وتنطوي صفحة ممتعة للفن والإبداع .. وداعآ إستريو الخرطوم بالدوحة

في الثمانينات كنا نسعى لإغتناء شرايط الكاسيت الحاوية لأفضل الأغنيات
وتكتمل متعتنا بصوت مترع بالفرحة لفتاة صغيرة تقول :
مع تحيات إستريو الخرطوم بسوق العلي في الدوحة تلفون ******
وكانت أرقام تلفونات الدوحة أيامها ستة قبل إضافة الأربعة

وتنقل أستريو الخرطوم من سوق العلي حتى إستقر به المقام في سوق الدوحة
الطابق الثاني حيث تستقبلك إبتسامة صاحبه ، محمد حسن خضر الناصعة بطرف قصي
حيث غالبآ يكون في الطرف الأخر مبسم يخفف لسعة النكوتين من سيجارته العاشرة
ومابين لفافة أو أخرى ، يتوقف ليرتشف من الشاي المعنع أو ليحكي لك طرفة
أو لإقناعك للمساهمة في عمل خير أو فعل إبداع
إنسجام تام بين المحل وصاحبه ، فكما يزخر المحل بتراث وتاريخ غنائي مجيد
وأخر مواكب وجديد تعبر عنه شرايط الكاسيت الموزعة بعناية ومهنية عالية
وبين حكايات محمد حسن خضر عن أم درمان وحي البوستة العريق ، ومدن الإغتراب
في ليبيا والسعودية حتى حط به الرحال في الدوحة حيث أضاف لها وأثرى لياليها
بالسهرات الحميمة التي يلتئم فيها شمل الأصدقاء والخلان ، أو بالحفلات المحضورة حيث يحرص
على إستضافة رهط من الفنانين في الأعياد والمناسبات فشهدنا عثمان حسين
وكمال ترباس ومحمد ميرغني ومجذوب أونسة وندى القلعة
وراعى عشفنا التاريخي للجار الشرقي حيث الهضبة وفنها العالي
ها انا أحكي عن محمد حسن خضر في ذات اللحظة التي أكتب فيها عن إستريو الخرطوم
ألم أقل لكم أن الإنسجام تام بينهما ؟
ولم يكن المحل مجرد محل لبيع الأغاني ولكنه كان ملتقى للأصدقاء وبؤرة لحوار لاينقطع
ولايمل حول الفن والرياضة ، ومحمد حسن خضر رياضي مطبوع وهلالابي صميم
فتلاقت في رحاب إستريو الخرطوم وعند أريحية محمد حسن أفضل ماعندنا من كفر ووتر

سنة التطور والنهضة العمرانية في مدينة الدوحة قضت بهدم منطقة الأسواق حيث سوق الدوحة
الذي يحتل الطابق الثاني منه بجدارة وإستحقاق إستريو الخرطوم

تنطوي صفحة ناصعة من تاريخ السودانيين في الدوحة إثر تصميم محمد حسن خضر
بأن يتوقف عند هذا الحد فقد تعب من الترحال
وأن له أن يحط رحاله

علينا أن نودع إستريو الخرطوم بمايليق به من إعتزاز وتقدير وعرفان وإحتفاء
وخير وداع ممكن أن ينتقل إستريو الخرطوم ليزين مكتباتنا الغنائية في بيوتنا
فلنحرص جميعآ على إغتنام فرصة التصفية النهائية التي يجريها محمد حسن خضر
في غضون الأيام القليلة القادمة لننتخب من كنوزه مانقدر عليه

عزائنا ان :
-إستريو الخرطوم سيكون حاضرآ في بيوتنا سنولج فيها :
عثمان حسين ومحمد وردي وسيد خليفة وأبوداؤود والأجيال المتعاقبة
زيدان وأبوعركي وهاشم ميرغني
والأصوات الجديدة نبوية الملاك ومحمد زمراوي
-
محمد حسن خضر سينجح فيما أختاره من نشاط جديد ومختلف

قول حاجة غير كده يا ابو ساندرا..
في اول زيارة لهذا الاستريو منذ زمن بعيد وانا اتلفت في شوارع الدوحة برلوما
رايت فيه المبدع الراحل هاشم ميرغني وكان حلو الحديث وعالي المرح وكان هنا ايضا محمد الحسن
الذي صار صديقي ومصدرا لنا في ليالي الغربة اجمل الالحان واشجاها.فعبره حلقنا مع كابلي
طويلا في ليالي الغربة القاسية ومنحنا عركي ذادا ودهشة لا تتكرر ابدا الا في حضور سي ديهات
ابراهيم عوض ولحن الحياة بصوت الشفيع واخري بالثنائي الخطير زيدان والخالدي..
استريو الخرطوم في موقعه ذلك كان حديقة ومرفاء وشعلة تبث الفن السوداني في وسط هذه الفيافي
البعيدة وارتبط به كثيرا كل سودانيي الدوحة ...
كل الشكر والتحية للاخ محمد الحسن علي تلكم الفرحة التي اهدانا لها بوجوده ونشاطه المميز
ونتمني له التوفيق في كل خطوة قادمة...
ولا عزاء لنا فنحن جوعي لكل الفن السوداني الجميل..

وصدق كيكي حين قال :

Quote: استريو الخرطوم في موقعه ذلك كان حديقة ومرفاء وشعلة تبث الفن السوداني في وسط هذه الفيافي البعيدة وارتبط به كثيرا كل سودانيي الدوحة ...

بالفعل يا عبدالكريم ظل إستريو الخرطوم متكأ لنا لسنوات طويلة
نغشاه كلما داهمنا جفاف ، فنعود تريانين غناء وجمال