في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!

في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!


10-24-2005, 11:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1130149098&rn=0


Post: #1
Title: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: وجدي الكردي
Date: 10-24-2005, 11:18 AM

يتبادلون الحب والموت والهرولة
في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!

تحقيق: وجدي الكردي

مركبة بشرية ضخمة تتصبب عرقا وهي تزمجر.. تتجه صوب ابراهيم عثمان آدم، الطالب الذي انتهز فرصة المولد المنصوب في منتصف كوبري شمبات فحمل ميزانه واستقر فيها ليتصيد المهرولين الذين يشكون تضخماً في الجسد وبروزا في المقدمات والمؤخرات..!
هبطت المركبة البشرية فوق ميزان ابراهيم، دار رأس المؤشر حتى استقر عند الرقم ..170 نعم 170 كيلو جراماً هو وزن «الفتاة المركبة».. نقدته 200 جنيه ثمناً لوزنها ثم واصلت الهرولة وكأن شيئاً لم يكن.. فأشفقت لرؤياها على مغنواتي من « ايام المهدية» الذي انشد في محبوبته السمينة قائلاً:
البيحميني ام بطنا تلات طيّات
يضوق نار الوحيد الجرتقوه ومات
ابراهيم قال انه من قرية الدويشة ـ ريفي ام كدادة ـ هو طالب يعمل بميزانه في الاسواق بعد الدراسة، وذات يوم وهو في طريقه من بحري لامدرمان «شفت الزحمة» في الكوبري وقلت ده محل رزق كويس» وذهب لتوه واحضر ميزانه فصعد عليه المهرولون وهبطوا، فتكاثرت على جيبه الدنانير وقلت من اجسامهم الشحوم..!
ــ انا في اليوم الواحد بكسب زي 15-20 الف جنيه .. وواحدين قاعدين يوزنو ملح ساكت ..انا ما بتشغل بيهم.
لمّا سألت ابراهيم عن اي الفئات تميل لوزن نفسها، قال: البنات. وعن اعلى الارقام التي حققها الميزان وزناً اجاب:
ــ بتاعت ال170 كيلو دي.
اما الرجال فلا يفوق وزنهم الـ120 كيلو، على الاقل اولئك الذين زاروا ميزان ابراهيم.. فقد رصدت اعيننا رجالا تتدلى كروشهم حتى تجاوزت الرُكب يمنون انفسهم بنقصانها بالرياضة في كوبري شمبات.
مسكين الكوبري، زادوه رهقا علي رهق وهو يحتفل بميلاده الثاني والخمسين إبان حكومة الفريق عبود الذي لو يعلم ما سيلاقيه لزاده سعة ومنعة.

مغامرات طائشة
بشير الطاهر محمد زين، من ابناء الجنيد بولاية الجزيرة وجدناه يستند على حافة الكوبري عند سياج اطاح به سيارة جامحة، فانفتح علي مصراعيه. بشير يستند علي السياج المكسور لا يحول بينه وبين الماء الا «الهواء» الممتد بينهما.
سالناه ان كان يقبل تصويره توثيقا لجرأته ومغامرته، فلم يمانع ففعلنا. ثم سألناه لماذا يأتي الى هذا المكان، قال:
ــ عشان نفرق على روحنا
بشير افرط في الترويح عن نفسه حتي كاد يفرط فيه، والا لماذا هذه المغامرة؟

سوق الذكريات
سيدة في عقدها الرابع.. علي محياها بقايا جمال وفي عينها غمامات من الدموع تكاد تهطل لولا رعود الاقدام التي تجيء وتغدو في صخب.. جلست قبالتها في حذر وسألتها:
ــ لو سمحتي ممكن؟
التفتت في حنو ناحية الكاميرا وقالت:
ــ انتو من وين؟
ــ والله نحن من جريدة «الرأي العام» جايين نشوف الناس ديل بتعمل شنو في الكوبري.
اتكأت السيدة على السياج ببطء وأمن وجرأة.. اشترطت الا نصورها ولانأتي لإسمها ذكرا.. ثم طفق سيل الذكريات ينسال منها في حرارة.. وينبوع الدموع يكاد ينفجر، لولا وعيد الاحذية الثقيلة بكشف سرها.
قالت انها تعرفت عليه في ذات الكوبري وذات المكان الذي تجلس فيه الآن قبل عقد من الزمن في امسية رمضانية انيقة كللتها الأنجم والامواج وقمر 14 رمضان.!
قطعا الكوبري على بساط من ود وحب وحنان ووعد بالزواج.. كانا يضحكان على المهرولين وقتها: فيم العجلة؟
واية بدانة هذه التي تبدد شحومها في هذه الجنة التي يحفها النهر العظيم؟
ــ مساكين الجارين ديل كلهم ما بيعرفوا قيمة الكوبري دا..!
نطقتها السيدة وفي فمها لزوجة الذكريات التي تكاد تطبق عليها.. تزوجا على «بركة كوبري شمبات» ثم عادا اليه في ذات مساء، الاب يحمل على كتفه باكورة الانتاج، زهرة بلون النيل وطعم الام وصخب الكوبري.. فجأة انحرفت سيارة حاقدة دهست الاب الذي القى بطفلته لامها كتوقيع منه في دفتر الذكرى وايذانا بالانصراف.. انسحب الاب في هدوء للمشرحة.. اختفت السيارة في خضم النيل الواسع وغابت الام في بحر فقدها الاوسع..!
ثماني سنوات والسيدة لم تغب «رمضانا» عن الكوبري.. كل يشتري سلعة سعادتها بالطريقة التي يراها مناسبة.. ذاك يهرول، وهذا يغازل، وتلك تنتظر حبيباً متلافاً للزمن... الاّ هذه السيدة التي تدفع من حاضرها ثمناً لماضيها الذي غرق بعضه.. وتبدد الاخر على حافة السياج.

تسالي وشاوورمة
محمد فتح الرحمن، طالب الهندسة المعمارية بكلية الخرطوم التطبيقية ضبطناه وهو يشتري اكياس التسالي ثم ينسحب ليتكيء علي السياج .. هذا السياج الذي يتكيء عليه على حافتيه المئات.. قال انه يسكن كوبر وانتهى لتوه من مشروع التخرج ولم يجد مكانا انسب للترفيه من كوبري شمبات
ـ يعني ما جيت عشان حاجة تانية؟
ــ ابدا والله انا جاي براي
محمد تبدو عليه الجدية والانضباط.. تركناه وقشر التسالي يتطاير منه.. بعض يلزم الكوبري، وبعض يتبعثر ..في النيل..
اتجهنا صوب ماكينة الشاوورمة و«الاقاشي» في مدخل الكوبري.. شاب اكل منه الزمن عقدين، منهمك في اعداد ساندوتشات الاقاشي «للرائح والغادي».. زبائن كثر من مرتادي الكوبري يتحلقون حوله وهو جد سعيد، حاولنا استنطاقه ففشلنا.. عين منصبة على الساندوتشات، واخرى تراقب جيوب الزبائن. فكيف له ان يرانا؟
المصور ابراهيم حامد اشار علىّ لاشرب فقلت له:
ــ من وين؟
ـــ من السبيل ده.
ثمة صهريج ضخم وضعه مُحسن وكتب عليه:
سبيل لشرب الماء
تصوروا سبيل لشرب الماء في كوبري شمبات؟!

اغاني هابطة
مجموعة من الشباب يربو عددهم على اصابع اليدين «لزمو جابرة الزلط» وظهورهم على السياج وسيقانهم ممدودة في خطوط غير مستقيمة.. احدهم يحمل زجاجة كرستال فارغة «افرغ محتوياتها مهرول»، الشاب ينقر على الزجاجة وكانها «دلوكة» وبقية الشباب لينشدون في ايقاع منتظم:
كرعينا رقاق التقول مسواك
رفعت رأسي اوقل:
خفضت رأسي حتى ارى الجهة المستهدفة من هذه الاغنية الركيكة.. لم ار الا غيداً شواهق بسيقان ملفوفة تسرع الخطى لتفادي هذا اللغم الارضي الشبابي المتهتك.. المسكينات اسرعن الخطى ورائحة الحياء تغمر المكان.
الحياء ليس مشاعا للجميع هنا في « سوق كوبري شمبات» فثمة جنوح وفوضي في بعض المساحات... فتى وفتاة ملتصقين على السياج هنا وهناك ورؤوسهم منكسة على النيل كأنهم يشربون منها بمصاصة عصير شاهقة الطول.
اللافت ان الوجود الهندي على الكوبري كان منعدماً.. فالجالية الهندية دأبت علي التمشي في هذا المكان حتى باتوا من رموزه ويبدو ان الفوضى و«سوق الفجاءة» الذي نبت علي كوبري شمبات «طفش» الاخوة الهنود.

قوات التدخل السريع
في مدخل الكوبري قبالة امدرمان سألنا شرطي المرور عن « سوق الكوبري» وحركة السير فيه، دلنا على نقطة الارتكاز من الجانب الاخر.. قفلنا عائدين.. في منتصف الكوبري وجدنا صبيان يؤجرون الدراجات لمن يرغب.. طلبنا تصويرهم فأبوا.
العقيد الشيخ احمد عثمان، مدير شرطة مرور امدرمان، والعقيد عز الدين الشيخ، مدير العمليات برئاسة المرور... وجدناهم في سيارتهم البيضاء في مدخل الكوبري وهما على اهبة الاستعداد.. فربما تجاسر مغامر مسرع من مرتادي الكوبري الاشقياء ويصدم سيارة عابرة.. هذا ما يحدث في الكوبري كما قال العقيد الشيخ... مجموعة شباب تدخل في تحد مع بعضها: من يعبر بسرعة حتى منتصف الخط الاصفر الفاصل بين المسارين ويعود بشكل مباغت ليحدث اكبر ربكة ممكنة للسيارات دون ان يصاب؟
العقيد الشيخ قال ان بعض الشباب فعلوها فمات منهم من مات في الايام العشرة الاولى من رمضان حتى اضطروا للمرابطة هنا ومراقبة المارة وارشادهم وان كانت السيارات لاتخلو يوميا من التلف والاصطدام ببعضها جراء التوقف المفاجئ لعابر اكثر فجاءة.

الشيطان الرجيم
الصداع الذي يشكو منه قادة المرور، هو عدم التزام مرتادي «سوق كوبري شمبات» بقواعد السير الصحيح والنزول المفاجيء من المكان المخصص للمشاة لشارع السيارات المسرعة التي لا تتوقع حتى من « الشيطان الرجيم» ان يعبر المسارات عرضياً في الكوبري. من فرط الاهتمام المتعاظم بهذا السوق توقفت فجأة سيارة هبط منها العميد ابوسن، مدير شرطة المرور في الولاية الذي حيانا ونحن وقوف مع العقيد الشيخ والعقيد عز الدين واطمأن على مسرح العمليات وذهب.
ايضا ذهبنا ونحن نردد رائعة نزار قباني:
ماتفيد الهرولة؟
ما تفيد الهرولة؟

Post: #2
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: بلدى يا حبوب
Date: 10-24-2005, 11:24 AM
Parent: #1

وجدى الكردى
رمضان كريم
بس الناس ديل وارد وين بينى وبينك اول ما اشوف كبرى شمبات اتذكر ان ثورة الانقاذ ما زالت تحكم السودان والدليل كل هذا الافراط فى السمنه
تحياتى

Post: #3
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: وجدي الكردي
Date: 10-24-2005, 11:28 AM
Parent: #2

الافراط في السمنة .. كالتفريط في السمنة..!
الاولى بضم السين والثانية بفتحها
فاهم حاجة ياحبوب؟الافراط في السمنة .. كالتفريط في السمنة..!

Post: #4
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: بلدى يا حبوب
Date: 10-24-2005, 11:31 AM
Parent: #1

حبينا وجدى
اصلو بينى وبينك انا راجل تقنى ما بفهم فى اللغة العربية كتير ولكن منكم نستفيد
تحياتى

Post: #5
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: Hussein Mallasi
Date: 10-24-2005, 11:53 AM
Parent: #4

سلامات يا وجدي؛
لا يمكنني الا ن اشيد بالتحقيق و بفطنة صاحب الميزان!

بالمناسبة يومداك سألني كمال و هو يقرأ في الجريدة حوارك مع اسحق:

- انتا وجدي الكردي دا ياهو ذاتو وجدي حسين الكردي!!

فاجيته:

- و الله ما عارف ... بس ممكن اعرف!

Post: #6
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: Abureesh
Date: 10-24-2005, 12:12 PM
Parent: #5

كبـرى شمبـات دا موش هـو نفسـه القبضـو فيـه زمان واحـد أسمـو خالد عثمان.. الظاهـر من الليلـة ديك بقى سـوق للغـزل والمغـامـرات.
ملحوظـة: القبض كان فى شمـال بحـرى، لكن المسـاككـة بدأت من الكبرى.

Post: #7
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: وجدي الكردي
Date: 10-26-2005, 09:33 AM
Parent: #6

هذاالكبري يلهم بالانتحار
جرب وكلك ثقة في الدفاع المدني..!

Post: #8
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: وجدي الكردي
Date: 10-26-2005, 01:12 PM
Parent: #7

هذاالكبري يلهم بالانتحار
جرب وكلك ثقة في الدفاع المدني..!

Post: #9
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: محمد حامد جمعه
Date: 10-26-2005, 01:23 PM
Parent: #8

يا وجدى

والله تصدق ومعليش تلفونك ما معاى عشان انقل ليك هاتفيا التهانى بهذا (العمل الرشيق ) صفحة الاثنين ... جميلة ... حلوة ... وطاعمة ... بقراها باستمتاع واقول (زاد وجدى )

Post: #10
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: محمد امين مبروك
Date: 10-26-2005, 01:49 PM
Parent: #9

كردي سلامات ورمضانك كريم
فاقدين والله توقيعاتك الطاعمه
إنما هذا التحقيق يؤكد مجددا ان بالامكان اقضل من التكرار الذي اصبح لازمة
Quote: صخفنا
اقصد
Quote: صخفنا
.... ص ح ف ن ا
صدق الكي بورد وكذب صاحبه!!!

الكبري يغري بالتهور والاغتلام
ولكن
هواجس
النظام العام قد تجعل كثيرون يترددون....

شؤال: سؤال
هل يعرف السودانيون الحب خقا وفعلاً ؟َ!!!

Post: #11
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: وجدي الكردي
Date: 11-26-2005, 01:55 PM
Parent: #10

امين ..سلام
سحقتنا المشاغل عن رد التحية
السودانيون يعرفون (الخب)..!

Post: #12
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: ناصر محمد خليل
Date: 11-26-2005, 02:43 PM
Parent: #1

الاستاذ وجدي الكردي

لا ادري كيف انك لم تقابلني فانا من رواد هذا الكوبري يوميا .
ليس من اجل الرياضة ولكن من اجل الوجه الحسن

Post: #13
Title: Re: في كوبري شمبات : سوق للغزل والمغامرات والذكريات..!
Author: وجدي الكردي
Date: 11-26-2005, 03:01 PM
Parent: #12

والله لم ار وجهاً حسناً في الكوبري يستحق ان يضرب له اكباد الكرعين..
سوي عجيزات السيارات الاسيوية الممتلئة التي تتبختر في اللاشئ