|
شاكر على يوسف/ المستشار القانوني يكتب (وداعا ميرغني محمد شريف - أبو شنب )
|
وداعاً ميرغنى محمد شريف
قطعة من قلبى سقطت بوفاة صديقي ورفيق صباي المناضل الجسورميرغني محمد شريف (اب شنب)حيث اختطفه الموت مساء الخميس29/9/2005 بالقاهرة التي ذهب إليها مستشفيا.
ولد الفقيد بمدينة مدنى-حى عووضه- في العام 1956 وتخرج في العام 1981 في كلية التجارة جامعة القاهرة بالخرطوم. عمل بديوان الضرائب حيث كانت سنار أولى محطاته ثن نقل إلى مدينة مدني.
والدته عاشة بت الخزين ووالده محمد الشريف عبدالله كان مصدر إلهام وفخر لفقيدنا حيث كان ينقل الفحم على ظهر حماره ويمشي راجلاً من خلفه يجوب مدينة مدنى طولاً وعرضاً لأكثر من ثلاثين عاما و لا يزال يدافع عن حياته0 هكذا تعلم ميرغني كيف يحفر في الصخر بأظافره ويشق طريقه في ثبات وعزيمة و صبر وكبرياء.
طاله سيف العسف والتشريد ففصل من الخدمة في العام 1990/1991 رغم أنه عرف منذ بداية عهده بالخدمة المدنية بانضباطه ودفاعه المستميت عن مصالح رفاقه العاملين. لم تقف معاناته عند فقدان الوظيفة ومصدر الرزق بل تعرض للملاحقة والترصد والاعتقال مراراً وتكراراً.
في خريف 1994 و تحديداً في الرابع عشر من يونيو من ذلك العام تم اعتقاله لفترة امتدت إلى ثمانية أشهر تعرض خلالها لتعذيب منهجي يتصاعد يوما بعد يوم في محاولة جبانة لكسر صموده وآملاً فىالحصول على معلومه تقود إلى غيره الا انه ورغم ذلك الجسد النحيل المثقل بالامراض قد صمد صموداً أسطوريا أذهل جلادية واربكهم .. واذكر أن الشهيد قد رزق بابنه الثالث ابان اعتقاله ذاك فاصر على أن يحمل اسم "قاسم" تيمنا بالقائد العمالي قاسم أمين.
لقد عاش الفقيد من اجل قضيته وأدى واجبه بكل رجولة واستقامة وشرف. العزاء لأصدقائه ورفاقه وأسرته ولزوجته الصابرة ابتسام محمد أحمد كرم الله التي وقفت بجانبه وشدت من أزره خلال مسيرته القصيرة الطويله حتى رحيله المبكر0
حسبوه سيساوم وجدوه حراً يقاوم وهو في الرمق الأخير
شاكر علي يو
|
|
|
|
|
|