الوطواط "دراكولا" في العراق

الوطواط "دراكولا" في العراق


10-01-2005, 05:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1128139294&rn=1


Post: #1
Title: الوطواط "دراكولا" في العراق
Author: منصور شاشاتي
Date: 10-01-2005, 05:01 AM
Parent: #0

"في عالم يشكل فيه الأشرار خطرا حقيقيا، يتعين الدفاع عن القيم الديموقراطية بكل الوسائل: السياسية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية، وكذلك العسكرية."
لا أحسب أن أحدا يعتمد المنطق يمكن أن يختلف مع السيدة كوندوليزا رايس في مقولتها هذه اللهم إلا فيما ورد بعد (كذلك ) أي (الوسائل العسكرية) من باب الاقتداء بالسيد المسيح وقولته (لا تقاوموا الشر) ليس إلا .
كما أنى لا اختلف كثيرا فيما أوردته من مبررات تجعل الانسحاب الأميركي من العراق (الآن) خطأ كبيرا إن لم نقل جريمة أو بالأحرى ، الوصول بالجريمة إلى ذروة الكارثة.
غير أن ما أخالف السيدة كوندوليزا عليه هو أنها ساقت الأمر وكأنه مقدمات بدلا من أن تسوقه في سياقه الطبيعي على أساس انه نتائج لسلسة طويلة من الأخطاء.
- نتيجة لخطأ إطلاق عفريت التطرف من قمقمه وتمكينه من الوسائل المادية والتكنولوجية والدعائية ثم التحالف معه في العالم العربي ضد القوى الوطنية والديمقراطية حينا خدمة لأنظمة موالية وحينا لتخويف وابتزاز هذه الأنظمة إن هي تلكأت أو اعترضت ، وخارج العالم العربي في أفغانستان وغير أفغانستان.
- نتيجة لخطأ ترك القوى والأحزاب والشخصيات الديمقراطية مكشوفة داخليا وخارجيا أمام بطش الأنظمة بل والتضييق عليها عندما تتواجد خارج بلدانها.
- نتيجة لخطأ الالتفاف على القانون الدولي والشرعية الدولية واجتياح العراق تحت مبرر امتلاكه لأسلحة دمار شامل ثبت انه لا يملكها ومساندته للإرهاب الدولي والإسلامي على وجه التحديد في حين كان النظام الحاكم في العراق على نقيض مع حركات الإسلام السياسي عموما ناهيك عن الحالة الأكثر تطرفا وظلامية والتي يمثلها النهج التكفيري لاسامة بن لادن.

بإمكان المرء أن يسهب في تعداد الأخطاء ولكن حتى نختصر الطريق أقول على السيدة كوندوليزا رايس أن تعترف بتلك الأخطاء أولا حتى تبصر جيدا كيف يكون بمقدورها أن ترسم ملامح الخطوات التالية التي يجب اتباعها في المسألة العراقية وفي مقدمتها إيقاف نزيف الدم الذي وصل إلى حد يجعلنا نترحم على الوطواط دراكولا في رواية الارلندي ابراهام ستوكر في نهاية القرن التاسع عشر الذي يتغذى بدم ضحيته فيحولها الي وطواط آخر يمتص ضحية جديدة ويتقوى بها فتكثر الضحايا وتكثر الخفافيش.

Post: #2
Title: Re: الوطواط "دراكولا" في العراق
Author: willeim andrea
Date: 10-01-2005, 05:17 AM

بالرغم من ان الموضوع جد مثير... والربط ما بين دراكولا والوطواط والعراق الخ .. ولكن الذي جذبني لهذا البوست هو اسم شاشاتي..... وهو اسم امدرماني قديم.. ومن من اهل امدرمان القديمه لا يعرف اجزخانة شاشاتي ... ومن من تلاميذ الرهبات امدرمان في ذاك العصر لا يعرف بيت صاحب الاجزخانه شاشاتي... وياتري هم ذو اصول ارمنيه عراقيه او ماذا الله اعلم وتحياتي الحاره لك استاذ منصور المعطره بعبق الماضي المنعش للذاكره ودمتمه عزيزا

Post: #3
Title: Re: الوطواط "دراكولا" في العراق
Author: منصور شاشاتي
Date: 10-01-2005, 06:24 AM
Parent: #2

شكرا أخي على هذا الدخول

الشاشاتية اصلهم من حلب الشهباء أو حلب سيف الدولة كما يقولون وحسب علمي انهم إما عرب أو كلدانيون استعربوا والله أعلم .
أما استفسارك عني فأحيلك إلى المقالة التالية التي نشرت في صحيفة (الضفتان ) بتاريخ 1 اغسطس 2004 :

يضغط عليّ بعض الأصدقاء وتضغط عليّ الأحداث ، حتى أكتب شيئا عن المدينة التي "خلقت" فيها علي رأي أخواننا اللبنانيين. نحن نستغرب في السودان استخدام كلمة "خلق" في هذا الموضع ، لا أعرف لماذا؟ . . ولكن حقا ما الفرق بين الولادة والخلق؟ . .
ولدت أو "خلقت" في مدينة الفاشر .. وقتها كانت هي عاصمة ما عرف بمديرية دارفور : الأرض التي قامت عليها سلطنة الفور وحاضرة أو "فاشر" آخر السلاطين علي دينار. والفور ليسوا اكبر قبائل الغرب ولكنهم بلا أدنى شك من أقدرها على ممارسة فن الحكم ، ولا أريد بذلك أن اغضب آخرين فكل أهل الغرب يتميزون بقدر عال من النخوة وعزة النفس والانضباط ، الذي أتاح لهم شكلا إداريا اتخذ أسماء كبرى القبائل لكنه احتوى قبائل أخرى صغيرة وهو نفس الشكل الإداري الذي بنى عليه الإنجليز نظامهم منذ إسقاط آخر حصن مستقل ، وضمه إلى السودان الذي عرفناه بحدوده التي رفع الراحلان الكبيران إسماعيل الأزهري ومحمد أحمد محجوب علم استقلاله عام 1956 ، ذلك الشكل الإداري الذي استند على زعماء كان همهم، خلق أجواء التعايش والتمازج والانصهار بين القبائل ، فأوجدوا صيغة رائعة لحل الخلافات والاحتكاكات، والقضاء على بؤر الفتنة قبل أن تستفحل.
أقول ذلك وأنا أقف مشدوها أمام هول ما يحدث في تلك الأرض الطيبة الحاضنة ، وأنا لا ألقي القول على عواهنه خاصة وأنا - وأحسب أن هناك الكثيرين - أمثل حالة، إن لم أقل شهادة ، بأن ما يحدث الآن ليس من طبع هذا المكان ولا أهله. .
أخوالي ، كما سمعت من حكايات أمي - رحمها الله - وأهلها ، وجدوا في تلك الأرض الطيبة ملاذا ، بعد سقوط سلطنة وداي ، (سياد الراي) كما كانت تصر على نعتهم وهي تفاخر بالانتماء إليهم ، وأعمامي كما حكى لي والدي - رحمه الله - جاءوا إليها تجارا من الشام ، سلكوا درب الأربعين وغير درب الأربعين اليها، فاغتنوا من خيرها، ونعموا بكرم نظارها وشيوخها وناسها الخيرين . .
أعادني إلى كل ذلك وذكّرني بما مضى حديث هاتفي قصير مع د. احمد إبراهيم دريج . .
كم هائل من الصور داهمني ذاك المساء . من بينها بيان تناقله البعض بمدرسة الفاشر الثانوية، التي درست فيها ، في منتصف الستينيات عن منظمة أسمت نفسها (سوني) ، ومطالب أزعجت السلطة المركزية في الخرطوم .. وتردد اسم دريج على اعتبار انه هو الذي يقف وراءها. .
مطالب أهل دارفور كانت ولم تزل ،عادلة، وكل من عاش تلك الفترة في مدينة الفاشر ،حاضرة المديرية، كان يدرك ذلك . . فمنذ أن نال السودان استقلاله ظلت المدينة وبقية المديرية على حالها وكما تركها الإنجليز . أكملنا الثانوية عام 1968 ونحن نقرأ بالفانوس ، والماء نجلبه بالخرج من "الدونكي" أو الآبار ومن "الفولة" لسقي الزرع وشرب الحيوان ، هذه كانت الحال في وقت كانت الخرطوم فيه غير الخرطوم الآن : النوافير والحدائق والمعامل والمصانع والجامعات والنوادي . . كانت باختصار مدينة لا تشبه الفاشر . . وللحقيقة أقول أنني أصبت بالصدمة الحضارية وأنا أنتقل اليها ، وعلى عكس ذلك لم اشعر بأن هناك اختلافا كبيرا بينها وبين أثينا، التي جئتها عام 1969 . . لكني صعقت عندما عدت إليها بعد 17 سنة قضيتها في اليونان، طيلة حكم جعفر النميري، لأني رأيت مدينة مشوهة قذرة، ناسها غير ناسها، فلعنت العسكر وحكمهم لمرة أخرى ، مع انهم قالوا لي : "احمد ربك انك جئت الآن ولم تأت قبل سقوط النميري ، فحالنا كانت أسوأ بكثير. ."
وأعود إلى إخواننا اللبنانيين ، واقص عليكم ما حكيته لأستاذنا الكبير انطوان معوّض . . أثناء دراستي الوسطي بمدرسة الفاشر الأهلية ، اعتدنا كل يوم خميس على عقد أمسية أدبية بإشراف إدارة المدرسة ، وأذكر أنى شاركت مع زميلي وقتها والشاعر والباحث المعروف الآن عالم عباس محمد نور . . هو اختار قصيدة شاعر المهجر ايليا أبو ماضي :
وطن النجوم أنا هنا
حدق ّ أتذكر من أنا
أنا ذلك الولد الذي
دنياه كانت ها هنا
وأنا اخترت قصيدة لشاعر سوداني من مدينة الفاشر ، لبناني الأصل، هو اميل فواز ، وكانت عن الثورة الجزائرية، نشرت وقتها في صحيفة كردفان .
فاز عالم باليا أبو ماضي، وجئت أنا بعده باميل فواز . .
لبنان أيضا كانت هناك ، ولمن لا يذكر ، وللتاريخ أقول، أن المظاهرة الوحيدة التي تمكن المشاركون فيها من الوصول إلى علم المستعمر الإنجليزي وحرقه، شهدتها مدينة الفاشر، وكان اميل فواز - رحمه الله - مشاركا فيها بل وفي طليعتها.
لدارفور وأهلها حق علينا إذن وواجب
فلا تسكتوا على الظلم الذي حاق بها

Post: #4
Title: Re: الوطواط "دراكولا" في العراق
Author: willeim andrea
Date: 10-01-2005, 07:00 AM

العزيز الاستاذ منصور شاشاتي... شكرا للايضاح واتمني ان تفتح بوست تسرد فيها تلك الفتره للتوثيق والفائده العامه ... متعك الله بالصحه والعافيه ولك مني مساحات من التقديرB]