مقال الأستاذ كمال طيب الأسماء عن مدير الجمارك الذي أوقفته سودانايل بسببه عن الكتابة فيها

لطيش الجماريكي في حضرة التفاح الأمريكي
كمال طيب الأسماء
[email protected]
إذا كنت مكان مدير جمارك السودان الذي استضافه الأستاذ بابكر حنين في برنامجه التلفزيوني لما سمحت لنفسي بالتحدث في الأجهزة الإعلامية أيا كانت صحفا أم تلفازا أم إذاعة حتى لا أكشف عورتي.
فعندما جمعتني هذه الليلة الرمضانية بجمع سوداني مثقف في مدينة تورونتو الكندية وهم يصبون جام غضبهم على الأسلوب "الشوارعي " الذي تصدى به مدير الجمارك لمدير الغرفة التجارية أثناء تناوله لموضوع التفاح الأمريكي ظننت أنهم يتحدثون عن مجرد تعليق غاضب ساقه مدير الجمارك في مواجهة من شاركوه الحديث في تلك الحلقة. ولكنني بمشاهدة تلك اللقطة التي أضحتني وأبكتني في آن واحد أدركت أن في الجهاز الوظيفي في سوداننا العزيز خللا يجب تداركه.
وقبل أن أضيف أي تعليق آخر على ما ذكرت هنا أريد أن أضع أمامكم العبارات والألفاظ التي هاجم بها مدير الجمارك مشاركيه في الحديث :
(شنو تفاح أمريكي ؟؟ أمريكا البتعبد فيها دي !! )
(إنت زول جبان ليس إلا .. إنت ما راجل ؟؟)
(أنا بتكلم معاك باللاوندي ؟؟ أنا بتكلم معاك بالعربي)
يبقى كلام فارغ زي كلام ناس الجرائد) !!

إنني بقدرما أتأسى وأتألم للمستوى الركيك والضحالة الموغلة التي أظهرها مدير جمارك السودان وكشفت عن قدراته المتواضعة في تناول وتحليل الأشياء بقدرما ألوم التلفزيون على فتح باب النقاش قبل تداول الحديث معه، والتأكد مما سيدور في الحلقة حرفيا. وهذا هو ما تفعله تلفزيونات العالم أجمع. وإن الانفعال الناتج عن التفاعل مع القضايا المختلفة يحدث في كل مكان وفي كل مناسبة ولكنني لم أر خروجا عن الآداب بهذا المستوى الذي رأيت. وكان بإمكان سعادة اللواء أن يعبر عن استيائه من العناية الخاصة "الاعتبارية" بالتفاح الأمريكي التي أولاها مناقشوه للتفاح الأمريكي بأن يقول (إن التفاح الأمريكي مثله مثل البضائع الأخرى ولا يختلف عنها في شيئا، وإن الجمارك تتعامل مع بضائع كل الدول بنفس المستوى.
وإن كان قد أراحني لاحقا ما أردفه الأستاذ بابكر حنين من أنه لا يقبل أن يشتم أحد في برنامجه لكنني مع ذلك أرى أن رقابة الجهات المسؤولة في الدولة يجب ألا تفـــوّت مثل هذه الإساءة وهي تصدر من "لواء" يمثل جهازا كاملا من أجهزة الدولة، وعلى الملأ.
إن السؤال الذي أطرحه ويطرحه كل السودانيين الذين يحلمون بالعودة إلى وطنهم للعيش فيه في ظل السلام الجديد هو: إذا كان أبناء السودان العائدون إلى وطنهم سوف يواجهون بمثل هذه العقليات ومثل هذا النمط من التفكير ومثل هذا التعالي من المسؤولين السودانيين، وهذا الدرك الأسفل من الألفاظ فكيف تتحقق العودة؟؟ وكيف يشعر السوداني بأنه عزيز كريم في وطنه بين أهله وناسه ؟؟ وإذا كانت هذه الالفاظ قد وجهت إلى مدير غرفة تجارية، وفي برنامج تلفزيوني يقدمه رجل في قامة وشموخ الأستاذ بابكر حنين فكيف بالمواطن العادي ؟؟ هل سوف يلعن سعادة اللواء أبوخاشو ؟؟ أو يلعن سنسفيله ؟؟ وربما طرده من مكتبه ؟؟
إنني أتوجه إلى مسؤولي حكومة السلام الجديدة في السودان وهم يتولون مناصبهم لقيادة وريادة هذا الوطن الذي أدمت جسده جروح الزمن الرديء الذي مر ويمر به السودان، وأقول لهم : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" واعلموا أن هناك حقوق إنسان تراعى في العالم المتقدم إذا كنا نريد أن نعيش في كنف التقدم والحضارة. ولا أظن إنسان السودان خارجا عن نطاقها. أما إذا كنا نفضل أن نبقى على ما نحن عليه فلا داعي لأن نمد أعناقنا مشرئبين إلى مصاف الدول المتحضرة وإلى عوالم السلام والمحبة.
شكري للأخ الدكتور معز عمر بخيت الذي لفت نظرنا إلى هذه اللقطة النادرة، والتي بإمكان القراء الذين فاتتهم مشاهدتها على الوصلة التالية :




فضيحة كبرى ومهزلة على الملأ.. تعالوا اتفرجوا..

الأستاذ كمال طيب الأسماء أحد العبقريات التي أنجبتها بلادنا فهو قد تخرج متخصصا في اللغة العربية من إحدى كبريات الجامعات السعودية وعمل صحفيا بالمملكة العربية السعودية حيث كتب في صحفها لسنوات إضافة لإسهامات في العمل التلفزيوني وهو يحمل درجة الماجستير من جامعة كندية ويضع الآن اللمسات الآخيرة على رسالته للدكتوراة، وهو شاعر فذ له دوواين منشورة، وهو فنان مرهف يجيد العزف على آلات موسيقية ويتمتع بصوت جميل طالما أطربنا في المناسبات السودانية بتورونتو. وهو ينتمي لعائلة عريقة تضرب جذورها في أرض جزيرة توتي الخضراء وعمه الشاعر المرحوم مصطفى طيب الأسماء الذي له أيضا تسجيلات في الإنشاد الشعري بإذاعة أم درمان والشاعر المرحوم مولانا محمد البدوي طيب الأسماء، وجده الشيخ محمد طيب الأسماء الذي نسخ ديوان شرب الكاس لشيخه الشيخ عبد المحمود نور الدائم فأثبت شيخه اسمه فيه إكراما له.

لقد ظلت سودانايل منبرا للرأي السوداني الحر وأنا استغرب لماذا تم سحب هذا المقال سريعا عقب نشره ومن ثم سحب عموده الثابت بسودانايل المعنون مربط فرس. ما عهدنا سودانايل تخضع للارهاب الفكري فماذا حدث هذه المرة؟

نعم انه سؤال مشروع تحتاج سودانايل الاجابه عليه

ما عهدنا ان تخضع للارهاب الفكرى فماذا حدث لها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الأخوة الأعزاء محمد الحاج وود الزين

تحياتى الطيبة

أرجو أن تسمحوا لى أن أحاول الأجابة على هذا السؤال

سودانايل من أوائل الصحف الألكترونية التى تصدر من الخرطوم , وقد كانت , ولا زالت تحاول جاهدة .. أن تكون , من أقوى المنابر الصحفية المصادمة للنظام الأنقلابى الحاكم فى السودان , وصوتا قويا لكشف الفساد والمفسدين , ومنبرا حرا لكافة ألوان الطيف السياسى والثقافى السودانى , لكن ... كل ذلك كان ولا يزال يتم , ولسنوات طويلة , تحت التهديد والمراقبة والمساءلة والمضايقة الأمنية المتواصلة . وأنا شخصيا كنت من الذين يداومون على الكتابة ونشر المقالات فى سودانايل , وكنت أعلم مدى المعاناة التى تعانيها أسرة تحريرها , وعلى رأسهم الأخ العزيز طارق الجزولى , وفيما يسمح بنشر وما لا ينشر , والوصاية المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية فى الخرطوم , وهذا بالطبع بسبب تواجد سودانايل داخل الوطن .. وفى الخرطوم .
وكثيرا ما تم رفض نشر بعض المقالات لى ولأخرين , الى أن تم أيقافى تماما حتى من التواصل الشخص مع سودانايل , حيث حجب أسمى وبريدى اللأكترونى من المراسلة من خلال نافذتها التى تفتحها لكتابها فى موقعها على النت , ولكنى كنت ولازلت مقدرا تماما لموقف سودانايل , وملما بكل معاناتها وصراعها فى أن تظل منبرا حرا مفتوحا .. من داخل الخرطوم , وهذا ليس أمرا يسيرا لمن يعلمون طبيعة هذا النظام .

ولكم وللأخ كمال طيب الأسماء .. كل الود

وكل عام وأنتم بخير

شكرا ود الزين وشكرا دكتور مهدي على هذا التوضيح وكان الله في عون الاخ الجزولي في نضاله من أجل حرية الكلمة في السودان. لكن وصول الأمور لهذه الدرجة تعني أن الديمقراطية التي كنا نحلم بها أن تكون أثناء الفترة الانتقالية لم تتحقق إلا كأوهام.

محمد عثمان الحاج


سلام


حتي الكتابة ياناس ممنوعة لاحول ولا قوة الا بالله

أستاذ سيف غايتو اذا مشيت السودان في عهد سعادة مدير الجمارك الحالي أوع تشيل معاك اي حاجة محتاجة تخليص جمركي وبخلاف ذلك يجب أن تكتب عريضة اعتذار عن بوست اللغة اللاوندية!