أشجار النيم "ذهب أخضر-- مصنع لإنتاج مبيدات من شجرة النيم

أشجار النيم "ذهب أخضر-- مصنع لإنتاج مبيدات من شجرة النيم


06-20-2004, 10:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1087722771&rn=1


Post: #1
Title: أشجار النيم "ذهب أخضر-- مصنع لإنتاج مبيدات من شجرة النيم
Author: sympatico
Date: 06-20-2004, 10:12 AM
Parent: #0


تجارب سودانية أثبتت جدواها في مكافحة الحشرات


أشجار النيم "ذهب أخضر"

الآفات الزراعية تقضي على نسبة كبيرة من المحاصيل



الخرطوم -محمد عبدالرحيم:


أشجار النيم المنتشرة بكثافة في السودان، سيتم النظر إليها بطريقة مختلفة الآن، بعدما وردت معلومات مؤكدة عن صفقة بمبلغ 1،2 مليون دولار أمريكي، لإنشاء مصنع لإنتاج مبيدات لمكافحة الحشرات تستخلص من شجرة النيم.

وقد أثبتت دراسات علمية أن شجرة النيم تنتج مبيدات طبيعية لا تؤثر في البيئة كالمركبات الكيماوية الأخرى، ما يسهم في تحقيق التوازن الطبيعي والحفاظ على الصحة والبيئة.

وتعددت فوائد أشجار النيم واستخداماتها لتشمل صناعة “العناقريب والبنابر” والأثاث المنزلي والسقوف والسبح وأدوات الزراعة التقليدية، كما استخدم السودانيون الشجرة في علاج بعض الأمراض الشائعة كالملاريا وغيره.

والواضح أن الجهود العلمية المتجهة الى الاستفادة من النيم في إنتاج مبيدات لمكافحة الحشرات استمدت منهجها من خبرات سودانية شعبية، ففي مناطق شمال السودان يستخدم الأهالي أوراق شجر النيم الجافة في مكافحة حشرة الأرضة التي تقضي على السقوف الخشبية. ويقوم الأهالي بخلط أوراق النيم الجافة مع الشطة، وإحراق الخليط في الغرفة المصاب سقفها بالأرضة بعد إغلاق كل المنافذ بإحكام، وفي خلال أقل من نصف ساعة، تتساقط كل حشرات الأرضة وتموت.



تاريخ شجرة: ويشير علماء نباتات الى أن الموطن الأصلي لشجرة النيم هو أسام وبورما، وينحصر في حزام الناطق الجافة منها وجبال سوهيك. إلا أن البعض يقول إن الموطن الأصلي لأشجار النيم هو الهند، فيما يقول آخرون إنها في كل المناطق الجافة من جنوب شرق آسيا بما فيها باكستان، سيريلانكا، تايلاند، ماليزيا وإندونيسيا ولكن وجودها أكثر في الهند. والنيم ينمو في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وفي المناطق شبه الجافة والمدارية الرطبة ومن مستوى سطح البحر إلى ارتفاع 700 متر. وتؤكد مصادر علمية أن أشجار النيم أدخلت إلى إفريقيا في أوائل القرن العشرين، لسرعة نموها ولمقاومتها للجفاف.

ويستخدم النيم في مجال العلاج التقليدي وإنتاج المبيدات ضد الآفات كما يستخدم الزيت المستخلص منه للإنارة وإنتاج الصابون وينتج زيت المارقوما بواسطة عصر نواة بذور النيم التي تحتوي على 40% من الزيت. وقد بدأ البعض يطلق على هذه الشجرة وصف “الذهب الأخضر” بعد التجارب الناجحة التي أثبتت جدواها.

وأشجار النيم تصل الى ارتفاع 20-25 مترا مع كثافة عالية في الأفرع، والأوراق خضر داكنة اللون، أما أزهارها فبيض ذات رائحة عطرة. والنيم من الأشجار سريعة النمو ومقاومة للجفاف كما أن لها إنتاجا وفيرا من الثمار، وتكاثرها يتم عن طريق البذور.

وطبقا للدوريات الصحافية التي تصدرها وزارة العلوم والتقانة يحتوي زيت نواة بذور النيم وبعض المستخلصات من الأوراق والأزهار على بعض المواد الفعالية مثل الإزدراختين، الازدراديون النيموبولايد والسيلانين، ولكن والازدراختين هو أهم هذه المواد الأولية الفعالية ويتركز في نواة البذور.

وتشير معلومات الوزارة إلى أن التجارب الفعلية بدأت مؤخرا وأظهرت أن النيم تحتوي على مادة طاردة للحشرات، ولها تأثير مانع للتغذية أو منظم للنمو، وأيضا يحدث النيم عقما للحشرات. كما وجد أن مركبات النيم أقل سمية من مبيد النبروباثرين ولها تأثير كبير في مكافحة الحشرات عند استعمالها كمنظمات للنمو.

ويعد هذا الاكتشاف فتحا جديدا للبحوث السودانية ويقدم تفسيرا علميا لظاهرة ظلت سائدة لسنوات، لم يجد المواطنون إجابة شافية لها، وتتمثل في عدم اقتراب البعوض من أشجار النيم وعدم استخدامها كملاجئ لها أثناء النهار.

واستنادا إلى نتائج الدراسات والخطوة العلمية القاضية بإنشاء مصنع لإنتاج مبيدات حشرية من النيم، سادت موجة تفاؤل في الأوساط السودانية، ليس من اجل نتائج البحوث فحسب، ولكن لان الأمر يعني تحولا مفترضا في النظرة إلى شجرة النيم من شجرة مزعجة شتاء بسبب تساقط أوراقها وثمارها.

ويذكر أن الآفات الزراعية في السودان تؤثر سلبا في الإنتاج بنسب تتراوح بين 15%إلى 75% وفي بعض الأحيان تقضي الآفات كالجراد مثلا على مواسم زراعية بأكملها عندما تصعب مكافحتها لارتفاع كلفة المكافحة. بينما سيوفر النيم مبيدات قليلة التكلفة وطبيعية.

ومما يزيد من التفاؤل بجدوى نتائج البحوث، ما تحقق في مجال القضاء على أنثى الانوفلس الناقل الرئيس للملاريا التي فتكت بالسودانيين وصارت هاجسا يؤرق المضاجع بسبب ارتفاع كلفة المكافحة والعلاج في آن معا. واعتبرت تبعا لذلك نتائج أبحاث وزارة العلوم والتقانة فتحا جديدا أهم في نظر السودانيون من اكتشاف البترول إلى درجة أن بعضهم أطلق اسم “الذهب الأخضر” على شجر النيم.

http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=85292