نوبة زهايمر .. وقرص

نوبة زهايمر .. وقرص


10-04-2005, 05:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1128400508&rn=1


Post: #1
Title: نوبة زهايمر .. وقرص
Author: Emad Abdulla
Date: 10-04-2005, 05:35 AM
Parent: #0

يرف هناك .. على حافة الجسر الحديدي الصديء..
يستقبل النيل - بأزرار قميصه المفتوح حتي المنتصف -
فراشة يرفُّ .. كانَ
يستغرقه تماما ذلك التماس القديم بين شفة الموج .. ووجنة الأفق.
قلت : حدثني .. كفاك تحليقاً.
قال ( و صوته شجرٌ وبحرٌ .. وسماءْ ) :
جَدْيَ العزاز الجيدو قزاز ..
جَدْيَ العزاز من شَبِّ هضيم ..
جَدْيَ العزاز لا جوع لا ضيم ..
جَدْيَ العزاز ماهوْ النضِّيم .. جَدْيَ الـ......
بغتة .. غطّانا ليل ..
بللنا ثيابنا في النهر - عُنوةً - .. وخرجنا من عباءته .. نشيداً .
................
هواء ليل أكتوبر يلثم - ساعتئذٍ - وجه حبيبتي/ اللعوب - الخرطوم .. في عامنا الهشيم ذاك .
................
ظلننا :
يرفُّ هوَ .. وأحجلُ أنا .. والطريق نشوهْ.
( شارع الخور) فارع الطول كان .. تصعده - حبواً - أقدامنا
عاد يرف - كعادته - فراشةً ..
بين حافة الأسفلت غير المنتظم و ( خور الديم ).
: ما - الوجود- إلا صورة ( وهمية ) في مخيلة الإله .. تقول ؟
: واحدة من سخانات راسك .. يا وَهَمْ .. مثقفاتية دايشين .. صوره وهمية ؟ .. نحنا ؟
: ولو كنا ؟..
: جيب سجاره .. ياربي تكون تقَّلتَ ؟ ( ثم ضاحكاً ) .. راحت عليك يا أصلي .. دَقَسْتَ ..
رفّ .. ثم أراح ذراعه الجناح حول كتفي ..
: تعرف يا صاحبي .. إلهك ده بيحلم عشانه هيَّ ..
وعشانه هي ح يفضل يحلم .. لأنه ناقش إنه ده شغل تاني .. كَبْ ما حصل
تعرف .. لأجلها تعود للأشياء حميميتها و دفئها .. و تستدير الأرض إلي سيرتها الأولى .. طازجة ( تريانه ) خارجة للتو من يد الإله الخالق ..
هي .. إمرأة من حليب الريح
- وجهه الآن يرف .. وابتسامته -
.............
ليلك يا خرطوم ترنح
ثلاثتنا كنا - لو تذكرين يا خرطوم - .. أنتِ و هو: ترِفَّان
وأنا .. أحجلْ
............
: لمثلها يا صاحبي يشعل ( عمك صديق ) رتينة ( عربية الباسطة ) .. و يبيع لمثلها ( ود اب شعر ) أشهى فول الديم .. ولها يعزف (عوض دوكة) في آخر الليل نشازاً بديعا .. وتزغرد ( أم النقير ) لها .. طويلا تزغرد في أعراس الحي .. ولها يصلي جماعةً ( أولاد عبد الرازق ) .. وأطالت ( بت المنى ) مسايرها لها .. ولها يبيع ( بشير) القش .. حزما خضراء .. ولها تترد بروفات ( جاز الديم ) حتى مكتب البوسته .. لمثلها يا صاحبي تغدو طيبا رائحة (ميدان البقر) .. ولعب ( التعايشة والترسانة ) من أجلها في (الليق) .. ولمثلها يبيع ( العم كع ) ألذّ تسالي خُلِق .. و لها تستغرق ( الديوم ) ضحكة أثارها ( عوض كيته ) .. ولها يؤم الناس ( عمك جعفر ) في صلاة الإستسقاء .. وأعاد دكتور ( علي فضل ) طلاء باب عيادته فقط لها .. ولها .. حبلت ( عوضيه الزين ) - بعد ثمان سنواتٍ عجافْ .. وافترشت من أجلها( أم الناس ) بضاعتها الطيبة ليلا للغرباْء .. و ...
................
- خطونا المنهك / الثمل - كان الآن .. يشِفْ.
رويدا تغفو الخرطوم ..
و .. ينتصب الحزن ..
...............
قلتُ : يا ساريةَ .. الجبل
قال : سأمتطي الحريق .. فتعالْ .
قلتُ : يا سارية .. الجبل الآن .. أو
قال : يهاجر دمي .. أنا السندباد .. دثرني .. خيلي عارية إلا من صهيلها ..
قلتُ : هو الجبل يا سارية ..
ولا دثار إلا ليل الخرطوم - الصعلوك هذا - فالتمسه.
..............
في عامنا الهشيم ذاك ..
كان ليل الخرطوم الأكتوبري .. سُخَامْ .
..............
هو .. لفظه البحر جنوبا ( و ما عاد يرُفْ ) سيدٌ هو الآن .. بياقةٍ منشاةٍ ( توقف سقوط رأسه ) و لسانٍ معوجٍ بلكنة استرالية .. يبيع النقانق البقرية - جملة - في شوارع سيدني.
هي.. آواها الحلم ـ لجدارٍ - غير ذي ظل .. تنام تحلم بالنوارس والمد والجذر .. والمدن / الضياء البعيدة .. وتصحو على جرس ( عندك الحصتين السادسة والسابعة .. يا أستاذة ).
..............

و ..
ما عدنا صورة في مخيلة الإله