اين نحن من هؤلاء ؟

اطلعت -مصادفة - على عقد عمل لسائق خاص اندونيسى موثق يبدو انه من اربع صور واهم ما لفت نظري ان جميع البنود منصبة فى صالح هذا العامل وان سلطات بلده هى التى وضعتها والزمت صاحب العمل بالتوقيع عليها كشرط لحصوله على خدمات هذا العامل وبالتاكيد فان صور العقد تعنى متابعة تلك السلطات لتنفيذ البنود الموضحة والتى تشمل حتى طريقة السكن والعلاج وطبيعة العمل وحسن المعاملة الى اخره .
وعند الانتهاء من هذه الرحلة الشيقة بين بنود العقد عمدت الى طرح عدد غير يسير من الاسئلة التى امل ان اجد بعض اجابات عليها عبر هذا المنبر :
هل توجد احصائيات (مقاربة للدقة ) لحجم السودانين العاملين بالخارج - طبعا - بما فيهم من سافر للعمرة او الحج واستقر به المقام لسنوات طوال او من هاجر بغرض الزيارة واعجبه الحال فكابد لتحسين اوضاعه
كم عدد المؤهلين الذين يعملون فى غير مؤهلاتهم خارج الوطن
هل توجد صور غقود -حتى ان كانت وهمية - فى دوائر الهجرة السودانيه ؟
كم مرة سافر وزير العمل السودانى للخارج لمناقشة ومعالجة قضايا بعض رعاياه بالخارج او توقيع اتفاقيات عمل وايجاد فرص محترمة حتى كالاعارة مثلا
ما مدى مصداقية الوثائق الاضطرارية التى تمنحها السفارات للبعض حتى يتمكنوا من مغادرة البلد المضيف ؟
واترك لكم مجالا ارحب لطرح بعض تساؤلاتكم ولا اعدكم بالحصول على اجابات عليها

فى مصر تم استحداث ادارة تابعة لوزارة الخارجيه مهمتها معالجة مشاكل العاملين بالخارج واسترداد حقوقهم المسلوبة فى بلاد المهجر
فى مصر ايضا يتم اعطاء اجازة للعمل بالخارج تجد سنويا الى ان يبلغ العامل سن القاعد وخلال هذه الفترة تظل فرصته فى العمل محفوظة متى قرر الرجوع وتتم ترقيته وتعديل راتبه اسوة برفقائه هناك نظير دفع قسط التامين (للمعاش ) وليس ضريبة .
ونسمع بين الحين والاخر ان وزير العمل فى بلد ما سافر لفض نزاعات بين رعايه والبلد المضيف .
الدولة قبل البترول كانت تعتمد فى ميزانياتها بقدر كبير على ضرائب المغتربين ومع ذلك تكون التقديرات وهمية لعدم وجود احصائية دقيقه .
اعرف وبالاسماء اعداد كبيرة حالت ظروف قاهرة بينها وبين العودة للسودان بل ان بعض الاسر بقيت تكابد وراعيها بين القضبان عدلا ام ظلما وبقيت اسر اخرى مات راعيها وفضلت ام العيال البقاء لتربية ابنائها فى المهجر وامثلة اخرى لا حصر لها
اين نحن ؟

فى كل بقاع الدنيا تحتجز سلطات الميناء او المطار القادميين بفيزا او وثيقة سفر اضطرارية وليس معهم جوازات سفر على ذمة التحقيق لحين اكتمال التحريات بشأنهم ومعرفة شخصيتهم وكل ما وراءهم اما عندنا فقد فتح ذلك الباب لمن شوهوا صورة السودان تماما فكل من وجد فرصة للنيل من صاحب العمل تحجج بانه قدم للعمرة وسافر او سلم نفسه للترحيل وهناك ربما وجد الترحيب اليس الامر بحاجة لمراجعه ؟

كيفك يا فردة وإيه أخبارك..
معاذ أسمح لي أقول ليك إنك متفاءل جداً..
يا أخي إذا كان الدولة ما معترفة بينا نحن ككائنات بشرية
فكيف تنادي وتطالب بحقوقنا؟
الدولة هي نفسها التي شردتنا فكيف تحمينا؟
يا اخي نحن نمشي طائعين مختارين للسفارات والقنصليات عشان
ندفع شيء مأخوذ مننا عنوة واقتدارا، وبعد ترجع السودان
وتبرز ايصال الدفع لا يعتد به ولا يعتبر وعليك أن تعيد الدفع.
نحن الدولة الوحيدة التي تكذب أجهزتها التنفيذية سفاراتها وقنصلياتها..
نحن خارج نطاق الكرة الأرضية، ولا ينبغي لنا أن نطالب بأي شيء..
تقتلنا المآسي كل يوم ألف مرة ولا من مجيب..
أنسى إنو عندك وطن وحاتكون مرتاح..
أخد نصيحة أخوك..

بالمناسبة فرغلي عامل ليهو حلة معتبرة بهناك لكن شطتها زايدة حبتين..
تعال شيل ليك كضم كضمين..
مع السلامة..

شكرا (ود البشير ) على مرورك
نحن لا نطلب اكثر مما نستحق ولكنا ننادى فقط (بالاغتداء) بمن حولنا
وان نعمل على حماية رعايانا من ظلم الاخوان والاشقاء وحماية سمعتنا
وانفسنا من ابناء جلدتنا الذين يغتنوا ويهربوا الى احضان الوطن
ونعينهم على ذلك
دعوتك لحلة فرغلى تجد منا الاهتمام والشكر
وفى انتظار (الحلة الكبيرة )