ليت !

ليت *



يا صدر أمي
ليتني حجر علي أبواب قريتنا
وليت الشعر في الوديان ماء او شجر
ليت السنين الغاربات ،
حكاية مرسومة في نهد راعية عجوز
ليت السماء قصيدة زرقاء
تحملني الي المجهول ،
تغسلني من الماء - التراب
ليت القلوب تري وتسمع ،
والعيون نوافذ مسدودة ،
من لي بعين لا تري ،
من لي بقلب لا يكف عن النظر ؟!

*
خلف الظلام
وجدت ايماني
وفي ضوء النهار فقدت أحلامي
لماذا يا كتاب الشمس تقرؤني ،
واعجز ان أراك ؟
أري حروف دمي ،
بقعا من المرجان ،
ضواء في فمي
مر هو الليل الطويل
الشعر مر ،
وصوت فيروز بلا طعم
وبين النوم والعنيين بحر من رمال

* *

رفقا باهدابي
ورفقا يا أظافرهم بأعناق القصائد
أين أخفيها ؟
أأحملها معي للضفة الأخري من النهر الذي لا ماء فيه
لا ، لست مجنونا ، وأحلامي تطارد حشدهم
وأمد أظفاري ،
اعض بنارها وجه الظلام
أموت من خوفي
ومن غضبي ،
ومن قهري
أموت ، أموت من نار البكاء

* * *

لا تكذبي
يا صافنات الشك ،
موجود أنا ..
جسدي وروحي تغرقان
وصوت أحزاني ذئاب ،
تنهش الكلمات
ليت الشك ينشر ليله حولي
ليت النهار يغيب لا ياتي
وليت الليل لا يأتي
وليت الأرض نجم لا يدور .




____________

* د. عبد العزيز المقالح
___________

* * شاعر وناقد من اليمن . كان مديرا لجامعة صنعاء .

*** نشرت القصيدة بمجلة ( الدوحة )القطرية . تاريخ النشر لا يظهر علي القصاصة بسبب القص .
_________________

Quote: ليت

ليت الذى بينى وبينك عامرا وما بينى وبين العالمين خراب

الاخ وليد

تحيات نواظر
ورمضان كريم

يا ليت بيني وبينك عامرا والبين العالمين كذلك ، يا ظريف .

لو سالتني عن اجمل الابيات تركت وقعها في نفسي اقول قول الشاعر :

Quote: ليت القلوب تري وتسمع ، والعيون نوافذ مسدودة ، من لي بعين لا تري ، من لي بقلب لا يكف عن النظر ؟!

فالشاعر يريد ان يري بعين البصيرة ،
لانها " لا تعمي الابصار ولكنها تعمي القلوب التي في الصدور "
والبشوف القلب . والقلب كن غاب الجتة بالخراب .

فمن لي بعين لا تري ، من لي بقلب لا يكف عن النظر ؟!

العزيز منعم

رمضان كريم وكل عام وأنت بألف خير.

أتمنى أنْ تكون قد استمتعت برحلتك للسودان. وليتك تتـحفنا ببعض ما سجلته في الذاكرة من الأحداث.


ما زال في ذهني مقطع للمقالح منـذ الثمانينات، اطلعتُ عليه في صحيفة ما (ربما سودانية).

(وأسـأل نهديك العامرين
عـن مصيرنا
بعـد الهنيهة الواجـفة
القصيرة )

لم أجد هذا المقطع في أعماله الكاملة (ديوان عبد العزيز المقالح، 1986، دار العودة بيروت) والتي حوت دواوينه: لا بـدَّ من صنعاء، مأرب يتكـلم، رسالة إلى سيف بن ذي يزن، هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي، وعودة وضاح اليمن.

وفي إحدى زياراتي لليمن قالت لي صديقة يمنية لم يتبق لنا إلاَّ أنْ نأخذك للمقالح نفسه لسؤاله عن القصيدة التي تحوي هذا المقطع.

تحياتي

الصديق العزيز /اسماعيل التاج
كيفك يا زول مشتاقين والله كثير كيف احوال الاسرة الكبيرة والصغيرة
ارجو ان يكونوا بخير . الاجازة كانت ممتعة قضيتها كلها مع الاهل وقد تزامن ذلك مع حضور وغياب جون قرنق المفاجيء والذي حزن لرحيله كل اهل السودان .

بالنسبة للقصيدة ، اعلم عشقك للكلمة ولازلت اذكر تابيطك لدوواوين الشعر في تلك الايام النواضر التي قضيناها بين المين رود والزير هاوس والبركس ،لذلك لا عجب ان تطول صنعاء سفرا بحثا عن جملة شعرية قالها هذا المقالح لكنها تساوي الابدية بالنسبة لك .

واسمح لي ان ادعوك لمواصله هذا الحوار الجميل في هذه الوصلة :


من لي بعين لا تري من لي بقلب لا يكف عن النظر