المؤتمر الوطنى ... الطبع يغلب التطبع!!

المؤتمر الوطنى ... الطبع يغلب التطبع!!


11-01-2005, 06:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1130824719&rn=1


Post: #1
Title: المؤتمر الوطنى ... الطبع يغلب التطبع!!
Author: Abdelfatah Saeed Arman
Date: 11-01-2005, 06:58 AM
Parent: #0



اود فى هذه المساحة الحديث عن ثلاث قضايا جعلت من المؤتمر الوطنى ينطبق عليه المثل القائل " من خلى عادته قلل سعادته." وهى

وزارتى المالية و الطاقة
قفل المطاعم فى رمضان
قضية العاصمة القومية
فى القضية الاولى خرج المؤتمر الوطنى عن روح اتفاق السلام الموقع بينه وبين الحركة فى التاسع من يناير الماضى و القاضى بتقسيم الوزارات الى سيادية و اقتصادية و خدمية و القاضى بان على الطرفين اختيار كل وزارة مقابل اخرى. لكن المؤتمر الوطنى اصر على اختيار الوزارتين معا " وراسو والف حركة شعبية ما يتنازل عن الوزارتين" . مما اغضب بعض قادة الحركة الشعبية وعزز لديهم شكوكهم حول نوايا المؤتمر الوطنى. فما كان من القائد سلفا الا ان يتنازل عن هاتين الوزارتين ليس لان بونا ملوال همس له فى اذنه كما يحلو للبعض قول ذلك!! لان الحركة الشعبية تعتمد على القيادة الجماعية فى اتخاذ القرارات وليس بعلقية "همس لى وما همسته ليه ورغم الظروف ما نسيته" ..لكن القائد سلفا رأى انه من غير المجدى الصراع حول الوزارات وهدم ما تحقق من عودة الى السلام و الوئام وتفائل الكثيرون بوعد الحركة لهم بان لا عودة الى الحرب وليس بالتربع على الكراسى و التطاول فى البنيان.
القضية الثانية هى: قفل المطاعم فى رمضان و اصرار بعض مراكز القوى فى المؤتمر الوطنى بقفل المطاعم فى رمضان و هم بذلك عادوا الى عادتهم القديمة فى السيطرة على مقاليد الامور وكان ليس لديهم شريك فى هذه الحكومة الجديدة ولم يعودوا الى صوابهم الى بعد اصرار الحركة الشعبية على فتح المطاعم و ليس لان الحركة تترصد المؤتمر الوطنى ولكنه ليس من المنطقى اغلاق المطاعم فى رمضان و هناك من هم ليسوا بمسلمين وحتى من هم مسلمون هناك من منهم على سفر و منهم من هم مرضى, وكانهم لم يتعلموا من تجاربهم شيئا.. وعليهم ان لا ينسوا بان هذا الاتفاق ليس كاتفاقيتى الخرطوم للسلام و جيبوتى للوئام و المصالحة الوطنية !! لان هنالك ضمانات اقليمية ودولية و فوق هذا كله ان لدى الحركة عصاَ تهش بها و تزود بها عن نفسها اذا لزم الامر.
القضية الاخيرة هى قضية العاصمة القومية و قبل الحديث عنها نذكر باتفاق القاهرة بخصوص العاصمة القومية بين السيد الصادق المهدى و الراحل المقيم د. جون قرنق و مولانا الميرغنى بخصوص ادارة العاصمة بطريقة تجعل جميع السودانيين يشعرون بان هذه العاصمة تمثلهم, ام هم اكثر اسلاماَ وحرصا على الاسلام من زعماء طائفتى الانصار و الختمية؟!
فى اللجنة المكونة من المؤتمر الوطنى و الحركة الشعبية حول ادارة العاصمة فى الفترة الانتقالية , حدث تباين شاسع فى تفسير بنود اتفاق السلام الخاص بادارة العاصمة , فقال اعضاء اللجنة من المؤتمر الوطنى ان الخرطوم تقع فى الشمال فبالتالى يسرى عليها ما يسرى على ولايات الشمال كما جاء فى الاتفاق لكنهم تعاموا عن النصوص التى تقول بان الخرطوم هى العاصمة القومية للبلاد فعلية يجب ان تدار بطريقة تراعى التنوع الثقافى و العرقى و الدينى فيها وهى عاصمة لكل السودانيين وليست عاصمة ولايات الشمال . ولكنهم كالانعام بل اضل سبيلاَ لانهم لا ينظرون من حولهم و لا الى تجارب الاخرين كواصم دول عربية ومسلمة مثل القاهرة وعمان و المغرب وكانهم اكثر عروبتة و اسلاماَ من تلك الدول. الم يقل لهم اسلامهم بامكانهم ارتكاب اخف الضررين لدرء مفسدة اكبر, وطبعا هذا اذا كانوا يعتبرون ان فى قومية العاصمة ضرر عليهم . فهم يدفعون بالحركة دفعا الى الانفصال, لانه ببساطة اذا كنت من غير المسلمين واردت الاقامة فى العاصمة فبالتاكيد رؤية قاصرى النظر من المؤتمر الوطنى تجعل منى من غير المرحب و المرغوب فى فيهم فى العاصمة القومية وبالتالى تجعلنى افضل الانفصال و الاقامة فى عاصمة تحترم ادميتى و معتقداتى وان كان حرصى على الوحدة كحرص فتاة على شرفها. وليس هناك من عاقل يختار ان يكون مواطن درجة ثانية بمحض إرادته.. نقول لهم اذا كانوا حقا يبغون وجه الله ان يخشوا الله فى هذا الشعب و السلطة زائلة لكن الوطن سوف لهم و لنا و لغيرنا .. فاتركوا زراعة المحن والإحن لان السودان الان فى مفترق طرق وخذوا الحكمة من الشيخ حسن نصر الله امين عام حزب الله اللبنانى الذى يظل يقول ان الشعب اذا كان لا يريد الحكم بالشريعة الاسلامية فلا يجوز فرضها عليه بالقوة حتى يصل الى هذه القناعة بنفسة.