المفكرون الأحرار في الإسلام ... تساؤلات المفكرين العرب المستقلين حول الدين ( دومينيك أورفوا)

كتاب صادر في عام 2008 فى طبعته الاولى عن دار الساقى
بالاشترك مع رابطة العقلانيين العرب ..
ترجمه من الفرنسية دكتور : جمال شحيد راجعه دكتور مروان الداية
يقع الكتاب فى 245 صفحة صمم الغلاف: مارياشعيب

يقول الناشر:
الفكر الحر هو ظاهرة ذاتية وأصيلة في الحضارة الإسلامية
وإن يكن انحصر في قلة من المفكرين النقديين ممن طالت يد
القمع كتاباتهم، وحتى حياتهم، والصقت بهم تهم الزندقة
والخروج على السراط المستقيم.
رواد الفكر الحر هؤلاء يتصدر صفوفهم مشاهير من أمثال
ابن المقفع والرازى والمعرى، ولكن كذلك مغمورين أو
مهمشون من أمثال ابن الريوندى والوراق، أو أخرين مليون
ينتمون إلى الحضارة نفسها وإن كانوا ليسوا من الديانة
نفسها من أمثال حنين بن اسحاق وحيويه البلخى وابن كمونة
يؤكد هذا الكتاب البعد الانفتاحى، وحتى النقدى، للحضارة
العربية والإسلامية فى المجال الدينى قبل أن تنغلق على نفسها
مع سيطرة الفكر الفقهى والأصولى الذي قادهاإلى ليل (الانحطاط)الطويل
دومينيك أورفوا مستعرب فرنسى معاصر. باحث ومتخصص في الاسلام
واستاذ الدراسات الاسلامية فى جامعة تولوز.

يستهل المؤلف كتابه بمقولة لابن المقفع يقول فيها:
لو اتيت السوق بدراهمك تشترى بعض السلع فأتاك الرجل
من أصحاب السلع فدعاك إلى ما عنده وحلف لك أنه ليس
في السوق شىء أفضل مما دعاك إليه، لكرهت أن تصدقه،
وخفت الغبن والخديعة ورأيت ذلك ضعفا وعجزا منك حتى
تختار على بصرك وتستعين بمن رجوت عنده معونة ونصرا.

ثم يمضى المؤلف ويقول:
كتبت هذه الكلمات عام 135هـ (752م) لاحد اشهر الكتاب
فى العالم العربى، وهى تدل على الظهور المبكر للحس
النقدى في المجال الدينى داخل هذه الحضارة، وتتعارض
تعارضا شديدا بعامة مع الصور النمطية السائدة التى
تراوح بين العناد اللّين والعنف التعصبى . إلى أي حد
يمكن إعتبار هذه الصور نتيجة للجهل بالآخر ؟ وإلى أي
حد تجد تبريرها لدى شتى الحركات السلفية التى مازالت
منذ القرن الثالث / التاسع على الاقل تسعى، وبشكل دورى،
لفرض أنماط شتى من الصراطية على العالم العربى وعلى الاسلام؟

يقول المؤلف حول ابن المقفع:
قلما يظهر التفكير الفردى منطلقا من العدم، وإنما يكون
ظهوره انطلاقا من (أرضية) اجتماعية مؤاتية تستحضر اتجاهات
روحية وفكرية جماعية يكون تجابهها خصبا بامتياز.

ثم يمضى المؤلف بقوله:
اتخذ الفارسى روزبه بن دادوية(102/720 ـ 140 /757 أو 724 ـ 142 ـ 759)
إسم أبى عمرو (ولاحقا أبى محمد) عبدالله ابن المقفع عندما اعتنق الاسلام. كان
ابوه نبيلا من فارس وجابيا للضرائب، فعذب بتهمة الإختلاس ولقب بالمقفع، أي
العقوف، الاصابع. وكان اديبنا نفسه كاتبا لعدد من الشخصيات فى نهاية الحكم
الاموى وفى بداية الحكم العباسى، ويقال إنه أثرى من هذا العمل . وبعد أن
استقر في العراق،في البصرة والكوفة، تردد إلى مجالس الأدبية التى كانت لاتزل
متأثرة بالعادات والآراء الحرة جدا. ولن يزعن هو نفسه إلامتأخرا لإعلان إسلامه
ولأسباب سياسية وشخصية بحتة عذب حتى الموت بامر من الخليفة، وستطاع ابنه محمد
لاحقا أن يصبح كاتبا لهذا الآخير.
وعلى الرغم من مقتله المبكر، يبقى ابن المقفع شخصية مرموقة. فبعد الرسائل الريادية
التى كتبها سلفاه اللذان دونا للأمويين، وهما سالم أبوالعلاء وتلميذه عبدالحميد بن يحي
(المتوفي سنة 163/753)، يعتبر ابن المقفع المؤسس للنثر العربى . وتميز اسلوبه عامة
بالايجاز، وبالطريقة العقلانية في الصياغة والبحث عن التاوق بين الأفكار . وهو لايستعمل
الصيغ البلاغية إلاباعتدال. ومن هذا المنظور، يجسد توازنا تاما بين ثراء العربية والوضوح
الهندى ـ الاوروبى وبعده سيتطور النثر العربى بطريقة مختلفة . فالجاحظ في القرن الثالث
التاسع، واحمد الكاتب في القرن الرابع/ العاشر، راهنا على تنوع المواضيع والاستطراد وخلط
الهزل بالجد، وبخاصة على براعة باهرة في الاسلوب. وفي القرن الخامس/الحادى عشر سيطر السجع
وسادت الصور البلاغية، مما أنذر بالأفول الذى سيكرس بالانحسار الذى تم عندما سيخنق الشكل المضمون

الكلام لابن المقفع:
الدين تسليم بالإيمان والرأى تسليم بالإختلاف
فمن جعل الدين رأي عرضة للإختلاف من جعل الرأى
دينا قدسه

Quote: وفي القرن الخامس/الحادى عشر سيطر السجع وسادت الصور البلاغية، مما أنذر بالأفول الذى سيكرس بالانحسار الذى تم عندما سيخنق الشكل المضمون

الخوف عدو الفكر ....
لو زال الخوف يعشعش في ادمغة كثير من الشباب المسلم
وهذا الخوف يمنعهم من التسأؤل والتفكير في مسألة الدين والنص
والتفكير فيه..
في عتقادي بروز مجموعة القرآنيين كمجموعه وصلت الي قناعه ان
الحديث لامكان له كنص ذو اهميه مثل النص القرآني..شجاعه كبري
....
انا بحب افكر في النص والرساله خلفه وهنا تمكن متعتي الحقيقية
لا اهتم كثيرا بلغة النص بقدر اهتماميه بشبكية النص مع نصوص آخري في داخل الكتاب .....
في بوست كتبت
متعتي الحقيقيه هي الله.....التفكر في الله. التفكر لاينتج من خلال النظر في جمله مكتوب فيها...فكر فكر..الكتاب المقدس لايحثني علي التفكير في الله ولكن الله الساكن في يفكر من خلالي عندما اقراء النص امامي
. النص لايتغير ولكن هنالك في عمق احشائي يحركني الله لكي افكر واتسأل وكلما تذداد الاسئله يقودني الروح القدس الي الاجابه في نص آخر يحمل الاجابه وعندما استشف الاجابه من ذلك النص يفتح لي ذلك النص باب لسؤال جديد والسؤال يقودني لنص آخر وهكذا اجد متعتي مع الله لان الله نفسه يستمتع بنا لانه يري متعتنا به...

...اضيف استاذي بدر الدين...
في المسيحيه هنالك حريه تجعلك الاقتراب من النص دون خوف او وجل
وهذا اتاح لي فرصه كبيره لمزيد من التفكير والتبحر
والخطاء نفسه ليس عيب ولكن العيب الاستمار في الخطاء..
كمسيحيين لانصدر فتاوي ولكن نقترب من كلمة الرب كالاطفال
وهدفنا التعلم وحافزنا مجد الرب..
لاحظت مساحه الحريه بالنسبه للمسلم قليله جدا ولهذا الامر
اسباب تأريخيه الجزور ..مثلا...في الكتاب المقدس
في سفر اعمال الرسل حدثت اشكاليه بين اليهود المؤمنيين بيسوع وبين المسيحيين من الامم.. في العقليه اليهوديه الشخص الاممي شخص غير مختون ولايمكن لليهودي ان يأكل طعامه .. طبعا واحده من اسرار المسيح
هي صناعه السلام بين اليهود والامم ليصير الجميع شعب الله المختار في الكنيسه الواحده..طبعا دار اجتماع ونوقشت القضيه في مؤتمر..
تصور في مؤتمر
اع-15-1 وَجَاءَ بَعْضُ الْيَهُودِ (الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِالْمَسِيحِ) مِنْ مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، وَأَخَذُوا يُعَلِّمُونَ الإِخْوَةَ قَائِلِينَ: «لاَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَخْلُصُوا مَا لَمْ تُخْتَنُوا حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى»
اع-15-2: فَجَادَلَهُمْ بُولُسُ وَبَرْنَابَا جِدَالاً عَنِيفاً. وَبَعْدَ الْمُنَاقَشَةِ قَرَّرَ مُؤْمِنُو أَنْطَاكِيَةَ أَنْ يَذْهَبَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا مَعَ بَعْضِ الْمُؤْمِنِينَ لِيُقَابِلُوا الرُّسُلَ وَالشُّيُوخَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيَبْحَثُوا مَعَهُمْ فِي هَذِهِ الْقَضِيَّةِ.

...دوما سألت نفسي....هل كان من الاجدي لابوبكر الصديق محاربة القبائل التي ارتدت عن الاسلام او ارسال الرسائل الي زعماء تلك القبائل ودعوتهم من أجل عقد مؤتمر لمناقشة القضيه
....طبعا الاجابه واضحه...
فمثل هذه الاشياء يجب ان تجعل المسلم يفكر ويبحث ويجب طرد الخوف
..لا اعتقد ان الله يودنا ان نخاف من الاسئله ...
اعود للخليفه ابوبكر والاحتمالات الممكنه
من المحتمل ان تلك القبائل لم تكن تعرف المعتقد جيدا
لاحظ رسل المسيح عقدوا مجلس للنقاش السلمي لان روح الله قادتهم لتلك الحكمه...
اع-15-6: فَعَقَدَ الرُّسُلُ وَالشُّيُوخُ اجْتِمَاعاً لِدِرَاسَةِ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ.
...شوف الجمال دا..بصراحه انا ممكن امكث عام كامل افكر في العدد اعلاه...فيه حكمه...فيه احترام للراي الاخر..فيه روح الله لان الله رب السلام...طبعا نتيجه الاجتماع كانت طيبه وهانذا اممي وكوشي ومسيحي لان الله رتب لذلك الاجتماع أن يقام..جميل ربنا
....
اراك لاحقا وواصل التفكير والتفكر ونعم للحريه

( قــل انما اعظكم بواحدة ان تقومو لله مثنى وفرادى ثم تتفكرو ) قران كريم


الاستعراض جميل جدا للكتاب


بقرأ وبجــى راجع باكثر من تؤدة

Quote: في المسيحيه هنالك حريه تجعلك الاقتراب من النص دون خوف او وجل وهذا اتاح لي فرصه كبيره لمزيد من التفكير والتبحر والخطاء نفسه ليس عيب ولكن العيب الاستمار في الخطاء.. كمسيحيين لانصدر فتاوي ولكن نقترب من كلمة الرب كالاطفال وهدفنا التعلم وحافزنا مجد الرب..

العزيز Muhib
لك الاجلال والتقدير ولمداخلاتك الثرة
الشخص الثانى من المفكرين الاحرار الذين يحدثنا عنهم المؤلف هو حنين بن اسحق
الذى ينتمى الى قبيلة العبادين، وهم مسيحيون عرب لعبوا دورا في حياة المملكة اللخمية
لكن قبل ان نعود لحنين احكى لك هذا الموفق الذى كنت شاهدا عليه فى عام 2005م فى مؤتمر
حوار الاديان الذى يعقد سنويا بدولة قطر وقد كنت مشرفا على فريق الترجمة الفورية لفعاليات
ذلك المؤتمر وهو يركز بشكل اساسى علا الاديان الثلاثة
اليهودية والمسيحية والاسلام . في واحدة من جلسات المؤتر هاجم احد المحاضرين المسلمين
المسيحين وركز فى ورقته بشكل عنيف على أكل لحم الخنزير وعاب عليهم هذا المسلك وكان المعقب
على تلك الورقة من الجانب المسيحى احد العلماء المصرين قال هو مبتسم وبهدو ياشيخ ... مش لحم
الخنزير هذا مافيش مشكلة ممكن التخلص من كل الخنازير بالدبح او منعها من التكاثر وينتهى الامر
ابس انتوا يامسلمين ادونا من عندكم تحت الاربعة زوجات ..

Quote: بقرأ وبجــى راجع باكثر من تؤدة

بدرالدين اسحاق
لك التقدير
سرنى مرورك وفي رجاء عودتك

يمضى بنا المؤلف في حديثة عن ابن المقفع ويقول:
وبصورة أعم، نستطيع أن نستشف نبرات نيتشوية فى
ملاحظات كاتبنا الفارسى الذى استنكر، فى معرض كلامه
عن قصص العقوبات الإلهية، سماتها(البشرية، البشرية
أكثر مما ينبغى ) فهي قصص لاتخلو من تهافت إما بسسب
التفاوت الكبير بين الواقعة المحكية وبين اخراجها:
فالله يجادل الإنسان ويقول له : (فليدع نادية،سندع الزبانية)
(العلق، الآية18) ثم يفتخر (بغلبته لقرية أو لأمة أهلكهامن
الامم الخالية، وإما بسبب التعارض بين تساميه وبين صورته التى
صورة البشر (ويحور رضاه، إلى سخطه، ومحابّه إلى مكارهه، والخير
لعباده إلى الشرلهم، والرحمة لهم إلى العذاب عليهم. لكن ابن المقفع
يتجاوز محض السخرية ليرهص بوضوح بآليات الضغينة ونقلاب القيم التى تقلب
الاحكام إلى نقيضها تبعا للظروف، فيقول : (وانزل ملائكته فاذا غلبوا عدوا قال
أنا غلبته، وإذا غُلب له وليّ قال أنا ابتليته)
ولسوف ينكب المتكامون على الرد على المعارضات الأولى نقطة نقطة ولكن يبدو فعلا
أن لا أحد لاحظ أهمية هذه المعارضات الأربع الأخيرة . ذلك أن تصور علم الكلام للعقل
بوصفه مجرد أداة جعله يحصر ردوده إما بالتهجم الأخلاقى وإما بالتسفيه الشخصى .
هكذا لم يقيّض له قط أن يطرح تساؤلات حول مسلمات التفكير المسبقة.

Quote: الكلام لابن المقفع: الدين تسليم بالإيمان والرأى تسليم بالإختلاف فمن جعل الدين رأي عرضة للإختلاف من جعل الرأى دينا قدسه

Quote: الفكر الحر هو ظاهرة ذاتية وأصيلة في الحضارة الإسلامية

يمضى بنا المؤلف فى حديثه عن حنين:
بيدو للوهلة الاولى أن حنين بن اسحاق يختلف في كل شىء عن ابن المقفع
فقد عاش هذا الاخير فى فترة تاريخية مضطربة : (أزمة الحكم الأموى وانتصار
الثورة العباسية. أما حنين فعاش بعد ابن المقفع بقرن وعاصر الخليفتين
المأمون والمتوكل، أى في أوج الخلافة العباسية التى نجمت عن تلك الثورة
كان الاول فارسيا واعتنق رسميا دين العرب المنتصرين، ولكنه لم يتعامل مع
هذا الدين إلا من المنظور الاجتماعى وانكب فى دخيلته، على امثلة الدين الذى
لم يزال يقيم على اعتناقه، والذى بدأ يؤول إلى ظاهرة غرائبية. أما حنين
فهو عربى، ولكنه عربى مسيحى، أى انه ينتمى الى دين وجد فى البلاد قبل دين
السلطة. وابن المقفع هو أديب، يتعامل مع اللغة بمهارة متميزة، مع مايترتب
على ذلك من تعقيد نفسى يتجلى فى مزجه بين المهارة والسذاجة، بين الحنكة
الدبلوماسية والإغتياظ العنيف، بين الانصياع للنظام القائم والتمرد عليه
انطلاقا من موقف مثالى. أما حنين فكان علميا مولعا بالدقة والتمحص، ولم يسع
الى الأسلوب المنمق، وهذا يبعده عن ابن المقفع وعن التراث العربى الجاهلى
الذى استعادته الحضارة الاسلامية.
ومع تباينها الشديد فان موقفهما متشابه بالنسبة للإسلام، دين السلطة.
....

ينتمى حنين بناسحاق الى قبيلة العبادين، وهم مسيحيون عرب لعبوا دورا في حياة
المملكة اللخمية، التى قامت فى شمال شبه الجزيرة العربية، وغالبا ما كانوا
يتناحرون مع الغسانين الذين كانوا يقيمون الى الغرب منهم. واللخميون كانوا
تابعين للفرس، بينما كان الغسانيون يدورون فى فلك بيزنطة، وقد ساهمت القبيلتان
في اقرار العرب على الساحة الدولية آنذاك، وفي تهيئة الاتصالات بين الفاتحين الجدد
وبين الحضارات الكبرى التى خضعت للاسلام . ويجب القول أخيرا إن العقيدة النسطورية
التى كانت عقيدة حنين، علرفت ماضيا معقدا. فقد نشأت في إطار بيزنطة التى طردتها
من ديارها، فأباحها الفرس الذين كانوا يناوئون الإمبراطوريةالمعادية

تناول المؤلف في كتابه من المفكرون الاحرار
بجانب ابن المقفع وحنين ابن اسحاق الوراق وابن
الروندى وحيوية البلخى وابوبكر الرازى وابوالعلاء المعرى
ورامون لول وابن كمونة

يقودنا المؤلف الى ابوالعلاء المعرى بقوله:
مسألة التعبير الأدبى ..مثال المعرى (القرن الخامس /الحادى عشر
إن معيار الجمال الشكلى يلعب دورا رئيسيا في الحضارة العربية.
وعلى الرغم من ذمّ النبي محمد للشعراء فقد اضطر إلى التنازل لهم
بصدد جوهر الأمر، لأن الصحابة كانوا متشربين لأشعارهم ولايستطيعون
التخلص والاستغناء عنها. وقد اكتفى بالأمر بقتل الذى هجاه، بل أمر
باعدامه جهاراإذ كان في موقع قوي. ولكنه لم يسطتع شيئا إزا شعر الشاعر
إذا هناك فاصل بين منتج النص والنص نفسه. فاذا استُنهك النص فى مجرى
الأحداث، ولم يكن له إلامحض أثر نفسى تكفّل مجرى التاريخ وناموس المنتصر
بطمسه اوإنسائه. أما إذا كان النص يجسد معيار الجمال الشكلى بدرجة عالية
فلا يمكن عندئذ المساس به، وسينتقل إلى خلاف مهما كان مضمونه. والعلاج
الوحيد الذى يمكن اللجوء إليه عندئذن هو تعديله من الداخل،طبقا لنظام
(المعارضة) لجعله ينطق بشىء آخر، أو على الأقل للتخفيف من حدته. وغالبا
ماأعادالأخباريون بناء مضمون بعض الأبيات الجريئة لأنها تشكل محور أخبارهم
ولكن البيت نفسه يمكن أن يوجد في مكان آخر وقد قُُلب ضد شخص آخر فيخفف تأثره
الأول بل يلتغى.



نواصل ...

ولد ابوالعلاء احمد بن عبدالله المعرى عام 636/973 في معرة النعمان
في شمال سوريا. وكان ينحدر من أسرة مرموقة ضمت مجموعة من الفقهاء
والشعراء المعتبرين . ولكن الجدرى ذهب ببصره عندما بلغ الرابعة من
عمره. فعوض عن هذه الاعاقة بمواهب استثنائية، وبذاكرة هائلة خصوصا
فأتاح ذلك له أن يدرس الدين واللغة والأدب العربى في معرة النعمان
وفى حلب القريبة منها. وقام بجولات في شمال سوريا، وربما وصل الى
أنطاكية التى كانت وقتئذ تحت حكم البيزنطى. وذكر بعض الأخبارين ان
موقفه غير الصراطى قد نجم ربما عن تأثر بأحد الرهبان. واقام ايضا
في بغداد مدة سنة ونصف، وكان عمره قد ناهز الخامسة والثلاثين، وفيها
تردد على ادباء عديدين. وبعد ان توفى ابوه رفض ان يتزوج كى لا يجني
على احد، وحبس نفسه في بيته داخل مدينة يهددها الروم. درس فيها اللغة
والادب العربى من الطلاب الذين قدموا من بعيد، وزارفيها عدد كبير من
الشخصيات، وراسل مجموعة من الناس. توفي في معرة النعمانسنة 1058/449





نواصل

الكلام لابو العلاء المعرى:
كتاب محمد، وكتاب موسى
وإنجيل ابن مريم، والزبور
نهت أمما، فما قبلت، وبارت
نصيحتها، فكل القوم بور

الكلام لابن المقفع:
القلم بريد القلب، يخبر بالخبر، وينظر بلا نظر