كترابة كاترينا وريتا

كترابة كاترينا وريتا


09-25-2005, 02:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1127612570&rn=0


Post: #1
Title: كترابة كاترينا وريتا
Author: ودقاسم
Date: 09-25-2005, 02:42 AM

هل تختار الأعاصير مراكزها أم أن هناك عوامل أخرى تحدد لها هذه المراكز وترسم لها طرق سيرها ، أم أن المسألة كلها ترتيبات إلهية يصيب بها من يشاء من عباده ، ويكون للظالمين فيها نصيب الأسد ؟
في طفولتي علمني أهلي أن أقول عند رؤية الإعصار( محمد معانا ما تغشانا ) ، ( وكانوا يسمونه بلهجتنا المحلية عُصارْ ) ولم تكن أعاصيرنا عنيفة كتلك التي شاهدناها على شاشات القنوات الفضائية ، بل هي زوبعة محدودة تصيب عيوننا دون أن تقتلع جذورنا من الأرض أو تجعل أشجارنا صرعى ، ولم نكن نحتمي منها بقوتنا العظمى أو بأموالنا وسياراتنا التي تعيننا على الهرب ، ما كنا نحتمي منها بغير ( محمد معانا ما تغشانا ) ...
ولا أذكر أن الأعاصير كانت مزعجة بل كانت كأنها تداعبنا مداعبة خفيفة ثم تذهب في طريقها ، وكنا نلاحظ أنها تختفي إذا جاء الخريف ونزلت الأمطار ، كما أنه دائما يصعب عليها عبور الترعة أو الحفير ، إذ غالبا ما يبتلع الماء غبارها فتصبح بلا حول ولا قوة ... وكان أهلنا يقولون لنا أن ( العصار ) شيطان أو مجموعة شياطين يتحركون بطريقة تثير هذا الغبار فيحدثون هذه الزوبعة ، فيطلبون منّا ترديد البسملة ، وتكرار ( الله يلعنك يا إبليس ) ... وحتى الآن لا أعرف أناسا من قريتنا ماتوا ، أو فقدوا ، أو شرّدوا ، بسبب الأعاصير ، ولم تهدم أعاصيرنا بيوتنا ولم تقتلع اشجارنا ، وطبعا ليست لدينا أعمدة كهرباء أو منشآت نفطية لتشعل الحرائق .
والمطر يشح فنطلبه من الله ، نجمع الذرة من بيوت القرية ، ونشعل نارا كبيرة ونأتي بأكبر القدور ثم ننضج البليلة ونوزعها على كل بيوت القرية ، من ساهم منهم ومن لم يساهم ، فينزل علينا الغيث ، ونصلي طلبا له فيأتينا مطرا مباركا ، وإذا غلبنا المطر لجأنا إلى الله ليجعله حوالينا لا علينا ، ونسأل الله أن يجعله غيثا نافعا ، سحّا ، غدقا ، لا هادم بيوتنا ولا مغرق ضعفاءنا ...
وإذا انكسفت شمسنا ، أو انخسف قمرنا لجأنا إلى الله وتضرعنا له إلى أن يعيد علينا نعمة الشمس أو القمر ... وكثيرا ما نتعوذ من الزلازل والمحن ، ما ظهر منها وما بطن .
إذن نحن نتعامل مع الظاهرة بميتافيزيقة واضحة ، والأمور عندنا تسير وفقا لمعايير فهمنا للظاهرة وقدراتنا للتعامل معها ... كان لي صديق مصري يفيض بالحكمة والظرف معا ، ومن ضمن ما عرفته عنه من أمثال وحكم :
ربّك رب العطا ، يدّي البرد على أدّ الغطا ... وهذا مقدار غطائنا وهذا مقدار البرد الذي أرسله الله إلينا ...
وهكذا فنحن لا طاقة لنا بالزلازل ، أو الأعاصير ، أو الأمطار الهادمة ، أو ذهاب ضوء الشمس أو القمر .
الإنسان – في كثير من الحالات - عندما يشبع ، وتزيد أمواله ، يتقّوى ، ويطغى ، وينسى ربه ، ويظن أنه سيبلغ من القوة ما يحميه ويقيه من غضبات الطبيعة وظواهرها ... لكن الكثيرين يموتون بالبرد ، وآخرين يموتون بالحر ، وغيرهم يموت بالأعاصير ، وبعض ممن يهرب من الأعاصير ربما تحترق به السيارة فيموت ... إذن لا قوة فوق قوة الخالق ، وهو القاهر فوق عباده ، وهو الذي يجب أن نخشى عقابه ...
إن يتصالح الإنسان مع نفسه وربه ، إن يباعد بينه وبين الظلم ، إن يستقيم على الطريقة التي ارتضاها الله ، إن يلجأ إلى الله ويثق في قدرته ويخشى غضبته فإنه سيكون آمنا دون أن يلجأ إلى قوته ...

Post: #2
Title: Re: كترابة كاترينا وريتا
Author: Siddig A. Omer
Date: 09-26-2005, 05:11 AM
Parent: #1

ياودقــاسم

ريتا بتاعتنا ما ذى دى!!!!!



Post: #3
Title: Re: كترابة كاترينا وريتا
Author: Siddig A. Omer
Date: 09-26-2005, 05:19 AM
Parent: #2

واحدى من ناس كاترينا و ريتا ديل و على الدنيا السلام....كدى نخلص من الجبهجية و المتمكنين والمتسلقين و الفقر و الجهل و المرض و الفقر و الامية بعدين مرحب بريتا ولا علوية!!!!!


Post: #4
Title: Re: كترابة كاترينا وريتا
Author: Siddig A. Omer
Date: 09-26-2005, 05:27 AM
Parent: #1

Quote: إن يتصالح الإنسان مع نفسه وربه ، إن يباعد بينه وبين الظلم ، إن يستقيم على الطريقة التي ارتضاها الله ، إن يلجأ إلى الله ويثق في قدرته ويخشى غضبته فإنه سيكون آمنا دون أن يلجأ إلى قوته