دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة

دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة


06-11-2004, 04:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1086966038&rn=0


Post: #1
Title: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة
Author: Mamoun Zain
Date: 06-11-2004, 04:00 PM

هذه قصة قصيرة ، ضمن سلسلة من قصص قصيرة أسميتها دموع فى الخريف وكنت قد نشرت بعضها فى جريدة الخرطوم التى كانت تصدر فى القاهرة فى أواسط التسعينات ، أتمنى أن تصبروا على قراءتها ، وأتمنى أيضا أن تجد منكم حظها من النقد وانا أحاول أن أجد لقدمى موطئا فى أولى عتبات سلّم يجلس فى أعلاه جهابذة الكتابة فى هذا البورد.

لكم شكرى مقدما على قراءتكم لها .




هل يعود ؟؟

خرجت مقبولة من الديار بعد غروب الشمس بقليل فقادتها قدماها الى ذلك التل الرملى الذى يقع شرقى القرية ، ذلك التل الذى يحجب أشعة الشمس عن القرية فى الصباح فيؤخر ظهورها ساعة كاملة.
جلست هناك – حيث مرتع الطفولة – وقد لفّها السكون فنظرت الى الفضاء الشاسع ...يا لجمال الطبيعة ونقاء القمر. كان ضوء القمر ينعكس على الرمال الصافية البيضاء فتضئ القرية بأسرها، حتى لكأنها – وهى فى أعلى التل - تكاد تتعرف على بعض الأشخاص الذين يسيرون عبر طرقات القرية.
فى تلك الأمسية ، تذكرت كيف قضت طفولتها معه فى هذا المكان الجميل... لم يعكّر صفو تلك الذكريات إلا عندما مرّ شريط ذكرياتها عبر شقيقها وتوأ مها مقبول الذى وافته المنية وهو لم يكمل التاسعة بعد . يا لمرارة الذكرى وعنفوان الحنين.
لكنّها وما أن تمكنت من التخلص من تراجيديا ذكريات شقيقها حتى تملّكتها تراجيديا أخرى وهذه المرة تخص خطيبها كمال الذى سافر الى أمريكا قبل ثلاثة سنوات.
تذكرت كيف قضت طفولتها معه فى هذا المكان الجميل . تذكرت عندما قالت له ، قبل سفره بيوم واحدا، وفى هذا المكان ذاته ، وقد إغرورقت عيناها بالدموع حينذاك ، فأمسكت بطرف ثوبها تجفف به فيضان الدمع المنهمر "هل ستذكرنى يا كمال؟"
فى تلك اللحظات رفع كمال رأسه وهو ينظر الى البعيد ، ويتجنب النظر الى عينيها الحزينتين .. حملته الذكرى عبر شريط لا ينقطع .. تذّكر كيف أنهما إرتبطا رباطا وثيقا ليس له فكاك ، فهى بنت عمه وبنت خالته وبنت الجيران وهى الآن خطيبته. تذّكر طفولتهما فى هذه القريه الصغيرة فى شمال شرق بارا... هذه القرية التى تتراءى للناظر إليها من بعيد وكأنها أكوام متفرقة ، حيث شيدت البيوت عل شكل قطاطى من فروع الأشجار والقش الجاف... جرداء هى من كل شئ إلا من حب أهلها لها وقناعتهم بالعيش فيها رغم شظف العيش وقسوة الحياة وسنوات القحط والجفاف حين رحل الآخرون يمنّون النفس بحياة أفضل.
تذّكر الحب والحنان الذى كان يغمره به الجميع عندما يعود من غربته فى الإجازات .. تلك السنوات الخمس العجاف التى قضاها طالبا بجامعة الجزيرة فى وسط السودان. كانو يتجمّعون حوله ويسألونه عن الجزيرة والخرطوم ونهر النيل وكانت هى تسأله عن بنات الجامعة خشية أن يكون قد وقع فى شراك إحداهنّ.
الآن هو ذاهب الى عالم لا يدرى عنه شيئا وليس أمامه غير إتساع المسافات وترامى الخرط الجغرافية ، فماذا عساهم أن يفعلوا عندما يعود؟ وعمّاذا يسألون؟
قال لها ، وهو يتجرع كل تلك الذكريات ، "كيف أنساك يا مقبولة؟؟" .. سأكتبك فى داخلى حروفا نقيّة لتصلك منى فى كل يوم رسالة ، سأحملك فى داخلى فى كل لحظة من لحظات حياتى هناك ... سأرى صورتك فى الشوارع والأزقة والحوانيت وداخل أنفاق القطارات .. سأسكن مدينة تطل على البحر حتى أخرج عند الغروب فى كل يوم الى الشاطى أناجى طيفك من بعيد "
تنهدت طويلا .. و عبثا حاولت أن تمنع دمعة سقطت من عينيها.. . تذّكرت كل تلك الوعود!!.
قال أنّه سيكتب فى كل يوم رسالة !!
كتبت له حتى الآن بالعنوان الذى أخذته من مرتضى أكثر من تسعة رسائل . مرت حتى الآن ، منذ سفره ، ثلاثة أعوام و شهر واحد وأربعة أيام ، لم يكتب لها ردا إلاّ على رسالتها الأولى . لكنّه لم يكتب لأهله أيضا وهذا ما يطمئنها ، رغم أن ذلك أيضا يبعث على القلق.
لا بد أن يكون فى محنة أو أصابه مكروه ،أو ربما يكون فى السجن لجريمة لم يقترفها ، فهو رجل مسالم ولا يدخل نفسه فى المشاكل . وهكذا راحت تنسج له الأعذار والتبريرات .
ورغم ذلك هاهى ترسل له بخطابها العاشر . ستطلب من مرتضى إبن خالتها هذه المرة ان يودع الرسالة بنفسه صندوق بريد المطار عندما يعود للخرطوم غدا ، حتى تتأكد ان الرسالة ستغادر السودان ،إذ انها تكاد تجزم ان الخطابات السابقة لم تصله وأنّ أمرا حلّ بها داخل الوطن..

***
وهناك فى مدينة سانفرانسسكو فى ولاية كليفورنيا الأ مريكية دخل كمال شقته فى الخامسة مساءا بعد عناء يوم طويل . كان الجو ممطرا ، إذ لم تشهد هذه المدينة مثل هذا المطر منذ فترة طويلة ، هذا المطر الذى يذّكره بخريف السودان عندما كان طالبا بجامعة الجزيرة فى أواسط الثمانينات.
جلس كمال بالقرب من الطاولة فرأى عليها عدة خطابات .. لا بدّ أنها فواتير الغاز و الكهرباء .. هتف قلبه عندما رأى على أحدها طوابع بريد السودان. نعم هذه رسالة من السودان ، إنه يعرف الخط ويكاد يعرف كل كلمة تحويها الرسالة . باصابع مرتجفة اخذ الرسالة ورمى بالاخريات على الطاولة ... فتحها ... قرأها على عجل ثم أدخل الأوراق بسرعة داخل المظروف و رمى بها داخل احد الادراج..

قال لزوجته الامريكية - والتى كانت تجلس الى المرآة وعبثا تحاول ربط سلسل حول عنقها – لقد توقف المطر ، هيا اسرعى حتى نلحق بالعرض الثانى للمسرحية..

Post: #2
Title: Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة
Author: أمير تاج السر
Date: 06-11-2004, 04:13 PM
Parent: #1

جميل أخي مأمون أن تكتب .. وان تعالج موضوعا هاما كموضوع نسيان الحبيبة التي لا تتوقف دموعها .. فقط حاول أن تطور من اللغة وأن تكثف الحكي ، حتى تخرج قصتك أنيقة وجاذبة ..هذه نصيحة من مجرب وليست وصفة من طبيب .
أخوك أمير تاج السر

Post: #3
Title: Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة
Author: Mamoun Zain
Date: 06-11-2004, 04:39 PM
Parent: #2

الأخ أمير تاج السر أشكرك جزيل الشكر و أنا سعيد أننى وجدتك أول المتداخلين هنا، فأنا لم أقرأ لك إلا القليل الذى وجدته منشورا فى غير الكتب ، مع علمى أنّ رواياتك المنشورة كثيرة جدا.
نحن نتعلم منكم - أخى أمير - ونصائحكم مبنية على عشرات التجارب .فلذلك ستكون هى زادنا فى التطوير ..

ولك منى أسمى آيات التقدير. كما أتمنى أن تدلنى على طريقة أحصل بها على بعض رواياتك .. علما بأننى أعيش فى الولايات المتحدة.

Post: #4
Title: Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة
Author: أمير تاج السر
Date: 06-12-2004, 06:53 AM
Parent: #3

شكرا لتقبلك نصيحة المجرب بصدر رحب ..وأتوقع منك كتابة أشد إدهاشا ..
بالنسبة لكتبي فهي متوفرة في السودان وبيروت والقاهرة وغيرها لكن ضع عنوانك وإذا سنحت الفرصة أبعث لك بعضها .
تحياتي .

Post: #5
Title: Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة
Author: Mamoun Zain
Date: 06-14-2004, 04:23 AM
Parent: #4

الأخ د. امير تاج السر
لك منى اسمى آيات التقدير على إهتمامك بامر تنمية المواهب عند الآخرين وأقول لك صراحة وبدون مجاملة أنّ الكثيرين من الكتّاب أو الروائين لا يفعلون ذلك ، عددا كبيرا منهم مثبطين للهمم وقد رايت أمثلة فى هذا البورد حتى من المبتدئين . لكنك ، وكما كنت أنا متوقع ، أتت منك النصائح والتشجيع وهذا لعمرى أمر رائع منك.
أكون شاكرا لك أذا جعلتنى أمتلك " مرايا ساحلية" و الرواية الآخيرة " مهر الصياح" التى ستصدر فى يوليو من سوريا.
عنوانى موجود فى البروفائل ، رغم أننى لا احب تكليفك بهذا الامر لكن كما تعلم هنا فى الولايات المتحدة من النادر أن تجد روايات عربية .


لك إحترامى

Post: #6
Title: Re: دموع فى الخريف - هل يعـــــود ؟؟ : قصة قصيرة
Author: لؤى
Date: 07-18-2004, 04:23 AM
Parent: #1


فووووووووووق

الرائع مأمون ، أين انت ؟؟