الا ... تدميرا كاملا من الله

ما زال السودان متفككا سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا.. فلا سلاما صادقا انعكس بايجابياته على المواطن السودانى الصابر منذ عام 1956 ولا رخاءا وتقدما فى الخدمات الصحية والعلاجية والسلع الغذائية... فما زالت الحرب قائمة وان كانت سرا وما زالت الثقة مفقودة بين الطرفين وكلاهما على شفا الهاوية واضعين أياديهم على قلوبهم مما سيحدث مستقبلا... ما زال الشرق ملتهبا وكذلك الغرب... كما أن الشمال له فلسفته فى هذا السلام الركيك.. والجنوب فى الانتظار والاستعداد لأى مفاجاة قد تحدث بين ليلة وضحاها
وما زال الترابى ومن معه يخططون من جديد للجلوس على كراسى السلطة ليحكموا الشعب السودانى وليس السودان... ما فعلته الانقاذ لم يفعله أحد من قبلها حيث ما زالت مستمسكة ومتمسكة ومتشبثة... كان عليها أن تدخل الكل فى حكم وشؤون البلاد وكان عليها أن لا تعمل على اعادة التسمية فى التشكيل الوزارى الجديد... كان عليها أن تحاكم عبد الرحيم محمد حسين على فعلته السوداء... وأن تقدم كل اللصوص الى المحاكمة العادلة كالحسينى وعلى الحاج ويوسف عبد الفتاح وغيرهم من أصحاب السعادة والجيوب والعمارات الشواهق.... كان عليها أن تلغى الضرائب والقبانات وكان عليها أن توظف أبناءها من خريجى الجامعات بمختلف تخصصاتهم واتجاهاتهم... كان عليها مراجعة أموال الزكاة وتوزيعها على مستحقيها... كان عليها توفير العيش الكريم للمواطن الذى عانى طويلا ومازال يعانى... فبعد كل هذا ما زال الحال يزداد سوءا يوما بعد يوم الا أن يأتى تدميرا كاملا من الله ليحق الحق ويبطل الباطل ويولى الله من يصلح من أبناء الوطن الصالحين والحريصين على تحقيق العدالة والمساواة بين الجميع فى اطار من الحرية والديمقراطية والتعددية فى وطن واحد يسع الجميع......