يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..

يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..


09-27-2005, 10:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1127812891&rn=4


Post: #1
Title: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: منوت
Date: 09-27-2005, 10:21 AM
Parent: #0

" ... إنني طفلُ المآسي ..
عندما أسمعُ إيقاعَ الطبولِ ،
لستُ أدري ! هل أنامُ ؟ أم أُولِّي ؟
فإذا ولّيتُ لا أدري : أأرقصُ ؟ أم أُراقب ؟
و بعجزٍ مِثلَ عجزِ الضّبعِ أسمتْهُ الكلابُ العاويةُ ،
هل أَصدُّ النّفسَ عن سِربِ البنات ،
ثمَّ أجثو كي أُراقبَ فِتيةَ الحظِّ خِفافاً في الملاعب ؟
أمْ على قلبٍ من التصميمِ أرْكبُ ،
علّني أَحظى بأنظارِ البناتِ ؟
لسْتُ من ييأسُ ، بل سوفَ أُقاوِمُ ،
مِثْلَ ليثٍ قدْ تجرّح ..
مثلَ جاموسٍ به قرْنٌ تكسّر ... "

( د. فرانسيس دينق ،طائرُ الشوم ، ترجمة : د. عبد الله أحمد النعيم ، صفحة : 73 ) .

Post: #2
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: ايهاب
Date: 09-27-2005, 11:00 AM
Parent: #1

منوت وعطر ليموني امتد عبقه من الزمن الجميل
كلما رايتك تذكرت ودعزه
شكرا يا منوت

Post: #3
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: منوت
Date: 09-27-2005, 11:47 AM
Parent: #1

إيهاب ،
يا أيها الولدُ الليموني ،
سليلُ شُجراتِ بوردنا ( الأنقى ) أوانَ الزمنِ الجميل ..
لِمَ تقتلنا بذكرى ابن أمنا ( عزه ) ؟
فقد تجاوزنا بصمته ،
و أسكننا بؤرةَ الفجيعة !!!


دعهُ ، سوف يأتي ( هنا ) إذا فاقمه الشوقُ وحملهُ إلى البوحِ الصراح !!! ، و تعالَ إلى حكايةِ مديت و أجاك ..


***

" ... عندما كان في حوالي الثانيةَ عشرةَ من العمر ، شاركَ ( مديت ) في حفل رقصٍ للأطفال اِجتمعَ فيه البناتُ و الأولاد . و كان طويلَ القامةِ ، إلا أنّ طوله جعلَ عرجته أكثرَ لفتاً للنظر . في رقص الدينكا يقفُ الرجالُ أو الأولادُ صفّاً ، ثم يبدأون في الرقص أمام الفتيات . و بعد المراقبةِ لبعضِ الوقتِ لتفحص الراقصين ، تنضمُّ الفتياتُ إلى الرقص ، كل منهن أمام الرجل الذي تختاره . فقد يختار عدد من الفتيات الرقصَ مع رجلٍ واحد ! بينما يبقى عدد من الرجال بلا شريك في الرقص . و بما أن فتيات الدينكا صادقات في اختيارهن في عموم الحال ، فإن اختيار أو عدم اختيار الرجل يعكس في العادة الشعور الحقيقي . عندما بدأ الأولادُ في الرقصِ ، اِنضمَّ إليهم مديت و هو يُنشدُ بصوتٍ مرتفع و كأنه يُعوّضُ عن عيبه الجسماني :

يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفيّ .
إنّ رقصي هو وقفٌ للجميلةِ ..
من ترى الكنزَ الخفي ؟ !!
يا فتاتي ، لا تُعيري السمْعَ للعزالِ من هذي القبيلة ،
اِتبعيني ، و اقطفي تلكَ الثمار !

... عندما انضمت الفتياتُ إلى الرقصِ ، ظهر الأمرُ و كأن مديت سيظلُّ وحيداً ... و أوشك على التسليم بقسوةِ واقعِ حياةِ الدينكا.. ، عندها رأى أجاك تقتربُ منه للرقص !!! كانت تبدو في غايةِ الجمالِ و قد لفّت قطعةً من القماشِ الزاهي الألوانِ حول وسطها ، و علّقت الحلق بأذنيها ، و الخرز حول عنقها و وسطها ... " .



( د. فرانسيس دينق ، روايةُ طائرِ الشؤم ، الطبعة الأولى ، ترجمة : د. عبد الله أحمد النعيم ، صفحة :73 - 74 ) .

Post: #4
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: nashaat elemam
Date: 09-27-2005, 12:47 PM
Parent: #3

الجميل منوت
دوماً اختياراتك الراقية تنم عن ذوق وتذوق رفيعين..
قرأت الرواية قبل سنين.. لكن تلمسك لمواضع الجمال فيها
من احاسيس وأفكار هو ما ايقظ جذوتها بقلبي مرة أخرى....
شكراً منوت.. شكر حقيقي

Post: #5
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: هشام عبدالعاطي
Date: 09-27-2005, 01:03 PM
Parent: #3

Quote: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفيّ .
إنّ رقصي هو وقفٌ للجميلةِ ..
من ترى الكنزَ الخفي ؟ !!
يا فتاتي ، لا تُعيري السمْعَ للعزالِ من هذي القبيلة ،
اِتبعيني ، و اقطفي تلكَ الثمار !


أنا لم أقرأ هذه الرواية لكن بعد هذه السطور التي اتحفنا بها الأخ مدوت سوف أبدأ رحلة البحث عنها..

Post: #6
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: ديامي
Date: 09-28-2005, 00:21 AM
Parent: #5

دائما ما تجعلنا نعود للبورد كاتبين

Post: #7
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: منوت
Date: 09-28-2005, 12:02 PM
Parent: #1

نشأت ،
هشام ،
ديامي ،


جاييكم بعد شويه ..

Post: #8
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: sharnobi
Date: 09-28-2005, 12:18 PM
Parent: #1

اتى وفى جعبتك
الخيار الجميل
غير فنان اصيل
لا يعرف مدافن الكنز النبيل

يا منوت
لك ود وشوق خالص

Post: #9
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: منوت
Date: 09-29-2005, 11:07 AM
Parent: #1

نشأت الإمام ،
يا بنَ كلماتنا الليمونية التي تورق - حتماً - على صحاري أوراقِ الوطن !!!
نعم ، قرأنا الروايةَ عدةَ مرات .. و هاهي قراءةٌ أخرى تركّز على المحاور المتجاوزة بفعلِ تركيزٍ آخر على جانبٍ _ كان _ الأولى بالتركيز في القراءات السابقة !!!

* هشام ،
عليك بقراءاتٍ متعددة لهذه الرواية .. فهي ( رواية طائر الشؤم ) تحتاجُ إلى تركيزٍ أشد في لوحاتها المتعددة ..

* يا بن منفانا الضارب القزمستة في بهائها الليموني ،
أبا المر ،
يا أيها الديامي الأصيل ،
بك تكتملُ مشاويرُ الكتابةِ في آفاقها موغلةِ الرؤى الإبداعية ، يا حبيب ..

* شرنوبي ،
يا بن بوردنا كامل الألق - حينها - ،
مشرقَ الأبعادِ و الحميمية ، أشتاقك ..
تعالَ نحيلُ ظلام الآني ، ليأتي الليمونُ عبر أنهار الكلمات !!
أرجوك ، لا تغبْ ..

Post: #10
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: منوت
Date: 09-30-2005, 11:55 AM
Parent: #1

و ها هو مديت ..
" ... بعدَ أن وُضِعت علاماتُ التدشينِ المؤلمة على نصف جبينه، سُمِحَ له بالوقوفِ و الدم ينهال من وجههه ، و هو يُنشِد أبياتاً نظمها هو بنفسه واستذكرها لهذه المناسبة :

ابن الشيخِ الأكبر لا ترهبه السكين ،
حتى لو سالت أوردتي كالخزان ..
لن أقبل عار بقائي طفلاً ..
شوقي أن أُصبحَ رجلاً خلفَ الفتيات ،
حتى لو مِتُّ فلن يلحق عائلتي عارٌ ..
لا ، لن يلحقَ عارٌ بشيوخِ الأمةِ من مهدِ الخلقِ ..
اِستقبلْ تلكَ السكين بعينٍ لا ترمش ..
فإذا رمشت عيني اِذبحني ..
لأمت إن عيّرت قبيلاً ذا عزٍّ أبدي !! ... "


( المرجع نفسه ، صفحة 92 ) .

Post: #11
Title: Re: يا فتاتي ، إنني كنزٌ خفي : حكايةُ " مديت " و " أجاك " ..
Author: منوت
Date: 10-02-2005, 10:24 AM
Parent: #1

" ... و عادَ جسدُه مبلّلاً بالدماءِ ، و رقدَ ( مديت ) لاستقبالِ باقي علاماتِ التدشين . و فجأةً ظهرَ صوتُ امرأةٍ وهي تُنشد بصوتٍ عالٍ . لقد كانت أجاك ! دون علم مديت ، و لا أفراد أسرته . فقد حضرت أجاك من قريتها لمشاهدةِ هذا الحدثِ الفريد . و في صوتٍ جميلٍ يعكس جمالها هي ، غنّت في انطلاقٍ لا يتيسر لدى الدينكا إلا في الغناء :

ابن الشيخِ يسيرُ هناكَ ليستلقي ثانيةً ..
رَجُلي رأسُ القومِ ، صميمٌ لا يتردد ،
نرقُبه فخراً إذ يستلقي بينَ القوم ..
و أُغنّي للحريةِ كي أمنحَ ودّي سيدَ القوم ..
ما عادَ صغيراً يتخطّى ،
رجُلاً قد صار ..
ما عُدْتُ فتاةً تُلْزَمُ بالصمت ،
إني امرأةٌ تجري خلفَ فتاها ،
حتى لو مِتُّ ، هو سيِّدُ قلبي ..
مَنْ غَمَرتْ قلبي بالعزِّ و بالفرحِ شجاعتُه ! ... " .


( المرجع السابق ، صفحة 92 ) .

* شكراً لكم على المرور و التصفح ،
نلتقي أوائل شوال القادم ،
و كل عام و الإنسان بخير ،
و ..

رمضان كريم