوني ودستوري تصحيحاً للموقف ؟ لا زلت أذكر أننا حينما كنا في أولمبياد ألمانيا عام 1972م رأينا العلم السوداني الذي رفعته يد إسماعيل فتحركت من موقعي ووصلت بصعوبة إلى حيث كانت تلوح به أيادي فإذا بهم ثلاثة طلاب سودانيون فسلمت عليهم ونفسي مغتبطة وعرفتهم بأسمي إذ كان لبسي القومي يدل على من أكون وقلت لهم لكن هناك علم آخر فردوا عليّ في عدم اكتراث "ما يهمنا ذلك" ؟ حدث ذلك في مدينة نورمبرج الشهيرة وعدت إلى مكاني وفي دواخلي إحساس بأن نميري قد استبدل رمز العزة برمز الجبروت؟ أو قل إن شئت أنه تجاوب مع اليساريين وغير "الدلقون" وما درى أن له في النفوس لسحرا وأتى بدلقون سيظل رمزاً وعنواناً لمن حكموا البلاد عنوة وقسراً ومادروا أنه سيكون لهم ولغيرهم عظة وعبرة ؟وأختتم فأقول:

رايــــة تشــمح في الآفاق رفرافـــــــاً ســــــناها

خفقــــها رجع قلــــوب نســجتها مــنً ســــــناها

وانتفاضــــــات شـــباب يتـــــامى فــي حماهــــا

فهل قال شعراء مايو شعراً في علمهم؟؟