الأستاذ محجوب محمد صالح: الصورة القاتمة .. للحراك الحزبي!

الأستاذ محجوب محمد صالح: الصورة القاتمة .. للحراك الحزبي!


09-19-2005, 05:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1127105962&rn=0


Post: #1
Title: الأستاذ محجوب محمد صالح: الصورة القاتمة .. للحراك الحزبي!
Author: sultan
Date: 09-19-2005, 05:59 AM

الأيام 19/9/2005

أصوات واصداء

محجوب محمد صالح


الصورة القاتمة .. للحراك الحزبي!


المتأمل في الوضع (الحزبي) في السودان لا بد من ان يصل الى نتيجة واحدة هي اننا امام مخاض لمولد نظام حزبي وان النظام الحزبي الذي عايشناه منذ فجر الحركة الوطنية ينهار الان تماما وان كل (الدربكة) الحزبية التي نشاهدها اليوم هي مؤشرات المخاض الذي سينتج عنه اصطفاف حزبي جديد! كل الاحزاب – في الحكم او في المعارضة- انقسمت على نفسها انقساما حادا وكل (انصاف) الاحزاب التي نتجت عن تلك الانقسامات تعاني في داخلها من توترات عنيفة – والمجموعات الانقسامية التي خرجت عن الحزب (الام) تشظت هي بدورها الى مجموعات (شللية) و (مصلحية) وفوق هذا وذاك تضغط المليشيات والحركات المسلحة في الشمال والجنوب بكامل ثقلها على هذا النظام الحزبي المتآكل وتكتسب شرعية من (فوهة البندقية).

ويأتي هذا الوضع في وقت تحدث فيه متغيرات عالمية واقليمية وداخلية كبيرة فيتزايد نشاط المجتمع المدني عبر مؤسساته القاعدية وتتزايد دواعي الوعي والمعرفة ويرتفع سقف الطموحات ويتأكل مفهوم سيادة الدولة في قضايا عديدة – وداخليا بدأت الاقاليم تحس بذايتها وتسعى لقدر اكبر من الاستقلال والحكم الذاتي الداخلي وتحققه عبر وضع (فدرالي) حقيقي ومن هنا ينشأ التعارض بين النظام الحزبي (المركزي) تقليديا وبين الحراك السياسي الجديد الفيدرالي طبيعة بحيث تصبح فروع الاحزاب في الاقاليم صانعة القرار في شأنها الداخلي ولا يستطيع الحزب ان يدير شؤونها (بالريموت كنترول) كما كان يحدث سابقا.

ورغم كل هذه التطورات فان الاحزاب السودانية ما زالت تتصرف دون ان تدرك ابعاد المتغيرات الراهنة ولذلك فهي ما تزال (مكبة) على اسلوب المناورات القديم واسلوب (المقالب) الفج، ومشغولة بالصراعات الشخصية وصراعات المناصب في دولة تتآكل كل صباح من اطرافها وتظل تدور في حلقة مفرغة من المنافسات والمشاحنات الداخلية دون ان تنشئ الهياكل التي تستجيب لهذه المتغيرات ودون ان تدرك حقيقة معاناة الجماهير ومشاكلها الحياتية وتطلعاتها المشروعة ودون ان تعي ان الديمقراطية الراسخة لا تبنيها الا احزاب قوية تمتلك الهياكل الفاعلة والمؤسسية المتجذرة والدراسات والبرامج المستجيبة للتحديات.

لا غرو في مثل هذه الظروف ان تتباعد الشقة بين قيادات الاحزاب وقواعدها ولا غرابة في ان نشاهد لدى الشباب عزوفا عن مؤسسات حزبية فقدت القدرة على الالهام مثلما فقدت المقدرة على الاستجابة لتحديات هذه المرحلة الهامة من تاريخ السودان.

وقمة المأساة تتمثل في انه حقيقة لا ديمقراطية بلا احزاب ولا احزاب بلا ديمقراطية وان التحول الديمقراطي الراسخ لا تحققه الا احزاب قوية البنيان – هذه هي المفارقة التي ينبغي ان تثير اشفاقنا على مستقبل الديمقراطية في بلادنا ما لم نتدارك اوجه القصور والضعف الذي يعتري الحراك الحزبي اليوم – هذا هو التحدي الاكبر امامنا ولكن المؤسف اننا لا نرى اي ضوء في نهاية النفق ولا نرى الا تكالبا على السلطة وتسابقا ولهفة وجريا وراء المغانم المتوهمة فلم يعد في الامر الا فتات مغانم لا تستحق ان تشغل سوى ذوي الطموحات البائسة. ليس هذا الذي نقول اغراقا في التشاؤم ولكنه قراءة صادقة لواقع اليوم، ورغم ذلك لن نيأس من قدرة المجتمع السوداني على ابتداع وسائله وآلياته لمواجهة هذا الواقع الكئيب.

= = = = =
السودان لكل السودانيين
المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان

Post: #2
Title: Re: الأستاذ محجوب محمد صالح: الصورة القاتمة .. للحراك الحزبي!
Author: أبو ساندرا
Date: 09-20-2005, 00:34 AM
Parent: #1

العزيز /سلطان

تسود البلاد حالة مريعة من التشاؤم والإحباط واليأس
معظم الكتابات والأعمدة الراتبة في الصحف تنحو هذا المنحى