التراضى .. طريق الوحدة والسلام

التراضى .. طريق الوحدة والسلام


06-03-2004, 08:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=95&msg=1086246735&rn=1


Post: #1
Title: التراضى .. طريق الوحدة والسلام
Author: Waeel Mahjoup
Date: 06-03-2004, 08:12 AM
Parent: #0

هذا المشهد
التراضى .. طريق الوحدة والسلام
* تلقيت رسالة متميزة من السيد احمد فتح الرحمن من كسلا لخص فيها رؤيته للطريق الذى ينبغى ان تجترحه الحركة السياسية في طريق صون وحدة السودان افرد لها مساحة العمود اليوم وسأعلق عليها لاحقاً ان شاء الله، يقول في رسالته :
* لن اغدو الحقيقة اذ قلت ان السلام الذى تحقق اخيراً بعد مضى عقود من السعى اللاهث الذى قامت به قوى كثيرة داخلية وخارجية لن يحقق على اهميته الكبرى وحدة لهذا الوطن الصابر بمجرد ان ترفرف الويته البيضاء الناصعة في فضاء السودان كما يتوهم البعض، ولكنه يعد مدخلاً وحيداً وهاماً لهذه الوحدة اذا احس الجميع بوعى مع ما يتجه من فرص لم تكن لتحقق بدونه، وقد يكون هذا السلام الوليد، وفق ما تنص عليه بعض بنوده من حق تقرير المصير مثلا، مدخلاً مشرعاً للعكس لا قدر الله ..
* الانسانية كما هو معلوم لا تبدأ خطواتها الحتمية نحو التقدم من الصفر، فالتاريخ غالبا ما يهب حداها رصيداً ثراً من تجارب الاخرين الذين سبقوهم في السير الوئيد على ذات الدرب، ويبقى محتماً على هؤلاء الحداة ـ كما في حالتنا هذى ـ ان يحسنوا السعى والسير وصولاً الى الغاية العليا ـ الوحدة، ولقد ايم لى في هذا المجال ان اطلع على احرف وضئية ساقها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل على لسان القائد المثقف جوهر لال نهرو ضمن كتابه (زيارة جديدة للتاريخ) كان نهرو يتحدث فيها عن همومه الوطنية آنذاك وهى كما سنرى كثيرة الشبه بهمومنا المقلقة حيث يقول (كل بلد في الدنيا لابد ان تفهمه لكى تستطيع ادارة سياسته، وفي بلادنا تركيب بالغ التعقيد .. دعك عن كل ما يقولونه عن تباين وتعدد وتضارب في الجذور العرقية وعن اختلاف الطوائف والديانات واللغات .. ان ذلك يفرض في حكم الهند ضرورة (التراضى) والا حدث الانقسام .. التراضى يعنى الاعتراف بالتنوع والوصول الى قاسم مشترك مقبول من الجميع والا كانت الهند في خطر، تستطيع ان تترجم ذلك بتعبير آخر هو الديمقراطية .. اي ان الشرط الديمقراطى ضرورى جداً ليس كحكم لشعب الهند فقط ولكن كضرورة لاستمرار وحدته ايضا .. بعض اصدقائنا لامونا وقالوا انتم لا تحكمون الهند وكان ردنا عليهم (نعم لان الهند هى التى تحكمنا، وما جدوى ان تحكم الهند ثم لا نجد بعد ذلك هنداً على الاطلاق) .. انتهى حديث نهرو
* لقد بات معلوما الان ان (البانديت نهرو) ورفاقه قد قادوا سفينة بلادهم الى بر الامان لانهم التزموا في سياستها حكم التراضى ولا ينتقص منه ذلك الجرح العميق الدامى الذى احدثه انسلاخ باكستان .. اما نحن فقد نجانا الله من ذلك رغم قرار المناطق المقفولة .. شبه الممهد لذلك الانسلاخ كما سبق الظن وها نحن الان نعايش ظروفاً مشابهة ان لم تك مطابقة لظروف الهند واذا لم نعى الدرس وسمحنا لاقدامنا ان تغوص في مستنقع النسب المئوية لتقسيم (الكعكة) السلطة والثروة شغلنا انفسنا في سبيل ذلك بالمزايدات والمكايدات والمناورات وتعاملنا خلال الفترة الانتقالية الثانية التى نقف على اعتابها المهيبة بنفس اسلوب تعامنا الغافل مع الفترة الاولى 1953-1955، حيث ادمنا وقتها بسط العهود والوعود وتفننا في نقضها، حتى حصدنا النار والرماد فاننا نكون من الغفلة التامة بمكان مثل من دلق الحليب ونحر الشاه ثم اخذ يفكر على اي الاثنين يبكي ..
* ان التراضى والركون للديمقراطية هو المخرج الوحيد للوطن وينبعى ان تسود هذه القناعة جميع احزابنا السياسية حتى نستطيع ان نورث ابناءه واحفادنا سوادناً واحدا كما ورثناه عن آبائنا.
احمد فتح الرحمن
كسلا
ملحوظة : الاحباب في المنبر اود ان نتشارك النقاش حول ما اكتبه على عمودي اليومي في الايام لان في ذلك اعانة على توسيع مدى الرؤية واثراء الحوار .. هذه رسالة متميزة وردتني من احد القراء من مدينة كسلا فلنبداء بها النقاش ودمتم