( دهيبة ) : بحسد الموج البيغازل القيف

أتساءل أحيانا .. كيف كان يتم بث الشوق عندما كانت أسباب اللقيا غير متاحة تماما ..
و عندما لم تكن هناك هواتف .. أو بريد سريع .. أو هاتف محمول تنْسرب منه إعتلاجات الروح و ومضات الشوق في رسائل كنبض القلب يأتي بعدها الرد سريعا ليطفيء بعض الشوق إلى حين .. ؟

جاء الرد على تساؤلي من الصبية ( دهيبة Dihaiba) :

تقف حاسرة الرأس عند نخلة يمتد تاريخ غرسها إلى حياة جدها .. تتمسك جذورها بفخر و عناد بالتربة لتمتص رحيق الحياة من ذاك الأزلي الجاري شمالا أبد الدهر .. و الليل أبو الأسرار يزحف على القرية ، و غمامة حزن غير مألوفة تزحف على روحها ..
تزفر زفرة تكاد تحرق جذع النخلة المهتريء ..
لم يكد حبها الوليد ينمو في أركان قلبها الغض .. حتى سافر كطير مهاجر لتبتلعه الغربة .. و تنقطع أخباره .. لتعيش مبهورة بإحساس يغمر كيانها بنور وهاج لا تدرك جُلَ كنهه إلا ما تحس به يفرهد مدغدغا إحساسها البِكْر .... فتبتسم متوارية خجلا حتى من نفسها ..
تعتصر بطنها بيديها .. فقد هدها الشوق فأدمى أحشاءها .. تحفر بأظافرها على الجذع كلما طغتْ أمواج الحنين على كل بارقة أمل أو سانحة لقيا مرتقبة.. تغلق جفنيها بشدة علَ الدموع تغسل بعضا من هذا اللهيب ..
لم تكد تهنأ بذاك السحر حتى أطلق جناحيه فغاب في الأفق البعيد ..
هتفتْ دون وعىْ و العَبْرة تخنقها : أريتك إنت طيب .. أنا أمْري هَيِن ..
إهتزتْ بعض السعفات (مُوَشْوِشَة) بحفيف مبحوح و كأنها ترْبِت على كتفها و تواسيها في لوعتها ..
قالت و كأنها تحدِث الغائب الحاضر : كان تصبر شوية .. كلامك كلو معاى ما كان أكتر من سلام الله و السؤال عن الحال و الأحوال .. حسه بحتاج سؤالك دة أكتر من زمان ..
غرد عصفور يودع آخر شعاع من الشمس التي آذنت بالمغيب .. فخفق قلبها و قالت له بتوسل تعرف أن لا رجاء منه و هي تتابعه بنظرها : أريت روحي شايلاهو جناحاتك أطير بيها و أَبِل شوقي و أطمِن عيني بي شوفتو .. و إن شاء الله بعد داك ما ترجع روحي تاني جُوَاى ..
و أعترتها رعشة القانع من أمل محبب لا سبيل إلى تحقيقه ..
الموج يغازل أطراف القيف في رقة ، فيلثمه و يتقهقر ليعاود إحتضانه مرات و مرات .. كأنهما في لهو بريء . .. فتقول هامسة : ما ياهو الموج بصابح القيف و بماسيهو ، و يوم ما قال بفوت منك و أخليك ..
ثم قالت مستدركة بعناد كعناد طفل يطلب شيئا لا يدركه : أقول ليك الجد ؟ بخجل أمشي أملا الموية من طرف الجرف المُوالِفْني .. أخاف القيف و الموج يحِسُوا بنار الغيرة مالية حشاى ..
ثم قالت و شيء كالبكاء يقف غصة في حلقها : تصدق بقيت أغِير حتى من العصافير فوق الشدر .. و الوِزِين الفي البحر ..
تلفَتتْ حولها خشية أن يكون هناك من سمع تفكيرها المسموع ..
تشخص ببصرها للسماء .. و الليل بظلامه الحالك يبدأ في نشر أستاره .. و النجوم تتلألأ و يتهاوى بعضها في الأفق اللانهائي هناك ..
قالت بتبتل و خشوع : يا رب ... يا إلهي ..
لم تستطع أن تكمل دعاءها .. فقد إحتشدت عشرات الأمنيات و الآمال في صدرها .. فعجزتْ أن تتفوه بدعاء واحد .. فأكتفتْ بأن قالت : آمين يا رب العالمين .. إنت عارف الجواى و عارف نيتي ..
صوت ( طمبور ) يئن ينقله النسيم عبر صفحة الماء الهادئة ، فينساب اللحن ليزيد جرحها إتساعا فيتناغم صوت الأوتار مع ضربات قلبها .. فتنزل دمعات مدرارة على خديها .. لا تبالي بمسحها .. فيغيب عن ناظريها آخر فصول غزل الموج ( للقيف ) ..

أبو جهينة يا غالي..








الشوق هو الشوق..






أفتقد هذه الواحة.. سأعود بالتأكيد..

رجاء

الشـوووووووووووق واحد .. و إن تعددت سبل الفرقة

(سأعود بالتأكيد.. )

في إنتظارك
تسلمي

كل ما فاض بنا بوحك
كل ما إنحسر مد مداخلتى
لك التحايا جهينة

Quote: .. فيغيب عن ناظريها آخر فصول غزل الموج ( للقيف ) ..

احى من غزل جدى للقيف.......تسلم يا جميل يا نور الشقايق!!!

استاذنا ابوجهينة
حفظ الله قلمك

تعرف اكثر الناس إحساسا بالشوق هم اهلنا فى الارياف
وعدم وجود التكنلوجيا فى الزمن داك انا بعتيره محمدة
لانو ما كنا حنعرف طعم الشوق نفسه لو كانت فى وسيلة إتصالات،
اللوحة الكتبتها دى خلتنى اتمنى لو كنت رسام لانو جات فى
مخيلتى حتات معينة فى البلد ، وإتخيلت دهيبة دى شايلة
صفيحة الموية وصابرة وممكونة ومافى زول حاسى بيها وإتخيل
عودة الحبيب الغائب بعد الشوق ده كلو ونازل من اللورى وعيون الناس تاكل فى دهيبة ومغازلات من صديقاتها عشان تمشى تسلم عليهو؟
ودهيبة خجلانة حتسلم عليهو قدام الناس ديل كيف ،
الاستاذ ابو جهينة رجعتنا لى احاسيس حقيقية كانت تبدر
منا ومن دهيبة ويا ليت الزمن يعود.

Quote: غرد عصفور يودع آخر شعاع من الشمس التي آذنت بالمغيب .. فخفق قلبها و قالت له بتوسل تعرف أن لا رجاء منه و هي تتابعه بنظرها : أريت روحي شايلاهو جناحاتك أطير بيها و أَبِل شوقي و أطمِن عيني بي شوفتو .. و إن شاء الله بعد داك ما ترجع روحي تاني جُوَاى .

الوفى أبو جهينة
كذا يكون الوفاء وهكذا يكون وفاءك وأنت تغذى أرواحنا
بهدا الجمال.
فالشكر لك من قبل ومن بعد.

أخي العزيز عمر الماحي
تحية و محبة

(كل ما فاض بنا بوحك
كل ما إنحسر مد مداخلتى)

دة تعبير راقي جدا من زول أرقى
تسلم

.
.

[qb]



أبا جهينة المتألق دائماً
كل كلمة منى أو شهادة لك فهي مجروحه
كلام حنين ورزين وشوق دفين

ود الشيخ
[/qb]

صديق الموج ... الصديق عالي الأمواج

تحياتي

(احى من غزل جدى للقيف)

أتاريهو جدك كان بتاع ( قيف ) ؟؟ و أنا أقول يا ربي صديق الموج دة جاب طولة البال دي من وين .. أتاريهو من صبر الموج على عناد القيف .
دمت لنا

Quote: أريت روحي شايلاهو جناحاتك أطير بيها و أَبِل شوقي و أطمِن عيني بي شوفتو .. و إن شاء الله بعد داك ما ترجع روحي تاني جُوَاى

هكذا حالي معك يا شقيقي

ترهاقا الكبير
تحياتي

ذكرياتك بطعم ( توقن فنتي )

(ودهيبة خجلانة حتسلم عليهو قدام الناس ديل كيف ، )
شايف الصابرات و ممكونات كانن كيف ؟ إانه الحياء + الأدب + الصبر
تسلم

أشرينكيل

تحياتي القلبية الخالصة

إنه الشوق القديم .... حدوده الصبر .. و مساحته بحجم النيل
تسلم

ود الشيخ النبيل

تحياتي لك ..

مداخلتك بطعم شوقنا للشوق القديم ..
دمت

شقيقي أبو البدور
تحية و شوق ..

أها باقي كم يوم و نتقابل في السودان بحول الله ..
أنا وصف بيتي ظاهر في الخرطوم .. على مرمى حجر من معرض الخرطوم الدولي ..
بيناتنا تلفون قبال السفر
أرقد عافية

Quote: لم يكد حبها الوليد ينمو في أركان قلبها الغض .. حتى سافر كطير مهاجر لتبتلعه الغربة .. و تنقطع أخباره .. لتعيش مبهورة بإحساس يغمر كيانها بنور وهاج لا تدرك جُلَ كنهه إلا ما تحس به يفرهد مدغدغا إحساسها البِكْر .... فتبتسم متوارية خجلا حتى من نفسها ..

اخي ابوجهينة ...ما أروعك كلماتك بنكهة البنفسج
بعدين شنو يعني بتحرقوا في اعصابنا بي ملاقاة السودان دي عشان ما نازلين اجازة يعني؟؟؟؟؟
معليش بس ماتنسي توصل حروفنا لي جروفنا ...
وانشاء الله الإهدا بالاسفل يعجبك ياعم
http://www.mashaelmagazine.com/cards/create.php?card_id=52

تايقر
تحية ماكنة و سلام كبير أوي

سنقوم بتوصيل السلام بكل أمانة و صدق إلى الجروف و القيف و الأمواج ..
و تشكر يا تايقر على الإهداء الجميل و مقبولة منك يا عزيزي

تسلم ياتمبس لقد اعدتني الي زمن ماقبل الرغبات!!!!!!

تمبس
تحياتي
تشكر يا علاء لهذا البوح المنساب بصوت عبدالرحيم و طنبوره الحنين

تسلم

أخي العزيز
وهل يشتاق إلا المرهف الولوف البكاي ..ينبعث الحنين في داخله فيطفو دمعا وانينا يعبر عنه بحرقة الحشا كما احست دهيبة نموزج حي لمعاني غطاها اللهث وراء الحياة والجفاء الذي يمنع الإبن من رفع سماعة الهاتف او قل إخراج محموله من جيبه ليسأل عن امه او ابيه فقط عن الصحة كيف والحالة كيف والشوق مطر ..تكفيهم شهور وتغذيهم وتملأهم عافية وطمأنينة..

تسلم..

أنت يا بنت النيل
سلام كبير أيتها الأخت الفاضلة

(وهل يشتاق إلا المرهف الولوف البكاي ..ينبعث الحنين في داخله فيطفو دمعا وانينا يعبر عنه بحرقة الحشا كما احست دهيبة نموزج حي لمعاني غطاها اللهث وراء الحياة والجفاء )

نعم .. لا يشتاق إلا ذاك الذي ذكرتيه ..
تسلمي و دمت