1
لا يشك أحد فى أن ميرى هى أصغر وأبأس مُكتشفه فى التاريخ....!ه
قد يقول أحدهم- فى محاوله لتقليل دور ميرى- أن الإكتشاف قد حدث صدفةً وأن ميرى لم تخطط للتجربه..!..ه
لكن ألم تكن معظم الإكتشافات العلميه وليدة صدفه ؟!...الم يكتشف-مثلاً- عقار الملاريا بالصدفه البحته..؟!ه
فى تلك الليله الرمضانيه الهادئه ..وأمام سينما معظم روادها من المتشردين...وقفت ميرى على الرصيف الآخر...وفجأه قررت أن تعبر الشارع...ربما رأت حبيبها ماجوك الذى يأتيها –دائماً- بما لذَّ وطاب من طعام الكوش..!...ربما كان يطاردها أحدهم بعد أن خطفت منه شندويتش...ربما كانت تسرع لدخول السينما قبل أن تفوتها لقطة المائده الرهيبه ..والتى رأتها بالأمس فى نفس الفيلم..!ه....ربما...وربما...وربما.....لا أحد منا- نحن فى عالم الدلع-يدرى كيف يتحرك هذا العالم الحافى...ه
المهم أن ميرى قررت عبور الشارع بأسرع ما يمكنها..فى اللحظه التى كانت تمر فيها عربه مسرعه...و....و....كان الإكتشاف...!ه
2
حُملت ميرى بصعوبه وسط الزحام الرهيب...حيث تحول الجميع من مشاهدة الفيلم داخل السينما..إلى مشاهدة الفيلم خارجها..!...حملت ميرى إلى داخل نفس العربه..لتواصل العربه لكن إلى مستشفى الحوادث...ه
سائق العربه شاب تبدو عليه ملامح ذكاء..يدرس فى إحدى الجامعات العتيقه..يُمنى نفسه بدور ما...تمكن السائق-بذكائه-من أن يفلت من قبضة البوليس..ليواصل سيره نحو مبتغاه...ه
فى داخل العربه...كان الحديث عن الإكتشاف: لقد إكتشف الشاب مقدراته القياديه...نعم قالها لمرافقيه بكل وضوح: لم أكن أعرف أننى أتمتع بكل هذه المقدرات القياديه...كيف انه تعامل مع الحادث ببرودة أعصاب...وكيف أنه إمتص غضب الشماسه المتحفزين...وكيف ان واصل قيادة العربه كأن شيئاً لم يحدث...وكيف أنه-أخيراً- أفلت من قبضة البوليس...!....فى داخل العربه أقيمت حفله كلاميه...تبودلت فيها الإشادات برباطة جأش الشاب...وصلابته...ومقدرته على تفادى الأزمات...بل وقال له احد المرافقين: أنا إكتشفت أنك مشروع سياسى ناجح جداً...جداً...!!ه
ونسى الجميع ميرى...!ه
3
عزيزتى ميرى- هكذا- خمنتُ أن يكون اسمك- بالتأكيد لا تعرفين من هو ابيك..ومن هى أمك...لكنى أعرفهم...!!...هم –بلا شك- من ضحايا الساسه الحاليين...وإنت وابنائك –يا صغيرتى- ستكونون ضحايا وحقل تجارب للساسه القادمين من أمثال الشاب-ذكى الملامح- سائق العربه....!!ه