هــنا ... كانت بداية المشروع

مَنْ منا لا يتذكرُ مشاغبات الطفولة .. البراءة والطلاقة .. النشأة والمنبت .. مناظر كثيرا ما تعرضها شاشة المخيلة .

ومع كلٍ تظلُ البيئةُ المحيطة عاملا مساعدا في بلورة رؤى الشخصية ونضوجها .. فدعوني ألتمسُ استئذانكم للحديث عن بيئتي التي احتضنتي بكلِّ أريحيةٍ ومودةٍ ( كركوج الجزيرة) .

تلكم القريةُ الأبيةُ الوفيةُ النقية .. التي تستلقي بوداعةٍ وسط مروج الجزيرة الخضراء المعطاءة .. متخذة الاتجاه الشمالي الغربي لمدينة ودمدني .. وعلى مبعدة ثمانية عشر كيلو مترا تقريبا منها.

ولعل القادم لمدينة ودمدني عبر طريق الخرطوم .. يلحظ على مشارفها وبالقرب من (الترسانة الإسمنتية) التفتيش .. لافتةً تقبع في الجزء الأيمن .. وكتب عليها بخطٍ جار الزمن على طلائه ( كركوج الجزيرة .. إنتاج وعطاء .. هنا كانت بداية المشروع) .

نعم إخوتي .. بداية مشروع الجزيرة - الذي كان عملاقا- إنطلقت من الأراضي التي تطوق كركوج .. عندما جاءها الإنجليز عام 1909 لإجراء الإختبارات الأولية لمعرفة صلاحية التربة لقيام المشروع .. وبعيد نجاح اختباراتهم انطلق المشروع رسميا عام 1911 .. حيث كان سندا قويا لاقتصاديات السودان إلى فترة ليست بالبعيدة .. أما اليوم فحدث ولا حرج .

عندما يدورُ شريطُ الذكريات عن كركوج .. تموجُ بالخاطر حقول القطن (الذهب الأبيض) منذ أن يكون بذورا يستلمها المزارعُ من مكتب التفتيش التابع لرئاسة المشروع .. مرورا بزراعته والاعتناء به ,, وصولا إلى حصاده وتعبئته في جولات ضخمة تحملُ اسم المزارع .. ومن ثم نقله إلى المحالج .

وتكونُ حالاتُ الترقبِ المحرق عندما يكونُ القمحُ أو الذرة ، محصول العام .. ومبعث الترقب يوم الحصاد .. حيث تكون الفرحة في أوجها وتعم كل بيت .

تجارب الخضراوات كما تطيب لنا تسميتها .. فهذا شان آخر .. حيث زراعة البصل .. الطماطم .. الجذر .. البنجر .. اللوبيا .. البامية .. البطاطس .. الملوخية .. العجور .. الرجلة .. و..و..و,والخ ..

وتحتضن كركوج رجالا شديدي البأس والعزيمة .. يستنفرون أنفسهم في كل ملمة .. يغيثون الملهوف .. ويكفكفون دمعة المحروم والمحزون .. أتذكر بفخرٍٍ .. حاج محمد قسم الله (شيخ الحلة) سابقا باخلاقه الرفيعة .. وحكمته العتيقة .. وهدوئه الذي يُحسد عليه .. أتذكر عمي بدري همام عليه رحمة الله بعصاه التي لم تفارقه لحظة .. ولهجته الموغلة في المصرية (الصعيدية) .. أتذكر طابونته (المخبز) وهو يشرف بنفسه على العمال .

من الصعوبة بمكان الحديث عن رجالات كركوج .. لأنك إذا ذكرت شخصا تجبرك الذاكرة على سرد البقية .. حاج عبد المعبود عبد الله .. بابكر والجقر .. بابكر أبودريس .. محمد أبودريس .. الطريفي أبودريس .. بله محمد بله .. محمد عبد القادر (باشا) .. مصطفى مختار .. الأمين الجاك .. وأسرة الجاك بكاملها .. كاكوم .. آل الكشيحة .. آل مصطفى .. عبد السلام محمود .. آل الحلاماب .


ولي عودة يا كركوج

لقمان همـّـام

الأستاذ لقمان
سلاماً طيباً مباركاً
وفي طي السلام أدس ترحيباً متأخراً فرضته بعض الظروف
مثلك قمين بلافتة ترحيبية كلافتة محبوبتك كركوج
ثم إنه بعد لك وقريباً منه
هكذا يكتب التاريخ سطره
ويعرف جهره في وضوح المداد
أكتب ما شاء لك التذكر عن هؤلاء
يشبهون بعضهم في المروءة و(المرجلة) والمكارم كلها
ويختلفون في مسبار شعورنا
ومرآة معارفنا
مجدد الشكر وفي الانتظار

لقمان همام...

تحياتى نديات...

هى فرصة أحيى فيها أهلى

(الأعراك) بكركوج فقد كان ومايزال

لنا فيها رحم ودم...

تحية خاصة لعمى وخالى

محمد عبد الرحمن العركى الودود (المواصل)

ولإخوانه بابكر والريح ولعموم كركوج وأهلها


ولك الود من قبل ومن بعد...


عبد الرحمن قوى...

سلامات لقمان
وسلام لحكمة الحنين فيك

انها مقطوعة تثير الرغبة فى الصهيل لتلك المروج

واصل مقطوعة الشجن هذى

اشراقه

تحية لكركوج ...تلك الوادعة التي اختزلت كل الجمال...وانجبت لنا من هو بقامة لقمان حسن همام

اخي لقمان....سلامياعزيز
هل هي نفس بلد الشريف محمد الامين الهندي..او تشابه للاسماء ...