صندوق الأقنعة - مصورة -

صندوق الأقنعة
قصة قصيرة

نهض الرجل من نومه، كان وجهه جامدا دون قناع ، أغتسل وارتدى حلته . فتح دفتر أجندته ليتخير القناع المناسب ليومه هذا ، بالأمس كان اجتماعه مع رؤسائه لذا كان يرتدي قناع المذلة والمسكنة، لكن اليوم فعمله يتطلب مقابلة الناس لقضاء حوائجهم . أخرج قناع اللؤم والقبح ووضعه على وجهه ومضي إلى عمله.
عاد إلى بيته عند الظهيره ووضع قناع اللؤم والقبح جانبا وارتدى قناع العبوس والتجهم ، تناول غداءه وعبس بوجه زوجته متأففا من الأكل ، ثم ضرب أبنائه منتقدا درجاتهم المدرسية ، وسب خادمته مستنكرا مستوى نظافة أحذيته ، ثم تجهم بوجه طفله الرضيع شاكيا من بكائه في الليلة الماضية . بعدها توجه لغرفته ونظر في المرآة وحدق في وجهه العابس فوجده قد أزداد عبوساً . ثم تمدد على سريره ليأخذ قيلولته.
نهض في المساء خلع قناعه العابس وغسل وجهه وغادر بيته سريعا بعد أن ارتدى قناع المرح والمزاح ، متوجهاً نحو المقهى ليلتقي بندمائه ليلعبوا النرد ويحتسوا القهوة ...
قبل انتصاف الليل عاد لبيته ، خلع قناع المرح وارتدى قناع التيوس . ضاجع زوجته وبعد أن أفرغ فيها ما في جعبته، خلع قناع التيوس برفق وفتح صندوق الأقنعة ووضعه بعناية في المكان المخصص له، بجوار الأقنعة الأخرى ثم أغلق الصندوق باحكام ، ومضى بوجه جامد دون قناع لينام من جديد.


"انتهت"

الشفيف

عاطف عبدالله


ياتري كل هذه الاقنعه تكفي عوز حكامنا

متعك الله بالصحه والعافيه

العزيز ود شندي
للأسف حكامنا ومن كثرة كذبهم صارت وجوههم مصانع أقنعة متحركة في كل دقيقة بوجه ولسان مختلف .
خليتك عافية