فرنسا: انتفاضة الضواحي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية

فرنسا: انتفاضة الضواحي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية


11-08-2005, 02:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1131457936&rn=0


Post: #1
Title: فرنسا: انتفاضة الضواحي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية
Author: ghariba
Date: 11-08-2005, 02:52 PM

فرنسا: انتفاضة الضواحي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية
8-11:
لم يجد الحزم الذي أبداه الرئيس الفرنسي جاك شيراك اول من امس، نفعا في تهدئة خواطر مثيري الشغب واعمال العنف، بل جاءت بنتائج عكسية. فالعنف تزايدت حدته واعمال الشغب طالت مزيدا من المدن والضواحي وأخذت تضرب في كل الأنحاء والمناطق من شمال البلاد الى جنوبها ومن غربها الى شرقها. وتفيد آخر الارقام التي اعلنتها الشرطة الفرنسية امس الى انه تم احراق 1408 سيارات واعتقال 395 شخصا في فرنسا ليلة الاحد الاثنين، وهي اكبر حصيلة منذ اندلاع اعمال العنف التي استمرت احدى عشرة ليلة على التوالي.
وانطلقت هذه الاضطرابات اثر مقتل شابين من اصول مهاجرة عرضا قرب باريس بعدما اعتقدا ان الشرطة كانت تلاحقهما. وسرعان ما انتشرت اعمال العنف في الضواحي الفقيرة حيث تشكل البطالة والفشل الدراسي والشعور بالتهميش خليطا متفجرا.

Post: #2
Title: Re: فرنسا: انتفاضة الضواحي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية
Author: القلب النابض
Date: 11-08-2005, 03:15 PM
Parent: #1

غزة في باريس
2005/11/07

د. عبدالوهاب الافندي
(1)
الانتفاضة الشبابية التي تشهدها هذه الايام ضواحي باريس (ومدن اخري) وخصوصا في المناطق الفقيرة التي يقطنها المهاجرون فاجأت العالم ولكنها لم تفاجيء الكثيرين من العالمين ببواطن الامور في فرنسا الاخاء والحرية والمساواة. فحينما يتعلق الأمر بالمهاجرين في فرنسا، فان نصيبهم من الحرية أقل بكثير مما يرضي كرامة الانسان، اما المساواة فهي اقل من ذلك، والاخاء يكاد يكون معدوما.
(2)
كأن اكثر ما صدمني خلال اقامة قصيرة في فرنسا في مطلع الثمانينات هو حجم المشاعر العنصرية التي تفيض بها مساحات المجتمع الفرنسي، والتمايز الشعوري الذي يغذيه من جهة ما يشبه الفصل العنصري في السكن بين المهاجرين الفقراء وبقية المواطنين، ومن جهة اخري استهتار الشباب المهاجرين، وخاصة من شمال افريقيا، بسهولة اللجوء الي العنف. هذه الاوضاع ما كان يمكن لها ان تستمر، وكان لا بد ان تؤدي الي انفجار من نوع ما.
(3)
حينما تتفجر انتفاضة عارمة مثل تلك التي نشهدها في باريس هذه الايام، فان البحث عن الأسباب لا يكون بالحديث عن الفقر والاوضاع الاجتماعية المتدهورة وغياب الفرص الخ. فلو كان الامر كذلك لكان العالم يعيش اليوم انتفاضات لا تنتهي، اذ ان تسعة اعشار سكان العالم يعانون من مشاكل من هذا النوع.
(4)
الانتفاضات الكبري العامة او الجزئية بدءا بالثورة الفرنسية نفسها، ومروراً بانتفاضة السود في الجنوب الامريكي في الخمسينات وفي جنوب افريقيا في السبعينات وفي بريطانيا في الثمانينات، وانتفاضات السودان واليونان والفيلبين واندونيسيا ولبنان وايران، وبالطبع، فلسطين، تنفجر عندما تتوفر شروط معينة. اول هذه الشروط وجود وحدة شعورية من قطاع واسع من افراد الشعب، غالبا بسبب شعور مشترك بالظلم والغبن والتمييز. وثانيا تدهور عام في اوضاع الناس بحيث لا يكون هناك ما يخسره من يشارك في اعمال العنف. وثالثا وجود جهة محدودة يتم تحميلها المسؤولية في الظلم الواقع. واخيرا لا بد من واقعة معينة تجسد الظلم الواقع علي الجميع في اجلي مظاهره، وتكون الشرارة التي تفجر الغضب الكامن والمشاعر المكتومة، وتجعل المظلومين يكتشفون وحدتهم وقوتهم من خلال الشعور المشترك بالغضب.
(5)
مثلما فعلت امريكا في الخمسينات، فان علي فرنسا ان تنظر الي نفسها في المرآة بعناية بعد هذه الاحداث، وتكتشف ما كانت تجتهد في تجنب اكتشافه.
(6)
اذا كانت هناك كلمة سحرية يمكن ان تختصر جذور وابعاد الأزمة التي تجد فرنسا نفسها فيها اليوم، فان هذه الكلمة هي الجزائر . الجزائر تلخص حالة فصام الشخصية المزمن الذي ظلت فرنسا تعاني منه منذ ايام الجمهورية الاولي. فصورة فرنسا عن نفسها كجمهورية ديمقراطية ظلت دائما تصطدم بممارساتها البربرية تجاه المستعمرات، وهي ممارسات تجلت في ابشع صورها في الجزائر.
(7)
الجزائر عادت لتخيم علي سياسة فرنسا مجددا بعد ان دعمت فرنسا الانقلاب العسكري في عام 1991 ووجدت نفسها طرفا في الحرب الاهلية، مما جعلها تعيد صياغة قوانينها بصورة هددت الحريات المدنية وعمقت العنصرية المتأصلة في اجهزة الشرطة وآليات فرض القانون. وقد ساعد هذا ايضا في صعود التيارات اليمينية وتحول احزاب الوسط نحو التطرف اليميني.
(
هذه التيارات والتوجهات وجدت بدورها تجسيدا حيا في شخص نيكولاس ساركوزي الذي فجرت تصريحاته العنصرية الازمة الحالية، ساركوزي المهاجر من شرق اوروبا ركب موجة العداء للاسلام، وتصدر الحملة لفرض الحظر علي الحجاب وشن الحملة علي المسلمين. واذا كان لهذه الاضطرابات اي ناحية ايجابية فهي انها دمرت عمليا طموحات ساركوزي الرئاسية، ولكن الحل الاخير لن ينتهي بتهميش ساركوزي، بل بالقضاء علي الساركوزية، علي العنصرية التي تتزيا بزي الدفاع عن قيم الجمهورية.
(9)
ربما كنا نشهد بالفعل اليوم بوادر ثورة فرنسية حقيقية تؤدي حقيقة لا مجازا الي حرية واخاء ومساواة.. ربما!

Post: #3
Title: Re: فرنسا: انتفاضة الضواحي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية
Author: محمد عيد الله
Date: 11-08-2005, 11:41 PM
Parent: #2

سبحان الله ويقولوا علينا عنصريين !!!!