تمحيل (localization) الثقافـة السـودانيـة فى المهجــر

هـذا الموضـوع قـد لا يعنى الكثيـر من الناس.. ولكن البعض منا يحتاج الى اهميـة أن يوفق بين الثقافـة الســودانيـة (أو عفوية التصـرف ان اردت الدقـة) وبين ثقافـة البلـد التى يعيش فيهـا، خاصـة فى الغـرب. فإن بعض السـودانيين العذابـة يسكنون فى مسكن واحـد.. وهـذا الأمـر غريب عند الغربيين.. وفى بعض الحالات يعنى أحـد أمرين: أما أن يكونوا إرهابيين Islamic militants إذا كانوا أكثر من اثنين، أو شـواذ إذا كانوا إثنين.. والأدهى والأمـر هـو عاداتنـا التى ننقلهـا بدون مونتاج.. وكمثال لذلك، دخل بعض الشبـاب السـودانيين إلى نادى، وبدأوا يرقصـون مع بعضهـم (بالطريقـة التى يعرفهـا الكل!!).. فما كان من رواد النادى إلا أن خرجـوا وتركوا لهـم الحفل!! وبعض قليل إقترب منهـم صاحب المحل وقال لهـم بكل أدب، أن هـذا النادى للمستقيمين فقـط (for straight people only) !! وطبعـا أصحابنـا لم يفهمـوا أى شئ.

فهل من نقاش لهـذه الظاهـرة.

طبيب سوداني كان في بداية حياته المهنية " سايكاترست" وبيحي الحكاية دي طوالي للعظة والعبرة.

يريد ان يجلس مع مريض نفسي ... الشئ الطبيعي ان يتحكم الطبيب في فتح الباب ومكان جلوس المريض , لسلامته ولان قانون البلد لا يحميه أذا وقع من المريض عليه اي تصرف فهو المسؤول .
بظرافة شديدة المريض قال للطبيب اتفضل الطبيب قال ليه لاوالله انت اول ,,, ونسي ان هذا الذي أمامه عليه ان يتعامل معه بحزم ويستعين بالممرضين من العاملين لكن هذا الطبيب , بطيبة أهل السودان دخل المكتب قبل المريض, ودخل المريض خلفة ووضع الكرسي على الباب بعد ان اغلغه. هنا انتبه الطبيب انه اخطأ خطأً فادحاً وان عليه ان يتصرف, بدأ يسأ في المريض انت كويس ما عندك حاجة بس حنديك قليل من العقاقير المهدئة وووو والمريض ينظر اليه بإبسامة حقد,,, وانفجر صارخا , انت جزء من المؤامرة انت ,,, وانت ,,,,وانت...
الطبيب ما عرف يتصرف ... فبحمد الله المريض حاول التحرك فأحدث كركبة شديدة علي الباب فانتبهت الممرضة ومن معها للصوت , فتحركوا بعنف نحو الباب واخذوا المريض واعطوه حقنه مهدئة, وربنا ستر على الطبيب . ويقول كلما اتذكر هذا الموقف يتصبب عرقي واحمد الله الذي انقذني ولقنني درساً لن انساه.
كان يمكن ان يتصرف المريض بالضرب للطبيب واذا حاول الطبيب المقاومة وتضرر المريض من هذا الامر لتعرض الطبيب لمحاكمة يمكن ان تؤثر على مستقبله.

وموقف آخر حدث مشرفة طالبات جزائرية تعمل في مدرسة بنات داخلية ببريطانيا ترصدت لها طالبتان لاتحبانها , وفي احدي الايام كانت هنالك طالبة مريضة جداً , فأشفقت عليها هذه المشرفة وجلست معها في الغرفة وزميلاتها بالغرفة غير موجودات, وقانون البلد لا يسمح لناضج ان يختلي بتلميذ صغير دون -الثامنة عشر- اعتقد-, وهنا وجدت الطالبتان ضالتهما وهن يعرفن قانون البلد , فذهبن الي مدير المدرسة , المشرفة الفلانية كانت موجودة مع الطالبة الفلانية في غرفتها لوحدها وهذا ضد قانون البلد إما ات تطرد المشرفة وأما نبلغ البوليس الان فما كان من المدير إلا ان طرد المشرفة في الحال.
اوردت هاتين القصتين لان بعض الناس في الغربة يقع في اخطاء اختلاف الثقافات دون ان يشعر
لهذا يجب ان نعرف ثقافة وقانون البلد حتي لانقع في مثل هذه الاخطاء القاتلة.

هل لكم من حكاية

فى انتظار المزيـد من التعليقات والنقاش

الاخ ابو الريش
كل سنة وانت طيب
والله كلامك صاح مع انه الناس ممكن تستفيد من تجارب بعض ... لانه والله الطبيب الحصل يه الموقف دا قال لحدى الان إذا تذكرت هذا الموقف اتصبب عرقاً من الغباء الذي تصرفت به.

وقصة أخرى حدثت لعربي رزق اربعة بنات ... وبعدهن رزق ولد فرح به فرحاً شديداً وتعرف طريقة احتفاءنا بالاشياء .
فكان هو وزوجته يصورون ابنهم في كل حالة نائم وصاحي , يأكل , يضحك ,,, يبكي ,,وهم يغيرون ملابسه يحمةنه ,,, الخ وفي احدى المرات والده يغير له في ملابسة وقبله في بطنه
وصورته الزوجة السعيدة بإلنها.
وأُرسل الفلم للتحميض ورأى صاحب الاستديو الصورة وأرسلها للبوليس وحضر البوليس الى المنزل واخذ الابن الفرحانين بهو ,,, ودخلوا في محاكم وبلاوي الى ان رجعوا الابن وغادروا بريطانيا.

اختلاف الثقافة , ومشاكل المجتمع المختلفة دائماً تدخل الآخر في محكات صعبة ودروس قاسية.


خذوا العبرة

الأخ أبو الريش تحياتي
موضوع فعلا مهم جدا وياريتك لم تختصرة كذلك(اسهب في ذكر الأمثلة التي تعرفها)وإن شاء الله المتداخلين ماحايقصروا .
بالنسبة للسودانيين في الدول العربية المشكلة أخف لانهم بيعرفوا يتعاملوا مع المجتمعات العربية وهي لها ثقافة أو خلفية عنا (منها الإيجابية والسلبية).

قابلت إيطالي رحالة (بدراجة نارية)في أحد الدول العربية تجاذبنا أطراف الحديث,سألته عن المجتمع الإيطالي وسألني عن المجتمع السوداني
ذكرت له طريقة السلام بالحضن(بين الرجال)وياليتني لم أذكره, وكما قلت أنت الحل في الحكاية عايزة منتاج

Quote: والأدهى والأمـر هـو عاداتنـا التى ننقلهـا بدون مونتاج..

Quote: ذكرت له طريقة السلام بالحضن(بين الرجال)وياليتني لم أذكره

هو حضن وبس.. هسى لزومو شنو لما الواحد يعصـر اخوه عصـر وهو يفول اححححححححح حى!! تقول شنو فى زى دا?

عزيزنا ابو الريش
كل عام وانت بخير
اعجبتني ترجمتك اي التمحيل ,
وسنتطرق لذلك في محورنا عن الهوية في :
لاهوت الوردة
حين نتحدث عن العلاقة بين التمحيل والعولمة,
في الجزء الاول المتعلق ب:
الانتماء والعولمة

مع محبتي
المشاء

شكـرا يا استاذنا الخواض وانت جديـر بحفظ الحقوق..
اعتبـر تمحيل دى تحت تصـرفك فى اى وقت! ولعلها المرة الاولى التى ترى فيها هـذه العبارة النور.. ولحسن حظها انها ولدت فى عهـد العولمة الذى بالضرورة يستدعى الحديث عن تمحيل الثقافات المختلفـة.. فارجو ان تخوض هذا البحـر ونحن من ورائك خائضـون.

Up. فوق

كتب السيد أبو الريش :

Quote: البعض منا يحتاج الى اهميـة أن يوفق بين الثقافـة الســودانيـة (أو عفوية التصـرف ان اردت الدقـة)

Quote: وبين ثقافة البلد التى يعيش فيها ، خاصة الغرب

وقد تبدو للقارئ من الوهلة الأولى بأنها محض رسالة تذكير لحملة الثقافة السودانية، حتى يقوموا بالمواءمة بن الثقافة الاصل ( السودانية) والثقافة المكتسبة ( الغربية) لكنها فى العمق تنطوى على خلل فادح فى النظر إلى الظاهرة.
ومحاججتى تنهض على النقاط التالية:
1- التوفيق : إذا حاولنا أن نوفق بين أمرين، بالضرورة يعنى أن هناك تضارب أو إختلاف بين أمريين. المهم نفترض أن هناك تضارب بين الثقافتين على الرغم من أن كلامه حول عفوية التصرف ليس كافيا ، إذ أن بامكانى أن أثبت العكس ( عفوية التصرف ليست دائما سلبية، )خصوصا وإن موصوع عفوية التصرف موضوع عمومى جدا فيه السلبي والإيجابى . يعنى منطقياً لا يستطيع إثبات إطراد موضوع القضية ( عفوية التصرف ) فى كل الأحوال سلباً.
أما أن يأتى ببعض المظاهر السلبية ثم يقوم بالتعميم فهذا خطل كبير
2- ثم إن موضوع العفوية والإريحية يمثل إحدي السمات السودانية البارزة والجميلة، وليس كما أوردها الأخ أبوالريش ، فكيف نقوم بإستبعاد سمات إصيلة من ثقافة بحجة توفيقها( مطابقتها) مع ثقافة غربية ؟
*************
أخى تريث !

Quote: حتى يقوموا بالمواءمة بن الثقافة الاصل ( السودانية) والثقافة المكتسبة ( الغربية)

أخي منصور تحياتي
ذكرت المواءمة,إذا فلنعتبره حد أدني من الإتفاق قبل الإختلاف
المواءمة بدلا عن التوفيق



أرجوا أن تذكر بعض الأمثلة مما عندك عن كيفية المواءمة


*
في هذا المجتمع من يقود سيارتة الخاصة لا يقف أبدا ليحمل أحدا في الطريق (بإعتبار ذلك مشكلة جاهزة)(أعني مشكلة الأوراق الثبوتية ...التهريب,..وحتي الإرهاب)-حتي للسودانيين لايقف.
وأظن أن الوقوف بالسيارة لحمل الغير من شيم السودانيين,وهي خصلة حميدة,لكنهم هنا لايفعلونها.
ولا أدري ماذا تسمي ذلك مواءمة أم توفيق أم تبديل أم مطابقة أم إختلاف,هذا يحدث فحسب.



*

Quote: نفترض أن هناك تضارب بين الثقافتين على الرغم من أن كلامه حول عفوية التصرف ليس كافيا ، إذ أن بامكانى أن أثبت العكس

يمكنك أن تثبت العكس ولكن كذلك يمكن إيراد أمثلة تثبت ما أراد أن يشير إليه الأخ أبو الريش.وطبعا حا نكون سعيدين لو ذكرت الأمثلة ففي الحالتين نحن -نحن المتداخلين-المستفيدين منك وأبسطها نعرف معلومة.الرأي والرأي الأخر وبالأمثلة ياريت...في الإنتظار.
مع خالص تحياتي

Quote: أما أن يأتى ببعض المظاهر السلبية ثم يقوم بالتعميم فهذا خطل كبير

الأخ منصــور،
شكــرا على المشـاركـة وإثـراء الحـوار..
إذاً أنت تعتبـر نوع الســلوك الذى أتيت بطرف منـه سـلوكا سلبيـا..
أما أنا فأرى غيـر ذلك.. أراه سـلوكـا إجتماعيـا عاديـا فى بعض جهات السـودان، ومقبولا فى المجتمـع السـودانى بصـورة عامـة، ولكنه سلوكـا معيبـا فى المجتمـع الغـربى.. فإذا كنت تدعـو الى توحيـد المقاييس العالميـة للسلـوك، فهـذا أمـر أخـر وليس هـو موضـوع هـذا البوست.
ولقـد أسميت هـذا البوست "تمحيل الثقافـة" وهـذا يعنى أن نؤدى نفس ثقافتنـا بما لا يتعارض مع الثقافـة المحليـة فى المجتمـع الذى نعيش فيـه، حى إذا عدنـا إلى بلدنـا، حق لنـا أن نمارسهـا كما هى.. وأعرف ألمانيـا كان يقوم بنفس عادات السـودانيين عندمـا كان فى الخرطـوم، مما لا يستطيـع فعله فى بلاده.. وفى الجانب الأخـر، فقـد أصـدر الجنرال الأمريكى فى حرب الخليـج، اشفارتسكـوف أوامره للجنود فى السعـوديـة، أن لا يمسك الجندى يد الجنديـة وهما يسيران فى شـوارع الريـاض، وقال أن هـذه عاداتهـم وقوانينهـم يجب أن نحترمهـا، بنفس القدر الذى نطلب منهـم إحترام اعرافنـا و قوانينـا عندمـا يأتون إلى بلادنـا.