طريقة طرح شعار الخرطوم عاصمة الثقافة هزيمة للمنادين بأن المشروع للجميع

اجازت اللجنة العليا للخرطوم عاصمة الثقافة العربية لعام 2005 م..في اجتماعها الاول شعار الخرطوم عاصمة
للثقافة العربية «ملون وابيض واسود» والقراءة التوضيحـية له الذي صممه الفنان التشكيلى الدكتور أحمد عبدالعال عميد كلية الفنون الجميلة.

جريدة الخرطوم وفي عددها الصادر يوم الثلاثاء الاول من يونيو وفي ملف "مدارات" أجرت استطلاعاً مع عدد من التشكيليين ليقيّموا
الشعار ومكوناته وملابسات طريقة اللجنة في تكليفها وبصفة شخصية للدكتور احمد عبد العال بتصميم الشعار .
وبالطبع انقسم من استطلعتهم الصحيفة ما بين مؤيد ومعارض للشعار ومكوناته ومدى ملاءمته للمناسبة.غير ان القليل منهم من تنبه للنقطة الهامة
وهي ان اللجنة قد قامت بتكليف د.احمد عبد العال بشكل شخصي لتصميم الشعار ، وهذا ما اكده د.عبد العال نفسه ضمن حديثه عن مدلولات الشعار والوانه ومفردات تكوينه.في نفس الاستطلاع.

إنني ليس بصدد الحديث عن الشعار مكوناته ألوانه ومدلولاته من الناحية الفنية ومدى ملائمته للمناسبة (لأن هذا امر مفتوح لجميع الناس كما ان فيه امر يخص مصممه) ولكني بصدد
الجو الذي صاحب تلك العملية والطريقة الغريبة وهي "التكليف بشكل شخصي"..
لأن في ذلك _حسب إعتقادي_ تقليل من شأن التشكيليين والمصممين وكل المنشغلين بهذا الفن .الاهم من ذلك انها رسالة واضحة لكل الذين يبشرون بهذه المناسبة
وسط التشكيليين -وغيرهم- بان الحدث يهم الجميع.

كما هو معروف في مناسبة بهذا الحجم عادة ما تكوّن لجنة من ذوي الإختصاص للقيام بخطوات معلومة ومتبعة في ساير بقاع العالم، وهي ان تطرح
اللجنة المعنية الشعار كمسابقة للفنانين التشكيليين والمصممين بل ولكل القطاعات الأخرى طالما ان الحدث يمثل الجميع وليس فئة بعينها.
وتطرح المسابقة بشكل واضح وعبر جميع الوسائل الاعلامية وقبل وقت كافيء.وهذه عادة ليس في مناسبة كهذه وحسب وانما حتى المؤسسات التجارية الصغيرة تعرف هذا التقليد.
إذن لماذا قامت اللجنة بخطوة التكليف الشخصي؟؟؟
حسب إفادة د.احمد عبد العال في دفاعه عن الذين إنتقدوا الشعار "أنه لم يدخل منافسة" وأن اللجنة اوضحت له في "خطاب تكليفه" انها "قامت بطرح الشعار كمسابقة وان النماذج التي قدمت لا ترقى لمستوى المناسبة"،لذلك قام هو بوضع هذا التصميم..
إن في اقوال اللجنة هنا..الكثير من الدلالات الواضحة ،فهذا يعني عدة إحتمالات إما ان اللجنة بعد طرحها للمسابقة وفق توجهاتها للشعار لم تجد استجابة من التشكيليين في المشاركة وهذا له ما يدعمه
من خلال مواقف لجان التحكيم في مثل هذه الحالات والمسابقات وهي ايضاً هزيمة.وإما انه لم يوجد تشكيلي واحد او تشكيلية يرتقي بفن التصميم القرافيكي الى مستوى شعار يمثل الخرطوم عاصمة للثقافة..وهو موضوع في غاية البساطة يذكرني بالمشاريع التي تطرح على طلاب السنة الاولى بكلية الفنون لا لشيء سوى ان المفردات ووحدات بنائه متعددة ولا تحصى.وهذا ايضا احتمال يفضي للهزيمة "وكمان هزيمة ليها ضُل"..

هناك من يرى ومن التشكيليين بالذات - د.راشد دياب مثلاً_ ان اللجنة كانت تعني بهذا التكليف تكريم د.عبد العال ولدوره الرائد في التشكيل ، ولكن فات على اهل هذا الرأي
انه كان بالإمكان توسيع هذا التكريم ليشمل الجميع بإتاحة الفرصة لكل الاجيال للتسابق و فضل المشاركة في تصميم شعار ان الخرطوم عاصمة للثقافة العربية..
كان حري باللجنة ان تعي تماما ما يدور وسط التشكيليين بالذات في الداخل من حركة تحاول لملمة الشمل ..وبناء جسر من التواصل مع الجهات الرسمية سوى كان ذلك بنشاط
الاتحاد العام للتشكيليين او جمعية التشكيليات او حتى نشاطات الجماعات الأخرى و الافراد ..
وكان حري بها ان تتذكر ان حدث مثل عودة المعارض لداخل كلية الفنون -وبنشاطه المصاحب - قد وجد الترحيب من جميع اوساط التشكيليين ..لدرجة الفرح ..
ولكن اللجنة العليا اختارت "الطريقة النفاشية" كما اسماها احد التشكيليين في تعليقه على الامر.
إن كل التفسيرات لامر "التكليف الشخصي"هذا هزيمة لكل الذين يرون ان مشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية هو مشروع يخص الجميع .
وأعني الهزيمة لأولئك التشكيليين الذين ظلت اعمالهم تبشر ومنذ فترة طويلة لهذا المشروع واللجنة نفسها كانت على راس هذا النشاط (معارض المغرب والخليج).
إن كل التفسيرات لتواصل مسلسل "الاكتفاء بمصمم واحد " وعازف واحد ومسرحي واحد ما هو إلا نجاح لنهج إنتهجته حركة التشكيل السوداني كونها تقيم نشاطها داخل وخارج السودان
بمنعزل عن التوجه الرسمي ..ويكفيها تلك النجاحات التي حققتها بما فيها مجال التصميم الايضاحي "القرافيك"..فرادى وجماعات ليس في المراكز الثقافية
الاجنبية في السودان وحسب وانما في جميع اصقاع الدنيا ..
فالتحية من قبل ومن بعد لكل المنشغليين بامر التشكيل بكل انواعه داخل السودان قبل خارجه ..واخص منهم هذه المرة المصممات والمصممين ..ولكل الذين يعملون هنا وهناك ..

وبالطبع التحية لكل المنادين عن قصد أو عن طيب خاطر وبياض نية بأن المشروع يهم الجميع ..


اقعدوا عافية

قيسان

سلام يا قيسان
كدى انا ماشى وجاييك

الاستاذ احمد المرضي..
سلامين ..

أنتظر مجيئك ..


قيسان

*